يصل عصر اليوم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى مدريد في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات مع الملك خوان كارلوس الأول عاهل اسبانيا وولي العهد بالإضافة إلى رئيس الوزراء الاسباني. ويرافق سموه وفد يضم معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، ومعالي وزير الدولة الدكتور مساعد العيبان، ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار مدني، ووكيل وزارة التجارة. وقال صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة اسبانيا بأنه سيتم خلال الزيارة توقيع مذكرة تفاهم عسكري تشمل جميع أوجه التعاون العسكري بين البلدين. وأضاف سموه في مؤتمر صحافي عقده في المركز الإعلامي بفندق الانتركونتننتال. وأجاب سموه لسؤال عما اذا سيتم شراء أسلحة من اسبانيا خلال زيارة سمو ولي العهد بقوله بأن المشتريات العسكرية السعودية تتم وفق احتياجات القوات المسلحة ويتم الأخذ في الاعتبار احتياجات التسلح حسب المصدر والجودة والأسعار، وذكر سمو سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اسبانيا بأن التسلح يتم عبر دراسات مستفيضة من قبل القوات المسلحة وليس مجرد الذهاب للتبضع وان هذه العملية تأخذ وقتها الطبيعي. ونوه الأمير سعود بن نايف بأن هناك اتفاقيات اقتصادية عديدة وقعت بين البلدين ومن أهمها كانت الأولى حماية الاستثمار وكذلك عدم الازدواج الضريبي.. الأمر الذي سيساعد رجال الأعمال بين البلدين للاستثمار بالاضافة الى الصندوق الاستثماري بين البلدين بقيمة خمسة مليارات دولار، وأكد سموه في مؤتمره الصحافي بمناسبة زيارة سمو ولي العهد الى اسبانيا على أهمية الزيارة التي سيقوم بها اليوم سمو ولي العهد وقال بأنها تعكس عمق العلاقات السعودية - الاسبانية والرغبة في تعميقها في جميع الميادين. وأجاب سمو الأمير سعود بن نايف على سؤال حول عما اذا كانت ستقوم المملكة بزيادة انتاج البترول وعن الارتفاع في أسعار البترول في الوقت الحاضر بقوله: بأن حديث معالي وزير البترول كاف حيث قال انه لا يوجد من تقدم بشراء البترول ولم يلب طلبه مشيرا الى التصاعد غير الطبيعي يؤثر على الاقتصاد والارتفاع في أسعار برميل البترول يعود الى المضاربات الشديدة في الأسواق وذلك كون منطقة الشرق الأوسط بها مشاكل عديدة كذلك الوضع بالنسبة لأمريكا الجنوبية وعدد من الدول الافريقية التي تنتج النفط. وأضاف سموه بأن المملكة لا تزال حريصة على استقرار أسعار النفط في العالم. وفي إجابة عن سؤال حول نقل تجربة المملكة في مجال مكافحة الارهاب الى اسبانيا أجاب بقوله إن هناك عدداً من الدول الاوروبية تستفيد من تلك التجربة، وإن هناك تعاوناً قائماً بين وزارات الداخلية في البلدين. وحول الاتفاقية الخاصة بتبادل المحكومين بالسجن بين المملكة وإسبانيا قال سمو الأمير سعود إن الاتفاقية تفضي إلى أن من يحكم عليهم بالسجن قضاء المحكومية في بلده وهذا يأتي لوجود تفاهم بين وزارتي العدل في البلدين وتعد تلك الاتفاقية الأولى بين المملكة ودولة أوروبية. وأشار سموه إلى أن هناك تفاهماً بين وزارات الداخلية بين البلدين على توقيع اتفاقية أمنية. وحول تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب قال سموه إنها كانت تجربة أليمة جداً ولكنها كانت تجربة علمتنا الكثير. وأكد سموه أن التعاون مع إسبانيا في مكافحة الإرهاب سيكون على أعلى المستويات وهناك تعاون قائم بين البلدين لكنه لم يتوج بالاتفاقية الأمنية لذلك جاء العمل على هذه الاتفاقية.. وهذه الاتفاقية لن تغطي مجال الارهاب فقط ولكن تغطي غسيل الأموال وكل ما يهم الأمن وستكون هناك استفادة بين الطرفين السعودي والاسباني. وحول ما إذا كان يتم خلال زيارة سمو الأمير سلطان الاعلان عن إنشاء كرسي الأمير سلطان للعلاقات العربية الاوربية بجامعة كومبلقنسي قال سموه الأمير سعود بن نايف إن سمو الأمير سلطان حريص على تعزيز كل ما يخدم العلاقات الثنائية بين البلدين لذلك لا يستبعد إنشاء هذا الكرسي. وحول دعوة خادم الحرمين الشريفين لحوار الاديان ودور سفارة المملكة في مدريد لتكريس ثقافة التعايش السلمي والوسطية والاعتدال قال سموه ان ذلك يأتي في اطار حرص الملك - حفظه الله - للانطلاق نحو التحاور وهي فكرة رائدة وقال نحن في عالم نبحث عما يقربنا اكثر مما يبعدنا. واوضح سموه انه يجب الانطلاق من هذا الحوار تجاه احترامنا للدين الإسلامي والديانات الاخرى، وقال ان مبادرة الملك عبدالله ترتكز على مبدأ احترام الآخر والتعايش السلمي بغض النظر عن خلفية دينية أو حضارة. وفيما يتعلق باطلاق اسبانيا حوار الحضارات واطلاق المملكة لحوار الاديان وان كان هناك تضارب بهما قال سموه ان المبادرتين تمضيان في نفس الاتجاه ولا بد ان تلتقيا في مكان ما. وحول دور اسبانيا في تعزيز الحوار العربي الاوروبي قال سموه يجب ان نتذكر ان اسبانيا كانت أول دولة احتضنت مؤتمر السلام في مدريد وهي دولة صديقة لها ثقلها ووزنها وتتمتع بعلاقات مميزة مع العرب وهذا سيخدم كثيراً في تنشيط دورها الاوروبي لايجاد حلول لعملية السلام. وحول دور السفارة في التعريف بالثقافة السعودية لدى الاسبان قال سمو سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة اسبانيا بانه لدى السفارة نشاطات ثقافية كثيرة وشهرية فاسبانيا دولة سياحية ولديها فعاليات ثقافية كثيرة والسفارة تشارك في معظم تلك الفعاليات.