"وأخيراً" هذه الكلمة كانت خير تعبير على حالة القلق والترقب التي كان يعيشها المخرج الدنماركي (لارس فون ترير) في الليلة الختامية لمهرجان كان في عام 2000والتي نودي باسمه فيها فائزاً بجائزة السعفة الذهبية (أرفع جوائز السينما في العالم) عن فيلمه الرائع (راقصة في الظلام- Dancer in the Dark). فهذا المخرج يمكن بحق تسميته ابن مهرجان كان المدلل، فهو منذ أول أفلامه (عنصر الجريمة- Forbydelsens Element) في عام 1984كان حاضراً بقوة وكان اسماً مرشحاً لنيل السعفة الذهبية، لكنه أخفق و قررت اللجنة تكريماً لهذا الشاب الذي لم يبلغ الثلاثين من عمره منحه الجائزة التقنية تقديراً لجهوده، لكن يبدو أن هذا لم يكن كافياً له ، فاعتكف يعمل على فيلمه الثاني (أوروبا- Europa) الذي أنجزه في عام 1991ليشترك في المسابقة الرسمية في تلك الدورة وينال جائزة لجنة التحكيم الخاصة مناصفة مع فيلم (خارج الحياة) للمخرج اللبناني مارون بغدادي، ولم يكن راضياً أيضاً عن تلك النتيجة! فأعاد الكرة بعد خمس سنوات في فيلمه الأثير (تكسير الأمواج- Breaking Waves) عام 1996الذي كان فرس الرهان في تلك الدورة، لكن لجنة التحكيم التي كان يتزعمها المخرج الأمريكي المخضرم (فرنسيس فورد كوبولا) ارتأت أن تمنح فيلم (أسرار وأكاذيب) للبريطاني مايك لي السعفة الذهبية وتمنح فيلمه جائزة لجنة التحكيم الكبرى نظراً للمنافسة الشعواء التي كانت بينهما، إلى أن جاءت اللحظة الذهبية التي انتزع فيها لارس فون ترير سعفته عن جدارة بفيلمه (راقصة في الظلام) عام 2000.وفي عام 2003أعلن لارس فون ترير عن مشروعه الجديد، وهي ثلاثية عن أمريكا، بدأها بفيلم (دوغفيل- Dogville) من بطولة نيكول كيدمان الذي فتح عليه النار من قبل الصحافة الأمريكية وخصوصا من مجلة (فارايتي) المتخصصة في السينما، التي قالت في بيانها المحتج على الفيلم أنه لا يمت بصلة إلى الروح الأمريكية، وتساءلت كيف لمخرج لم يزر أمريكا في حياته أن يصنع فيلماً عنها، وأيضاً يصور فيلمه كاملاً في بلد آخر وهو السويد!. لكن مع ذلك فقد أشاد كثير من النقاد الأمريكيين الكبار بالفيلم واعتبروه تحفة سينمائية من سينمائي مبتكر ومجدد وقد دخل فيلم (دوغفيل) في المنافسة على السعفة الذهبية في دورة ذلك العام، وبعد عامين دخل أيضاً الجزء الثاني من هذه الثلاثية (ماندرلاي- Manderlay) في المنافسة على السعفة في دورة عام 2005، ويشرع لارس فون ترير حالياً للتحضير للجزء الأخير من ثلاثيته الأمريكية وستكون بعنوان (واشنطن-Wasington) والمزمع عرضه في عام 2009فهل سيدخل المسابقة الرسمية لدورة كان في ذلك العام؟. أو لا يحق لنا طرح مثل هذا السؤال لمعرفتنا المسبقة بتدليل هذا المهرجان الفرنسي العريق لهذا العبقري الدنماركي.!