لقد كان عصر يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من جمادى الأولى 1429ه وقتاً عصيباً علينا ونحن نودع رجلاً قريباً الى القلب، غالي المكانة في النفوس، وعالي الهمة في مشاعر المعزين، لقد أودعت في الثرى عمي الغالي معالي الدكتور صالح بن عبدالله المالك، فإلى جنة الخلد يا أبا هشام. @@@ لقد خيم الحزن على الجميع وهم يودعونك، وبقدر ما كنت ملجم المشاعر، والأحاسيس، بقدر ما انتابني شعور بالفخر بهذا الكم الهائل من محبة الناس الذين خيم عليهم الحزن بفقدانك أيضاً. إنها حكمة الله ولا راد لقضائه (لكل أمة أجل، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون). @@@ لقد تعودت أن أعاوده في المستشفى يومياً، ولكن في مساء يوم الخميس 17جمادى الأولى كان لقائي معه رحمه الله بطعم مختلف، حيث جئت لأودعه لأنني كنت مكلفاً في مهمة رسمية للجمهورية اليمنية، وهنا كان الحديث بروح الأبوة وتملأه الدعابة، حيث أوصاني بالإكثار من إحضار اللوز والزبيب وما لذ وطاب من أرض اليمن السعيد، ولم ينس النصح بالتقوى والورع والدعاء لنا، هذا هو الرجل وفي كل المحافل لا يخلو من الدعابة والروح المرحة مع الإكثار من الدعاء. @@@ وصلت إلى صنعاء صباح يوم الاثنين وانهمكنا في أعمالنا وفي ذات الصباح هاتفني أحد إخوتي يخبرني بأن العم صالح زادت معه شدة الألم ويعاني من المرض وأخذ الى غرفة العناية المركزة. وأمام هذا الخبر الفاجع تعطلت لدي لغة الكلام وأخذت أبحث عن مخرج أو مصدر لتزويدي بخبر سار، ومع تكرار الاتصالات وفي ذات المساء جاءت الفاجعة أليمة ومحزنة ومذهلة في ذات الوقت، فسبحان مقدر الأقدار ومجدد الأعمار، واليوم قد غادر دنيانا الفانية إلى جوار ربه، نسأل الله جميعاً أن يلهمنا فيه الصبر والسلوان. @@@ لقد كان رحمه الله رجلاً فاضلاً يتحلى بحسن الخلق، وطيب المعشر يملك في رصيده ارقاماً كبيرة من حب الناس وتقديرهم له. لقد عاش رحمه الله محباً للخير عاملاً عليه، يتحسس حاجات الناس ويسعد لقضاء أمورهم وحاجاتهم، أسمعني أحد الأفاضل من أصدقائه وهو يقدم واجب العزاء لي بقوله لا تحزن فقد ترك عمك عملاً نافعاً ينتفع به، وذرية صالحة تدعو له. @@@ رعاه الأمير بندر بن عبدالله ختام أنشطة مدارس الأبناء بقاعدة الإمداد بالخرج الخرج - فادي المقرن: ؟ رعى صاحب السمو الأمير بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود مدير الثقافة والتعليم للقوات المسلحة وبحضور مدير التربية والتعليم بمحافظة الخرج الدكتور سعود بن حسين الزهراني ومدير قاعدة الامداد والتموين بالخرج اللواء ركن فهد بن عبدالله القحطاني حفل اختتام أنشطة مدارس الأبناء بقاعدة الإمداد والتموين بمحافظة الخرج حيث بدئ الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلا ذلك كلمة لسمو مدير الثقافة والتعليم بالقوات المسلحة اللواء ركن بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود تلا ذلك نشيد ترحيبي بعد ذلك عرض للأنشطة بالحاسب الآلي بعد ذلك قدم طلاب المدارس مسرحية معبرة ثم أوبريتاً نال استحسان الجميع بعد ذلك تم تكريم المتميزين والداعمين والطلاب المتفوقين والطالبات المتفوقات والمشاركين في الحفل من الطلاب والمعلمين كما تم تقديم درع مدير قاعدة الامداد والتموين بالخرج اللواء ركن فهد بن عبدالله القحطاني ودرع مدير التربية والتعليم للبنين الدكتور سعود بن حسين الزهراني ودرع لراعي الحفل سمو اللواء ركن بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود مدير إدارة الثقافة والتعليم للقوات المسلحة. رحمك الله يا أبا هشام.. كيف استطعت أن تغرس الحب في هذا الكم الهائل من الذين تقاطروا لتشييعك إلى مثواك.. كيف لا؟ وقد كنت رجل علم قضيت عمرك في حياة حافلة بالعطاء والإخلاص والمحبة ونكران الذات. @@@ رحمك الله يا أيها الغالي الذي لم أعرف عنك إلا منبعاً للعلم والكلمة الطيبة، والسجايا الحميدة، والخصال العالية، لقد كنت أستاذاً وموجهاً ودائماً للخير ناصحاً. رحمك الله ونحن نودعك ولا نملك سوى الإيمان بقضاء الله وقدره، داعين المولى أن يسكنك فسيح جناته، ويجمعنا بك في دار كرامته ومستقر رحمته، ولا أقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون). @@@ رحمك الله أيها العم الغالي، لقد تعلمت منك من خلال فترة مرضك في مستشفى الملك فيصل التخصصي كيف كنت الطلق البشوش رغم ما تكابده من الآلام وعلى الرغم من وطأة المرض إلا أنني كنت مبهوراً بنباهة الذهن وقوة الذاكرة.. فأنت رحمك الله رغم الداء الذي أعياك لم تتوان عن الاستمرار في طلب العلم والاطلاع فهذه العادة التي طالما عودتنا عليها وأحببناها فيك، كنت خير من قدم خلاصة وقته وجهده خدمة للعلم وأهله متنقلاً بين العديد من الجامعات داخل وخارج المملكة.. تحاضر وتناور تقدم العلم على طبق من ذهب لمن يريده. @@@ رحمك الله أيها العم الحنون فبقدر ما زرعت في داخلي من سجايا فاضلة وذكرى عطرة، لا زلت أتذكر مؤلفاتك وهي آثار جليلة ستتركها للملأ والأجيال الآتية. وإن ما تركته من آثار لهي شواهد على رجل من نوادر الرجال. @@@ عمي الغالي أبا هشام.. لقد كنت مصدر فخر لي في مسيرتك البرلمانية التي امتدت لستة عشر عاماً كعضو في مجلس الشورى، اختتمتها بمنصب الأمين العام لمجلس الشورى، وكنت أفتخر بك أكثر وأنت تحافظ على اللغة العربية بفخر واعتزاز، كلما سمعتكم تتحدثون كان لحديثكم الأثر الكبير على الآذان وكثيراً ما حدثني في ذلك الجمع الغفير من الأدباء والمفكرين الذين كانوا يرتادون مجلسك. @@@ لقد كنت أيها الغائب الغالي إدارياً وشورياً وأديباً وشاعراً، ومؤلفاً بل كنت باحثاً لغوياً ودارساً اجتماعياً فضلاً عن كل ذلك كنت تجمع بين سجايا العالم العابد.. والمواطن الصالح والإداري الناجح. ماذا أقول وقد كنت علم، ومفخرة،أباً، وناصحاً، وموجهاً، مفكراً وحنوناً. @@@ كم تحلقنا حولك، واستمتعنا بأدبك الجم، وعلمك النافع، كم تربينا على يدك، وتكاتفنا حولك، لقد كان لك الفضل بعد الله في شد أزرنا، وتوجيهنا ونصحنا، واليوم ونحن نودعك لنرجو الله جلت قدرته أن يطرح في أبنائك وبناتك البركة وأن يقدرنا على رد الجميل بالدعاء ورفع ذكراكم العطرة، التي كلفتكم الكثير كي تفوزون بحب هذا الكم الهائل من الرجال الذين تقاطروا مشيعين ومعزين. @@@ حقاً لقد حزنت كثيراً بفقدانك، ولكن سأظل فخوراً ما حييت بهذه القيمة الإنسانية والإرث الثقافي والحضاري الذي خلفت وأسأل الله الواحد الأحد أن يلهم جميع أهلك ومحبيك الصبر والسلوان، وأن يجبرنا في مصابنا.. والحمد لله رب العالمين..