مع تطورات الأحداث السياسية لم يُخف الإعلامي الكويتي الخبير مدى اعتزازه بقناة العربية وفتحها مجالاً هاماً للمتابعة الراقية والمتسارعة للحدث،كان يتحدث وكأن العربية قناة كويتية، لم يخلُ الحديث بطبيعة الحال عن قناة الجزيرة ومواقفها معهم في الكويت. الحديث كان فلسفة إعلامية وليست مجاملة يتحدث بها هذا الإعلامي القدير أمام احد مسؤولي العربية، فهل بالفعل استطاعت العربية ان تكون القناة الأهم خليجيا، وهذا التساؤل يفرض أمامنا عدداً من الاستفهامات من ناحية القصور الذي يعج به إعلامنا الرسمي وجعل من القنوات غير الرسمية تحتل مكانة كبيرة في قلوب المشاهدين باختلاف مشاربهم. الكويت البلد الأكثر تطورا في مراحل سابقة لم يستطع إعلامه الرسمي، ان يوجد قناة تحتل المكانة المماثلة لقناتي الجزيرة والعربية، رغم انك تصعق وتقشعر أحيانا وانت تقرأ على سبيل المثال العناوين السياسية الرنانة والمتحررة والأكثر انفتاحية يوم الخميس الماضي في تعليق الصحف الكويتية الرسمية وغير الرسمية على تشكيل الحكومة الكويتية الجديدة، حرية صحفية أراهن ان تشاهدها في أي بلد عربي!! لكن السؤال لماذا لم تنعكس هذه الحرية الصحفية على الواقع التلفزيوني الكويتي، الكل يتعذر ان نجاح القنوات وخصوصا الإخبارية يعتمد على هامش الحرية بدرجة كبيرة، ولكن العكس في الكويت، تجربة الحرية التلفزيونية تشاهدها احيانا وعلى هامش الانتخابات الأخيرة لمجلس الأمة الكويتي، كتجربة قناة (سكوب) الفضائية في فتح المجال لاتصالات المشاهدين للحديث ونقد أمور داخلية، لا تخرج بمجملها عن مطالب خاصة، ولم اسمع أي متصل يطالب أي عضو منتخب للاهتمام بأي شأن عام او موضوع سياسي هام!! الحرية بالفعل لا تخلق إعلاما ناجحا، لان الحرية كلمة فضفاضة يتشدق بها الكثيرون أما الذين يعملون باحترافية هم من يصنع الحرية المقننة والمحترمة، والتي تجعل الإعجاب من قناة كالعربية أمراً يستحق الاحترام بالفعل، وفي الوقت نفسه نظل عاجزين عن تفسير السبب في تأخرنا عربياً في إيجاد العديد والعديد من القنوات الإخبارية المتخصصة، فأنت تحزن وتبتسم وأنت تشاهد قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله وهي تعرض برنامجا تلفزيونيا للأطفال في اليوم الثاني لهجوم الحزب على بيروت ومحطة تلفزيونية وفي نفس التوقيت تعرض أطفالا ببيروت يبكون من الرعب وهم يشاهدون ما يحدث ببلدهم، وطبيعي ان العقلية الإعلامية العربية المسيسة المنحازة لحزب الله ستصدق المنار كقناة تلفزيونية وستتجاهل أي قناة كانت تنقل رعب الأطفال، وسيحدث لهذه القناة ما حدث لبعض القنوات كالعربية للصعوبات والعراقيل في بيروت!! الاستفهام الأخير.. لازال تقرير العربية عن الانحيازية التي عمل بها المسؤولون القطريون لمنع بعض أجهزة الإعلام العربية في تغطية مؤتمر المصالحة اللبناني، يجعلني اكرر التساؤل هل ما يحدث يتم في البلد الذي يحتضن قناة الجزيرة، مجرد تساؤل مشروع!!