أثارت أشهر المجلات العالمية المحكمة علمياً مقترحا بعد مراجعة دراسات عديدة خاصة بانتشار بالسمنة وهو الانتباه إلى العلاقة مابين طرق المواصلات المعتمدة على الوقود المستخرج من النفط والغذاء. وطالب كل من الدكتور فيل والدكتور روبيرتس من كلية لندن للصحة والأمراض المدارية في بريطانيا، بزيادة الوعي والرقي الصحي عند استخدام طرق المواصلات في المدن الحضرية وذلك للاستفادة من رياضة المشي واستخدام الدراجات كنوع مهم وذي تأثير كبير في ممارسة النشاط البدني الذي يعود بالنفع على الجسم لتحسين الحالة الصحية والوقاية من السمنة وبالتالي وقاية الشخص من أمراض أخرى خطيرة تسببها السمنة، ولكن ما علاقة ذلك بالوقود الذي زاد الطلب عليه عالمياً بالسمنة. وتؤكد النتائج البحثية أن استخدام الدراجات ورياضة المشي لتقليل استخدام طرق المواصلات الأخرى، يؤدي إلى تقليل الطلب على الوقود المستخدم في تشغيل طرق المواصلات كالسيارات أو الحافلات، وأيضاً تقليل عدم الاستقرار الحالي في السلسلة الغذائية، كما ذكر الباحثون أن تحقيق ذلك لا يكون فقط من تقليل الطلب على الوقود المستخدم في السيارات بل حتى في تقليل الطلب على استهلاك الغذاء الذي يتسبب في انتشار السمنة في المجتمعات. وتعتمد95% من محركات طرق المواصلات على المشتقات البترولية .وتستهلك نصف إنتاج البترول في العالم الذي زاد سعره عما سبق كثيراً وأثرت بشكل واضح على زيادة أسعار المواد الغذائية ولعبت دوراً في حدوث معدلات التضخم، واستخدام السيارات يؤدي بشكل آخر إلى زيادة الطلب على الغذاء وبالتالي يرتفع سعره عما سبق، وذلك من خلال توضيح ما يلي معدل الطاقة الأساسية في شخص مستقر صحياً ووزنه ضمن المعدل الطبيعي يحتاج مقداراً من الطاقة الكلية التي يحتاجها لممارسة حياته الطبيعية بالنشاط الجسمي نجد أنه يحتاج ما يقارب 2500كالوري لكل يوم، أما في الشخص السمين 2960كالوري لممارسة حياته الطبيعية لكل يوم أي الشخص السمين يحتاج أكثر من 18% غذاء للحصول على الطاقة أكثر من الشخص الطبيعي غير المصاب بالسمنة. ويضاف إلى ذلك أن المجتمع المصاب بالسمنة يعتمد على التنقل بالمواصلات التي تعتمد على البترول وبالتالي يزيد الطلب على الوقود حسب تفسير الفريق البحثي، ولهذا فإن تقليل نسبة الإصابة بالسمنة وتخفيض الحاجة إلى الوقود يستطيع أن يؤدي إلى تقليل استهلاك الطعام الذي بات يقل عرضه ويرتفع سعره، كما أن تقليل استخدام السيارات يعمل على تقليل انبعاث الغازات التي تلعب في تدهور البيئة، وزيادة النشاط البدني من خلال المشي واستخدام الدراجات يقلل مخاطر الإصابة بالأمراض وزيادة الإنتاجية، ولكن للأسف قد ينجح العمل بتوصيات هذه الدراسة لدى الغرب لتوفر المناخ المناسب للمشي وممارسة الدراجات مع الإبداع البحثي وإيجاد آليات لمساعدة المجتمع للخروج من دائرة الأمراض التي تسببها السمنة، ولكن بالتأكيد مع الجزم المطلق أنها صعبه في ظروفنا المناخية وعاداتنا الاجتماعية، وانعدام الحوافز والتنشيط البحثي لإيجاد مخرجات ملائمة لحياتنا، ولكنها سوف تبقى مدفونة إلى أجل مسمى.