افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مساء أمس أعمال الاجتماع السنوي لمجلس محافظي مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في مدينة جدة بحضور وزراء المالية والاقتصاد والتخطيط في الدول الأعضاء بالبنك البالغ عددها 56دولة وعدد من كبار المسئولين بدولة المقر ومحافظي مجموعة البنك والمحافظين المناوبين والمديرين التنفيذيين ورؤساء المؤسسات الدولية والإقليمية وأعضاء السلك الدبلوماسي. حيث بدأ الحفل بالقرآن الكريم بعد ذلك قال رئيس مجلس المحافظين معالي الشيخ احمد بن محمد آل خليفة ان المملكة ما زالت ملاذ الأمة الاسلامية وبلدانها وشعوبها، حيث تنصر الحق وتعلي قيم العدالة والاخاء وترفع راية الاسلام. واضاف : أن الأمة ما زالت تذكر لخادم الحرمين الشريفين بتقدير وامتنان دعوته التاريخية لاجتماع عاجل لقادة الأمة عام 1425سعيا لتوحيد الصف وجمع الكلمة، حيث كان لتلك القمة مبادرات ايجابية اطلقها قادة وزعماء العالم الاسلامي وسيكون لها عميق الاثر في دعم مسيرة العمل الاسلامي. واشار الى ان اهم المبادرات الدعوة الى إنشاء صندوق التضامن الاسلامي للتنمية لمساعدة الدول الاقل نموا على مواجهة الفقر. واشاد آل خليفة بمبادرة مجلس ادارة مجموعة البنك الاسلامي للتنمية باعتماد حزمة مالية للاستجابة للتحديات التي تواجه الدول الاعضاء في مجال تدفق الاستثمار والتجارة البينية. من جهته عبر معالي الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية عن أسمى آيات التقدير والامتنان لتفضل خادم الحرمين الشريفين شخصياً بافتتاح المؤتمر ، معتبراً ذلك مواصلة لمسيرة الوالد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، يرحمه الله، في رعاية ودعم العمل الإسلامي المشترك. وأشار في كلمته إلى أن عمل البنك الإسلامي للتنمية ينمو ويتطور بانتظام كما تنمو عمليات البنك وإيراداته باستمرار، ولله الحمد، مواصلاً المساهمة في خدمة تطلعات واحتياجات الأمة الإسلامية. وتطرق معاليه إلى الحديث عن ما تم إنجازه خلال العام المالي 1428ه، حيث تجاوز إجمالي التمويلات المقدمة من مجموعة البنك خلال العام الماضي 10مليارات ريال سعودي بنسبة نمو عن السنة السابقة تصل إلى 21%، وبلغ مجموع التمويلات المعتمدة خلال نفس السنة بما فيها عمليات تمويل التجارة وسائر العمليات الأخرى أكثر من 20مليار ريال ليصل المجموع التراكمي للتمويلات المقدمة من مجموعة البنك منذ التأسيس زهاء 200مليار ريال. وأشاد رئيس مجموعة البنك بالدعم السخي والمتواصل الذي حظيت وتحظى به مجموعة البنك الإسلامي للتنمية من ولاة الأمر في هذا البلد الكريم منذ أن كان البنك مجرد فكرة إلى أن أصبح مجموعة متكاملة، حيث بات يعرف باسم مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، ونوه معاليه بالدور المحوري الهام لخادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، خلال القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت بمكة المكرمة وصدر عنها الخطة العشرية لمواجهة تحديات القرن الجديد، وحرصه، على صدور قرار من تلك القمة بزيادة رأس مال البنك، واقتراحه، يحفظه الله، إنشاء المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، التي بدأت نشاطها مع مطلع العام الحالي، واقتراحه كذلك بإنشاء صندوق لمكافحة الفقر وإسهام المملكة بمبلغ مليار دولار أميركي في موارد هذا الصندوق وكذلك اقتراحه بإنشاء صندوقي الأقصى والقدس لمؤازرة الأهل في فلسطين بما فيهم أكثر من مليون ونصف المليون إنسان محاصرون في قطاع غزة منذ سنتين تتفاقم معاناتهم يوماً بعد يوم. ونوه معالي الدكتور أحمد محمد علي بمبادرة المملكة إلى الدعوة للاستثمار في القطاع الزراعي وقطاع البنية التحتية الريفية وتشجيع إنشاء مشروعات مشتركة وصناديق استثمارية لمواجهة الارتفاع الحاد في الأسعار والأزمة العالمية التي نتجت عن ذلك، مؤكداً ترحيب البنك بالعمل على استكشاف أولويات المشروعات في المناطق المستهدفة للاستثمار المشترك في الدول الأعضاء وتصميم الآليات اللازمة لتبادل المنافع، بالإضافة إلى تقديم البنك للمساعدة الفنية اللازمة في مجال ضبط الأسعار والمنافسة وثقافة ترشيد الاستهلاك، مؤكداً في ذات الوقت بالغ الامتنان والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وللمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً للرعاية الدائمة والدعم المتواصل والمساندة القوية والاستضافة الكريمة لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية. كما توجه بالشكر لكافة الدول الأعضاء على دعمها المتواصل لمجموعة البنك وشكر مجلس محافظي البنك على توجيهاته البناءة ولمجلس المدير