انتقد نواب أردنيون أمس في جلسة للبرلمان سياسة بلادهم الخارجية ، واتهموها "بالتقصير" في لعب دور محوري لحل قضايا المنطقة، فيما فشل وزير الخارجية صلاح البشير بإقناع النواب بحكمة سياسة بلاده إزاء ملفات المنطقة. وطالب نواب أثناء لقاء مع البشير نظمته لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان بمراجعة شاملة للسياسة الخارجية تعيد لدولتهم مكانتها. واعتبر نواب أن "للأردن أزمة مع محور الاعتدال العربي، وأزمة في العلاقة مع الفلسطينيين" واعتبروا ان :"استثناء الأردن من المحادثات السياسية التي تجري الآن في المنطقة أو التي جرت قد قطع عليه لعب دور في المنطقة". ودعا النائب عدنان السواعير وزير الخارجية الى ان يكون للأردن دور في حل الأزمة الفلسطينية المتعلقة بخلافات فتح وحركة حماس . وقال :"يجب ان تكون لدينا علاقات متكافئة بين فتح وحماس" وأضاف :"علينا ان لا نترك فرصة لأحد للتدخل لحل أزمة الخلاف بين فتح وحماس" وانتقد النائبان حابس الشبيب ووصفي الرواشدة غياب الأردن عن القمة العربية في دمشق واعتبراه "خطأ كبيرا"، فيما قالا ان: "الدور الأردني في قمة شرم الشيخ الأخيرة كان "هامشيا جدا".ووصف النائب هاشم الشبول خطاب بوش الأخير في الكنيست بأنه كان بمنتهى الوقاحة، واظهر عدم احترامه للعرب وللعروبة. وكشف النائب الشبول الذي شغل قبل دخوله البرلمان منصب سفير في سوريا ان :"السوريين طلبوا منه شخصيا أن يبادر الملك عبد الله الثاني للعب دور الوسيط بينهم وبين إسرائيل وليست تركيا". وانتقد النائب الشبول عدم تعيين سفير أردني في دمشق، قائلا "منذ ثمانية اشهر مضت لا يوجد للأردن سفير في دمشق". واتهم الدبلوماسية الأردنية بالضعف والهامشية وقال ان دور الأردن فيما يسمى ب "محور الاعتدال" أصبح هو الاخر دورا هامشيا، وهناك تحييد واضح لدوره . وقال رئيس كتلة الحركة الإسلامية في مجلس النواب حمزة منصور ان العلاقات الأردنية العربية لا تعبر عن طبيعة الشعب الأردني الوحدوي العروبي، بعد ان صنفنا أنفسنا منذ سنوات مع الخط الأميركي، وليس مع خط الاعتدال العربي. وأكد منصور على ان موقف الأردن من لبنان في أزمته الأخيرة كان انحيازا واضحا لطرف على حساب طرف اخر، وقد نجحت أميركا في وضعنا بتناقض حقيقي مع مشروع المقاومة والممانعة في المنطقة . وقال "آن لنا ان نعيد النظر في مواقفنا وفي سياساتنا، فقد تأخر الأردن في موقفه إزاء بناء مصالحة حقيقية في فلسطين وهو الأجدر بذلك"من جانبه ، شدد وزير الخارجية على أن الموقف الأردني واضح وثابت تجاه القضية الفلسطينية وسلطتها الوطنية، ودعمه لجهودها في استعادة كامل الحقوق الوطنية على أساس حل الدولتين، استنادا الى المبادرة العربية للسلام والشرعية الدولية بما فيها القرارات الدولية المتعلقة بحقوق اللاجئين.وقال: نحن في الأردن لم نتغير أبدا، فنحن مع السلطة الوطنية الفلسطينية، ومع الدولة اللبنانية، ومع الشرعية العربية والدولية . واضاف :"نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، ولا نملي شروطا على احد".وحيال العراق، قال البشير ان الأردن مؤمن بضرورة تحسين الوضع الأمني في العراق، عبر مصالحة وطنية جدية وأكد ان الحكومة الأردنية رحبت بالحل الذي توصل إليه اللبنانيون في الدوحة وقال إن السياسة الأردنية لم تتغير تجاه الملف اللبناني ووقوف الى جانب الشرعية اللبنانية، والسلطات الدستورية، وأكد ان الأردن يرفض استخدام السلاح في لبنان لأهداف سياسية.وقال البشير ان الهدوء في الطرح السياسي الأردني هو من سمات السياسة الخارجية الأردنية التي تعمل على تحقيق مبادئ استراتيجية من أهمها حماية الدولة الأردنية من اي تحديات خارجية تواجهها، والتعامل مع التحديات التنموية ومجابهتها. مؤكدا على ان العلاقات الأردنية السورية مهمة لكن دمشق شريك أساسي للأردن في العلاقات الاقتصادية والثنائية.