استذكر عدد ممن عاشوا في المملكة مع آبائهم الذين كانوا يعملون في ارامكو بداية الأربعينيات الميلادية وهي فترة التأسيس لقاءاتهم مع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس هذا الكيان العظيم وسردوا من خلال مدونات الكترونية نشروها على موقعهم المخصص لقدامى أرامكو بمناسبة الذكرى ال 75لتأسيس ارامكو مواقف إنسانية لا تنسى عن الملك عبدالعزيز يرحمه الله، مسترجعين ما في ذاكرتهم عن المملكة والمجتمع السعودي والجهود التي كانت تبذل بقيادة البطل الملك عبدالعزيز من أجل تشكيل هذا الصرح العملاق الذي نقل الإنسان السعودي من حياة البداوة والترحال إلى الرفاهية والازدهار والعيش الرغيد. فقد قالت السيدة آن هيبرت وهي ابنة ثوماس بارقر الذي امتدت مسيرته المهنية مع أرامكو 32سنة، ويعد من أوائل الذين شهدوا الانتقالة الهائلة للمملكة والشركة في السنوات الأولى ومؤلف كتاب في الهواء الطلق كما انه تولى رئاسة شركة ارامكو من عام 1962وحتى 1968م انها قدمت إلى عام 1946ه مع والدها ووالدتها إلى المملكة وكان عمرها خمس سنوات وبعد أن عاشت في المملكة عدة سنوات، غادرت للدراسة في روما وبعد أن أنهت الدراسة الجامعية عادت إلى المملكة في عام 1965حيث عاشت مع زوجها تيرس هيبرت وأنجبت أطفالها في الظهران وظلت في المملكة 22سنة مشيرة إلى أنها شهدت تطور البلد بصورة سريعة حيث وظفت عائدات النفط للتسريع من التنمية وتقول إنها أحبت طيبة المجتمع السعودي ولديها ذكريات جميلة إذ انها عاشت طفولتها قرب مزرعة للخيول وتتذكر كيف كانت تذهب إلى الشاطئ العذري وتلهو في جو آمن وسط مجتمع يحترم الزائرين ويقدر الوافدين ويكرم الضيوف إذ تعلمت منهم الشيء الكثير والجميل. وتضيف السيدة آن أنها صغيرة عندما التقى الملك عبدالعزيز بعائلات العاملين الأجانب في أرامكو ولا تتذكر هذه اللحظات جيدا إلا أنها تمتلك صورة لها والملك فيصل يمسك بيدها وهي طفلة وتعتبر هذه الصورة ثروة لا تقدر بثمن لما تكنه من احترام وتقدير لهذا البلد وأهله. وتقول آن أيضا إن والدتها كاثلين كانت نشطة في مجال العمل الخيري حيث كانت تجمع تبرعات للاجئين الفلسطينيين وهي تتعاطف مع القضية الفلسطينية بقوة. من جانبها قالت السيدة لويلا كوراني وهي ابنة اتش بي بيكلي الذي قدم إلى المملكة في عام 1939م للعمل في معمل الجازولين التابع لشركة ارامكو وهو ضمن 100موظف بارامكو بقوا في المملكة أثناء الحرب العالمية الثانية غير انها ووالدتها اضطرتا للعودة للولايات المتحدةالأمريكية بعد أن تعرضت الظهران لقصف بالخطأ من طائرات إيطالية عام 1940م. إلا أنها عادت ووالدتها في عام 1946م خلال زيارة الملك عبدالعزيز للظهران وهو حدث مثير لأطفال العاملين في أرامكو وتقول أنني أتذكر وجه الملك عبدالعزيز اللطيف حيث كان يداعب الأطفال بتواضع جم. وتقول مرت 53سنة على آخر زيارة للظهران. السيد ديفيد إنجين يقول إن عمره كان 11عاماً عندما قابل الملك عبدالعزيز ضمن أطفال العاملين في ارامكو بالظهران وكانت مناسبة رائعة لا أنساها جعلتني أحب هذا البلد وأعود إليه في عام 1960م وقد عملت على كتابة كثير من المقالات لأوضح للعالم جمال السعودية وروعتها. السيدة مارلين ويكينس تقول إنها عاشت مع والديها في الظهران من عام 1946إلى 1953م وتستذكر لقائها مع الملك عبدالعزيز حيث تقول إنني أتذكر هذه المناسبة جيدا وكان عمري 11سنة وكنا نلبس ملابس خاصة مشركسة ونجلس كمجموعات أمام المنصة التي بنيت خصيصا للملك عبدالعزيز حيث كنا قريبين للملك وكانت