التنفيذيين على مساهماته الفاعلة ولجميع العاملين في مجموعة البنك. ثم القى البروفسور اكمل الدين احسان اوغلي الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي كلمة شكر خلالها خادم الحرمين الشريفين على تفضله برعاية حفل الافتتاح واستعرض الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي في كلمته أمام الحفل ما وصل اليه مشروع تحالف منظمة المؤتمر الاسلامي لرعاية الاطفال ضحايا تسونامي والذي تم انشاؤه من قبل المنظمة بالتعاون مع البنك الاسلامي للتنمية وعدد من الشركاء. واعلن إحسان أوغلي ان المشروع تلقى حتى الان كفالات بقرابة عشرة آلاف طفل من جملة خمسة وعشرين الفا هم المستهدفون بالمشروع مشيرا الى ان اغلب الكفالات اتت من حكومة وشعب المملكة العربية السعودية بالاضافة الى تكرم خادم الحرمين الشريفين بكفالة 500طفل يتيم. وتطرق الامين العام الى اهتمام قمة داكار الاخيرة بشكل خاص بموضوع تفشي الفقر في الدول النامية وضرورة معالجة هذه الافة من منظور جديد بهدف القضاء عليه بنهاية العقد المقبل. وذكر احسان اوغلي بأن نحو 285مليون نسمة في بلدان منظمة المؤتمر الاسلامي في فقر مطلق أي ما يعادل 26% من مجموع السكان. واكد الأمين العام ان اجتماع وزراء الخارجية الخامس والثلاثين والذي سيعقد في مدينة كمبالا - أوغندا في الفترة من 18- 20يونيو الحالي سيناقش قضايا ومسائل الفقر في الدول الاعضاء . ودعا احسان اوغلي رجال الاعمال في العالم الاسلامي الى المشاركة في منتدى الاعمال بأوغندا الذي تنظمه الغرفة الاسلامية للتجارة والصناعة بالاشتراك مع منتدى الاعمال والاقتصاد الاوغندي والذي يسبق اجتماع وزراء الخارجية بيومين. من جهته أكد وزير المالية محافظ المملكة في مجموعة البنك الاسلامي للتنمية الدكتور ابراهيم عبدالعزيز العساف أن المملكة بذلت ولا تزال تبذل كل ما تستطيع لتعزيز العمل الاقتصادي الاسلامي باعتباره احد الركائز المهمة للمملكة من خلال الدعم التنموي الثنائي والمتعدد الأطراف للدول الاسلامية ومساعدتها الطارئة للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية ونقص الغذاء . واشار الى الاعتزاز بما حققه البنك الاسلامي للتنمية من تطور واتساع في انشطته بفضل دعم خادم الحرمين الشريفين من خلال الدعوة بتعزيز التبادل التجاري بين الدول الاعضاء حيث قام البنك باتخاذ الاجراءات المناسبة بانشاء المؤسسة الدولية الاسلامية لتمويل التجارة برأسمال 3مليارات دولار وإنشاء صندوق لمكافحة الفقر. نوه العساف بدور المملكة والتزامها تجاه دعم صندوق مكافحة الفقر في الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي حيث تبرعت بمبلغ مليار دولار في صندوق التضامن الإسلامي للتنمية. وشكر العساف الدول التي ساهمت في صندوق التضامن الاسلامي للتنمية متأملا من بقية الدول التي لم تساهم فيه او التي لا تعكس مساهماتها اوضاعها المالية الاسراع في المساهمة تعزيزا لمبدأ التضامن الاسلامي ومعالجة الفقر والتحديات التي يخلقها للحكومات والمجتمعات الإسلامية. بعد ذلك تابع الحضور فيلما وثائقيا عن آلية العمل في المؤسسة الدولية لتمويل التجارة الاسلامية وتدشين شعارها الجديد. ثم تشرف كل من سماحة الشيخ محمد المختار السلامي المفتي السابق للجمهورية التونسية ومعالي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية الفائزان بجائزة البنك في مجال الصيرفة والتمويل الإسلامي مناصفة وكذلك ممثلو معهد البحوث في الطب الجزيئي بجامعة سينز بماليزيا ومركز الأحياء الجزيئية بجامعة البنجاب في باكستان وهيئة الأبحاث الزراعية بالسودان الفائزون بجائزة البنك في مجال العلوم والتكنولوجيا البروفيسور أسماء إسماعيل وبالبروفيسور شيخ رياض الدين والبروفيسور الدكتور أزهري عبد العظيم حمدة بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. كما تشرفت الفائزتان بجوائز البنك في مجال مساهمة المرأة في التنمية في فئة الأفراد "لمبادرات المرأة ومساهماتها في تحسين الرعاية الصحية" السيدة رونا خان من بنغلاديش والسيدة سعيدة قدس من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالسلام على خادم الحرمين الشريفين وكذلك ممثلا الفائزتين عن فئة المنظمات عن "برامج رعاية الأمومة" الدكتور بكر بن حمزة خشيم عن جمعية رعاية الأيتام من المملكة العربية السعودية و السيدة غالية الحاج عبده عن جمعية العافية للتنمية والرعاية الصحية من جمهورية السودان بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. بعد ذلك تشرف مجموعة من الأطفال الأيتام جراء زلزال تسونامي الذين تبناهم خادم الحرمين الشريفين بالسلام عليه وتقديم هدية تذكارية له على ما قدمه ويقدمه نحوهم .