بدأت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مؤخرا في تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة الشاملة لتطوير طريق الملك عبدالله، وتشمل هذه المرحلة التي تستغرق ثلاث سنوات تطوير الجزء الواقع من شرق طريق الملك عبدالعزيز الى غرب طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول برفع مستواه الى طريق سريع حر الحركة. يتوقع ان يرتفع عدد مستخدمي الطريق بعد رفع مستواه الى طريق سريع من 190الف سيارة في اليوم الى 520الف سيارة مما سيؤدي الى رفع مستوى الحركة المرورية على طول محور طريق الملك عبدالله والمحاور القريبة منه مثل طريق مكةالمكرمة وشارع العروبة، وتقليل زمن الانتظار عند التقاطعات الرئيسية على هذا الطريق مثل تقاطع طريق الملك عبدالعزيز وشارع العليا وطريق الملك فهد وطريق التخصصي وطريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول. كما يتوقع ان يساهم هذا التطوير في تقليل زمن الرحلات وتقصير اطوالها على مستوى المدينة. يشمل العمل في المشروع انشاء ثلاثة مسارات للطريق الرئيسي ومسارين لطرق الخدمة في كل اتجاه مع زيادة عددها عند التقاطعات والمداخل والمخارج. وكذلك توفير مسار بعرض يتراوح من 9- 14متر وسط الطريق الرئيسي لاستيعاب خط القطار الكهربائي المزمع انشاؤه مستقبلا. كما يشمل المشروع تنفيذ ثلاثة انفاق طول كل منها 185متراً عند تقاطع طريق الملك عبدالله مع كل من طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز (الأول)، وشارع التخصصي، وطريق الملك عبدالعزيز، ونفق مغلق بطول 700م من غرب طريق الملك فهد حتى شرق شارع العليا. وستحتوي المنطقة فوق هذا النفق على مسطحات خضراء ومناطق مفتوحة وساحات سيتم استخدامها مستقبلاً لمحطة القطار الرئيسية، التي تربط بين محور طريق الملك عبدالله وطريق العليا كمحطة رئيسية تصل بين خطي القطار الكهربائي. كما سيتم في هذا المشروع انشاء جسور للمشاة وشبكات الخدمات الخاصة بالطريق من كهرباء ومياه، وتصريف سيول، وإنارة، وأنظمة للسلامة في الأنفاق، ونظام الإدارة المرورية الحديثة، الى جانب اعمال الزراعة والرصف وتنسيق المواقع. حيث تم الحرص على تكثيف الزراعة والتشجير على كامل الطريق للتقليل من التلوث البيئي. ولن يقتصر تطوير الطريق على الجانب المروري فقط، وإنما سيتم التعامل معه كبيئة عمرانية متكاملة تهتم بكافة الجوانب ذات الصلة، الإنسانية والجمالية والبيئية. حيث ستتم مراعاة متطلبات حركة المشاة والمتسوقين في المنطقة، التي تتمثل في توفير ارصفة فسيحة روعي فيها توفير الممرات المظللة بالأشجار واستخدام الألوان المناسبة لبلاط الأرضيات، كما روعي تحديد المواقع الملائمة لأماكن الجلوس، وأماكن انتظار الحافلات وسيارات الأجرة، ومواقف السيارات وكذلك تحديد المواقع الملائمة باللوحات الإرشادية والدعائية، وكل ذلك سيساهم في جذب السكان لمنطقة التسوق المحيطة بالطريق وتشجيع مزاولة رياضة المشي ضمن بيئة مميزة. حيث تم في هذا الشأن مراعاة نوعية وحجم الإضاءة الليلية المناسبة لأرصفة المشاة وتمييزها عن تلك المستخدمة لإضاءة الطريق، كذلك تم تصميم الإضاءة واختيار وحداتها بشكل يتناسب مع عناصر التصميم العمراني الأخرى، لتحقيق المتطلب الوظيفي والجمالي في آن واحد. ولتأكيد الربط بين الضفتين الشمالية والجنوبية للطريق، تنقل المتسوقين بشكل امن وميسر، فقد اكد التصميم على استغلال سقف المنطقة المغطاة من الطريق كمنطقة عبور للمشاة بعيداً عن حركة المركبات السريعة، واشتملت على مناطق خضراء ومشجرة، تحيط بساحة عامة قريبة من محطة القطارات المركزية المستقبلية على تقاطع طريق الملك عبدالله مع طريق العليا، وهي تعمل على استيعاب حركة ركاب القطار أثناء وصولهم الى المحطة وتأمين المواقف الكافية لسيارات الأجرة.كما روعي في هذا المشروع، تجهيز طريق الملك عبدالله لتشغيل نظم الإدارة المرورية التقنية المتقدمة، حيث وضعت التوجهات العامة لتطبيق هذا الجانب من اجل الاستفادة القصوى من الطاقة الاستيعابية للطريق، ورفع مستوى السلامة المرورية عليه، وذلك باستخدام اللوحات الإرشادية المرورية المتغيرة، ووضع نظام اشارات متكامل على طول طرق الخدمة، ومراقبة الحركة المرورية عند التقاطعات داخل النفق وعلى امتداد الطريق بواسطة كاميرات المراقبة، ونظام التحكم بالمداخل والمخارج، وتطبيق نظام ادارة وتوفير المواقف. وقد بدأت الأعمال الإنشائية في الجزء الغربي من منطقة المشروع، حيث تم تحويل الحركة المرورية عند تقاطع الطريق مع شارع التخصصي، وقد تم الحرص على الحفاظ على استمرارية الحركة باتجاه شرق - غرب، وتحويل الحركة باتجاه شمال - جنوب على شارع التخصصي عبر حركات التفاف ميسرة. ويجري تقويم اداء الحركة المرورية في مناطق العمل بشكل مستمر بهدف اتخاذ جميع الإجراءات الهندسية والإدارية الكفيلة بضمان سلامة وانسيابية الحركة المرورية بالوقت المناسب.