لحظات مثيرة حقا أن تشاهد الملك عبدالعزيز بطلته المهيبة، وكنت أتمنى لو أن عمري في ذلك الوقت أكبر لا تذكر الأحداث جيداً. أما السيدة اليسا فليمر جانت المولودة في 19نوفمبر 1936م فتقول جئت إلى المملكة عام 1946م مع والدي إيلمو فليمر وكان عمري عشر سنوات وقد توفي والدي في رحلة إلى الإسكندرية غير أن جثمانه احضر إلى الظهران ودفن بها لأنه أحب هذا البلد. السيد ستيفن جوزف فورمان قدم إلى المملكة مع والده في عام 1945يقول عن ذكرياته في المملكة إنني أقمت في السعودية حتى تقاعد والدي من ارامكو عام 1962م حيث درست الابتدائية في الظهران وأجمل الذكريات عندما قابلت الملك عبدالعزيز وكان عمري 8سنوات وبعدها أصبح بطلي اليومي حيث كنت أقوم بتأليف قصص ويكون الملك عبدالعزيز هو بطلها وأتذكر عندما وقفنا في صفوف من اجل مقابلة الملك عبدالعزيز وكانت لحظة مصافحة الملك عبدالعزيز شيئاً روحانياً يبعث بداخلك الفخر والاعتزاز بهذا الملك المهيب. وقد كونت صداقات مع العرب واستفدت من ذلك الاحترام والتسامح ومعرفة الثقافات الأخرى. أما السيدة مارينا مابري ابنة ويدي اف جويون الذي ساهم في بناء معمل الطاقة برأس تنورة فتقول إنني أتذكر عندما كانوا يعلموننا كيف نكون مؤدبين عندما نقابل الملك عبدالعزيز وكنت اذكر مصافحته لنا كأطفال وكنت أتذكر بأن يده كانت كبيرة جدا وكان لطيفاً مع الأطفال. ارامكو السعودية تدعو قدامى أرامكو لحضور الاحتفال بمناسبة 75عاماً في إطار البرنامج الاحتفالي لارامكو السعودية بمناسبة الذكرى ال 75لتأسيس الشركة والذي شرفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - دعت ارامكو قدامى ارامكو من الذين حظوا بمقابلة الملك عبدالعزيز عندما كانوا مع آبائهم في ذلك الوقت حيث تشرفوا بالسلام على خادم الحرمين الشريفين مستذكرين مقابلتهم مع الملك عبدالعزيز يرحمه الله وقد ألقى بعضهم كلمات بهذه المناسبة عبروا من خلالها عن عمق العلاقة مع الشعب السعودي واحترامهم لهذا البلد المعطاء. عتب لارامكو من بعض الإعلاميين السعوديين من جهة ذات صلة عبر عدد من الإعلاميين السعوديين المهتمين بالشؤون النفطية عن خيبة أملهم بعدم إتاحة الفرصة لهم لإجراء مقابلات مع أبناء قدامى ارامكو لما يحملونه من ذكريات تعد جزءاً من تاريخ صناعة النفط بالمملكة بل وبداية عصر التحول الكبير في الحضارة السعودية وهي حقبة تاريخية مهمة يجب أن تأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام. فهؤلاء الأشخاص من الشواهد لحضارة قادها الملك المؤسس وأحدثت نقلة كبيرة للتنمية في كيان الوطن الغالي. ووجه الإعلاميون العتب لارامكو السعودية التي لم تدع بعض المهتمين بالشأن النفطي من الصحافيين المختصين لهذه المناسبة الوطنية المهمة جدا وتخبرهم بوصول مثل هؤلاء الرواد لعمل لقاءات إعلامية معهم لكونهم ثروة تاريخية من المهم تدوين ذكرياتهم الجميلة وتوثيقها لأنها تروي مسيرة رائعة من ملحمة النفط السعودي. حاولت أن أنقل هذا الهم الإعلامي للمهندس زياد الشيحة مدير الشؤون الإعلامية في ارامكو السعودية فاعتذر بأنه متجه لاجتماع وأنه سوف يتصل بي بعد الاجتماع مباشرة وقمت بتذكيره برسالة هاتفية بعدها بيومين ولا أزال انتظر الرد لتقديري لمسؤوليات الرجل الكثيرة، مع إلحاح الإعلاميين على إيصال هذا الصوت الاحتجاجي ولو عن طريق الصحيفة لان تدوين تاريخ الوطن يجب أن نحرص عليه جميعاً كإعلاميين ومسيرة الملك عبدالعزيز في بناء الوطن تستحق أن تكتب بماء الذهب وأن يساهم الجميع في إبرازها.