سؤال مفاجئ، ولكن هذا نشاهده كل يوم، وبعيدا عن المجاملات وإظهار عكس ما نشاهد، لماذا يحدث هذا في بلادنا ومن أبناء جلدتنا، لم أخرج عن الإطار الاقتصادي واركز على الأقتصاد فلا أنفذ لغير الاقتصاد حتى في ابسط المهن، آخر ما قرأت بالأمس عن رجل سعودي اضطر مكرها لا بطلا أن يلبس لباس "الصعيدي المصري" لكي يقبل المواطن في سوق خضار لكي يبيع ويشتري بعد أن كان يحقق دخلا ضئيلا لأنه كان سعوديا، وبعد أن تحول لشخصية ونمط اخر "صعيدي" قبل في السوق ونجح نجاحا كبيرا وهذا ليس من عندي نشر في الصحف . مهنة أخرى سائق الأجرة لا نقبل به سعوديا، بل نبحث عن "البنغالي أو الهندي" ولا نريد السعودي وخاصة النساء، وهذه ليست استنتاجا شخصيا من قبلي بل أشاهد وأقرأ كل يوم ذلك، حتى بمجالسنا الخاصة لا نقبل بالسعودي كسائق أجرة في الغالب بل نفضل غيره . المحلات التجارية البائعون لا يقبل السعودي كثيرا ولاحظت ذلك من تجار ذهب وملابس وأدوات كهربائية وغيرها، بل نفضل "جنسية لو كانت من آخر مدن الصين جنوبا"، أيضا بصيانة السيارات والمهن والحرف كالبناء أو الكهرباء والسباكة، لم أشاهد مندوب مبيعات سعوديا إلا بالصحف السعودية حقيقة وبعضها وليس جميعها فلا يقبل السعودي، ناهيك أن تجد سعوديا فهو في الأساس غير مقبول، مهن كثيرة وأعمال تجارية كبيرة، لا يفضل السعودي أن يكون موجودا، لا أفهم هذا النفور من المواطن عن المواطن نفسه الاخر، رغم أننا نجد تكاتفا وتعاضدا بين الجنسيات وهي معروفة بالطبع، وهنا ليست دعوة لحزبية جنسية أو أن نكون أضدادا وتكتلات أبدا، بل لا يوجد عمل تجاري واقتصادي بدون الحاجة للاخر أيا كان . ولكن مثير هذا الذي يحدث ويطرح سؤال وأسئلة كثيرة أثارتني منذ فترة ولكن وجدتها راسخة وكأنها أصبحت مسلمات، لماذا السعودي مرفوض ؟ هل أبالغ ؟ لا ابالغ والدليل والبرهان الواقع ونحن نلمسه، وهو ليس حكما مطلقا بالطبع فيوجد استثناء ولكن ذلك طاغيا بصورة تثير الصحف أن تنشر كل يوم تحقيقات نجد سعوديا يلبس لباسا باكستانيا أو مصريا أو غيرها لكي ينفذ لهذا العمل أو ذاك . لا أبرر أن ذلك منافسة فقط، بل مشكلتنا نحن كسعوديين رسخ في أذهاننا هذه القناعة، وكل طرف مسؤول، الباحث عن العمل قد لا يكون يملك الكفاءةالكافية، أو الأسلوب، أو الاحترافية، أو الصبر بالبقاء بعمله، أو تطوير نفسه، أو اتقان وغيره ولذا لا ينجح، ولكن هل كلهم ؟ هذا من جانب الباحث عن العمل، أما المواطن فهو لا يمنح فرصة لابن جلدته، ويشجعه ويكسبه فرصه يأكل منها، فلماذا اريحيتنا كبيرة وواسعة للأجنبي دون المواطن ؟ لا أعرف . أما الأجنبي فمبرر أنه لا يدعم المواطن لأنه يبحث عن احتكار وبقاء معيشته . موضوع يجب أن يفتح ملفه ونبحث عن الأسباب لكل طرف، وكيف نغير هذه القناعات ووجهة النظر، فلا نجامل ولا نغطي ولا نطمس، بل هي مشكلة واضحة للجميع . فمن يبحث بها ويبرز لنا الأسباب والمبررات والحلول لهذه الأشكالية . الثقة مهزوزة ولا شك ولا يقبل بها كثير من المواطن دون جنسية أخرى، لماذا ؟