الثالث من يونيو 2008م يوم تاريخي بكل المعايير في التاريخ الأمريكي. فقد وقع الاختيار على باراك أوباما -ذي الأصول الأفريقية- ليكون المرشح الديموقراطي الذي سينافس السيناتور ماكين على رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال الأربع سنوات القادمة. هذا الترشيح جاء كتحد صارخ لسياسة التمييز العنصري التي كانت سائدة في الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل أربعة عقود لدرجة أنه في ذلك الوقت لم يكن للأسود "أوباما" حق الانتخاب فكيف بالترشح. طبعا في أعقاب فوز أوباما لاتزال "الضبعة" كلينتون تعض بأنيابها على عظام الحملة الانتخابية الديموقراطية برغم أن أوباما يطارد الفريسة الكبيرة. كذلك تحدث السيناتور ماكين حديث صانع يخشى الضياع. ومثلهما تحدث أوباما. الأهم هو حديث أوباما! فهو حديث جديد على الانتخابات الأمريكية. الجديد على السياسة الأمريكية- وربما كان السبب في تغلب أوباما على كلينتون- هو مافعله أوباما خلال حملته للحصول على ترشيح الديموقراطيين، وهو ذاته ما صرح به أوباما بعد فوزه بترشيح الديموقراطيين. لقد قال مالم يجرؤ على البوح به أي رئيس أمريكي سابق. قال: إن واشنطن تعاني من جماعات الضغط (Lobbyist) التي تضع أجندتها قبل كل شيء" وهو بذلك يعلن الحرب على ذلك البعبع الذي أجبر كل رئيس أمريكي سابق على التودد له وممارسة طقوسه في حملته الانتخابية. أوباما لم يقم بذلك الهجوم على ال(Lobbyist) بدون إيجاد البديل الناجح. بديله الناجح تمثل في العودة إلى الجذور الأمريكية وأخذ الانتخابات إلى المواطن الأمريكي بدلا من الانتظار إلى أن يأتي المواطن إليها. ولئن كُتب لأوباما أن يفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة فسوف يكون السبب الرئيس في ذلك هو اعتماده على هذه الاستراتيجية الانتخابية الفريدة. قراءات سريعة: * قد نسمع قريباً عن مصطلح "أوبمة الانتخابات"، وقد تغير الأوبمة وجه الانتخابات الأمريكية إلى الأبد. * السيناتور ماكين حاول استمالة أنصار كلينتون عندما أثنى عليها وعلى حملتها، وقال بأنها أحيانا لم تحصل من الإعلام على ماتستحق، مسبقا بتقرير أنه أب لثلاث بنات. * أحد مقدمي البرامج الكوميدية قال ساخراً خلال حملة الديموقراطيين الانتخابية سيفوز أوباما بالرئاسة وهيلاري كلينتون لاتزال تصر على استمرار حملتها الانتخابية.