أكد المختص النفسي أسعد النمر أن أطفالا في عامهم الثالث يعانون من مرض الاضطراب النفسي نتيجة لتسارع ضغوط الحياة وتغيرها السريع، محددا أعراض عدة تستوجب التوجه للطبيب النفسي المختص في حال وقوعها، منها اضطرابات النوم، فقدان الشهية، البكاء الشديد. والنمر الذي ألقى محاضرة مساء أول من أمس الثلاثاء في منتدى الثلاثاء الثقافي عن كتابه "العقل والجسد" المطبوع على نفقة "الرياض" في جزأين أوضح أن الكتاب يحمل موضوعا من أهم الموضوعات التي يطرقها علم النفس، إذ لم يكن الهدف منه التطرق كليا للعلاقة بين العقل والجسد في الشكل الفلسفي الذي أنشأ الجدل بين الفلاسفة، بل هو يركز على الحالات المرضية نفسانية المنشأ كمرض قرحة المعدة الشائع بين السعوديين. ويتألف الكتاب من 4اقسام، إذ يحمل الجزء الأول رقم 154فيما يحمل جزؤه الثاني 156والذي صدر الشهر الحالي، وشرح النمر لجمهور المنتدى جزأي الكتاب، وعن الأول قال: "هو مدخل عام لما يسمى بعلاقة العقل والجسد، فكان موضوع القلق كانفعال النموذج الأكثر وضوحا لترجمة هذه العلاقة، نظرا لتمظهراته السيكولجية الجسدية"، مضيفا "لهذا اقتضى التوسع في مناقشة القلق لتوضيحه للقارئ من جوانبه المختلفة كما طرحت في فصول الجزء الأول الثمانية". وعلى عكس الجزء الأول الذي يتسم بإعطاء ثقافة عامة عن القلق يأتي الجزء الثاني ليركز على التخصص، ف"هي سمته". حسب النمر الذي أضاف "يحدد الجزء الثاني مضمون العلاقة بين المرض والشخصية ضمن سياق العلاقة بين الضغوط النفسية والأمراض الجسدية كتلك المتعلقة بالقرحة الهضمية"، مشيرا إلى أن أهمية الجزء الثاني بقوله: "إنه يطرح للقارئ العادي طرقا استرخائية لإعادة تنظيم العلاقة بين العقل والجسد، ما يحد من الآثار المُمرضة للضغوط". ورأى النمر أن أبرز مسببات المشاكل النفسية التي يحاول الكتاب إيجاد حلول صحية لها تكمن في حركة التغيير الاجتماعية والاقتصادية السريعة، مشددا على أن الإشكال يقع في بطء حركة التغيير النفسي مقارنة مع حجم التغيير السريع، الأمر المؤدي لنمو الضغوط النفسية التي تُنشىء المرض، منتقدا الأطباء الذين يسعون في علاجهم على المرض وتشخيصه بصرف النظر عن مسبباته النفسية. وقال: "إن المعاملات الطبية في مؤسساتنا الصحية تتعامل مع المرض باعتبار أنه مرض مقتصر على أعراضه لا مسبباته النفسية، ما يؤدي في النهاية إلى علاج المريض بالأدوية الكيماوية، أو العمليات من دون المحاولة نفسيا مع المريض من طريق الطبيب النفسي". من جانبه قال المدير الإقليمي لمكتب المنطقة الشرقية الزميل حسن محني الشهري: "جاء تبني صحيفة الرياض للكتاب بعد وجود قناعة كبرى بقيمته الثقافية والعلمية الكبيرة"، مضيفا "إن جريدة الرياض تفخر بالعقول النيرة وبمفكري البلاد"، مشيرا إلى أن الحضور استمع لواحد منهم هذه الليلة، "إذ استمتعنا جميعا بما طرحه الأستاذ أسعد النمر". كما رحب مدير الندوة أيمن التاروتي بخطوة طباعة الكتاب من قبل "الرياض"، وأضاف "أهلا بجريدة الرياض ممثلة بمكتبها في محافظة القطيف، فهي الصحيفة التي عودتنا على الاهتمام بالكفاءات الوطنية". يشار إلى أن الندوة شهدت توقيع المؤلف للجزء الأول من الكتاب، إذ اقتناه عدد كبير من الحضور الذين وعدوا بقراءته ومناقشة المؤلف في وقت سابق، كما ضمت الندوة معرضا للخط العربي يعود لخطاطين في جماعة الخط العربي التابعين لمركز الخدمة الاجتماعية في محافظة القطيف.