ضمن سلسلة ندواتها، نظمت "لجنة التأصيل الإسلامي للعلوم" بالأمانة العامة للندوة العالمية للشباب الإسلامي، محاضرة عن "علمنة العلم.. منعطفات في تاريخ العلم الحديث" استضافت فيها الدكتور سعيد بن عبدالكريم الشدوخي الأستاذ بكلية العلوم الاجتماعية. وقد تحدث الدكتور الشدوخي عن ازدهار العلم الحديث في أوروبا والرحلة الطويلة التي قطعها حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن، في ظل المناخات الغربية وأسس دعائم الفكر الأوروبي التي تعتمد على دعامتين أساسيتين هما: الديانة المسيحية، والفلسفة الاغريقية. وتناول الدكتور الشدوخي الموقف الكنسي المعادي للعلم والعلماء، وكيف كان القساوسة والرهبان يعتبرون العلم مظهراً من مظاهر الشقاء للبشرية، ثم وقعت الثورة والتمرد على الكنيسة وعزل الدين عن الحياة في المجتمع الغربي. ثم تحدث الدكتور الشدوخي عن نظرية بطليموس (الأرض مركز الكون) ونظرية كوبرنيكوس (الأرض تدور حول الشمس)، ونظرية ديكارت، وخروج الغرب من تحت طائلة الكنيسة باعتبار الإنسان مصدر المعرفة، ثم تناول الدكتور الشدوخي نظرية (فرانسيس بيكون)، وتأسيس المنهج التجريبي وإخضاع كل شيء للتجربة، ونظرية (إسحاق نيوتن)، وتعرض بعد ذلك للتطور الهائل الذي حدث في العالم من ثورة صناعية و"مكننة العالم وآلياته"، وكيف كان لهذه التطورات أثرها على تراجع المعتقدات، حتى رفع شعار في أوروبا بأنه (لا حاجة إلى الله) وأنه (آن الأوان أن يحمل الإنسان عن نفسه ما كان يلقيه على واقع الإله) بل وصل الأمر أن رفع بعض الفلاسفة الغربيين شعار (لقد مات الإله). وبعد ذلك تحدث الدكتور الشدوخي عن الفلسفة الوضعية ودور أوجست كونت، ثم ظهور نظرية داروين (النشوء والارتقاء)، وقال: لقد كانت هذه المسيرة كلها تعتمد على علمنة العلم ولا وجود للمعتقدات الدينية فيها، وتناول د. الشدوخي محاولات بعض العلماء العودة من جديد وتصحيح المسار والتفكير في خلق الكون، وأن وراء هذا النظام البديع في الكون خالقاً أبدع في خلقه، وظهرت (مدرسة المصمم الذكي) في الولاياتالمتحدة، وقال: ان الحركة الجديدة التي تحاول تصحيح مسار العلم بدأت وإن كانت تسير بخطى بطيئة، تجد قبولاً لدى بعضهم.. وقد دار نقاش واسع من الحضور حول أطروحات الدكتور الشدوخي.