من نعم الله علينا ان جعلنا شعباً عطوفاً رحيماً غير جاحدين للمعروف وغير متناسين لمن بذل جهداً في شبابه وخدم الوطن في شتى المجالات ومنها الرياضة. وهنا رغبت في كتابة هذه الخاطرة فعندما كنت في زيارة لمدينة الخبر الأسبوع الماضي وعرجت بعد عدة اتصالات لمعرفة الطريق إلى حي الثقبة للاطمئنان على صديق قديم يسكن عند ابن اخيه. نجم له مواقف رياضية لا تنسى ناهيك عن أخلاقه العالية داخل الملعب وخارجه يشهد له الكثير بذلك. أنه الأخ (مبارك عبدالكريم) قائد المنتخب والهلال سابقاً أو كما يسمونه (اسطورة الثمانينات) والذي كان ممن ساهموا في نجاح الهلال وترسيخ اقدامه على سلم المجد والزعامة. استقبلني ابن أخيه (سالم) ودخلت مجلساً لا تتعدى مساحته 3*4م في زاويته فراش متواضع وبجواره سجادة صلاة وكان مستلقياً على الفراش الأخ مبارك يعلم الله كم تمنيت ان لا أراه على هذه الحال المتردية لقد كان جلداً على عظم عينان غائرتان وجسم نحيل جداً فتذكرت الماضي المجيد من جسم رشيق ومهارات عالية وتسديدات أرعبت الحراس ومواقف شدت جمهور الهلال إلى حبه ليصبح اسمه في الذاكرة مهما طال الزمن واليوم أخذ منه المرض كل مأخذ لم يستطع القيام انكببت عليه للسلام وذرفتء دمعته اتبعتها أنا بدمعات وكما عرفته عزيز النفس سألته عن حاله لم يجب وكأن لسان حاله يقول انظر إلى الحال يأتك الجواب. عندها تذكرت اخوة لنا أمثاله عاشوا المجد الكروي في بداياته بدراهم معدودة قبل صليل الملايين اخلصوا لأنديتهم وهم كثر من الهلال والاتحاد والأهلي والشباب والنصر وكل أندية بلادي حرثوا الملاعب الترابية اخلاصاً وهذه هي النهاية أصبحوا في عالم النسيان فكم منهم من أقعده المرض وكم منهم حالته المادية في الحضيض. الأخ مبارك يحتاج مساعدة مادية ومعنوية عاجلة فابن أخيه ينوء بحمل عائلة والعلاج الطبيعي ومتطلبات الحياة تسوء وتكلف الكثير. هذا نداء لرئيس الهلال وأعضائه فشديد الأمس ضعيف اليوم وهذا ينطبق على لاعبي اليوم فسيطالهم الكبر والمرض ويصبحون نسياً منسياً. أرجو ان يصل صوتي هذا للكيان الأزرق الذي لم يقصر مع لاعبيه يوماً وكذلك أرجو ان يصل إلى كل ناد وأقول ابحثوا في ثنايا ذكرياتكم عن النجوم الذين بذلوا الجهد وانتهت صلاحيتهم زوروا مريضهم وواسوا فقيرهم ففي النهاية هي أجر عند الله ومن منا لا يحب الأجر والثواب. وشكراً لجريدة "الرياض" على تبنيها قضية الأخ مبارك وطرح معاناته المرضية دون غيرها من الصحف في بادرة غير مستغربة من هذه الصحيفة الرائدة وكذلك متابعتها لكثير من النجوم الذين طواهم النسيان.. وتقديري لها لإتاحتها الفرصة للاعراب عما يختلج في مشاعري ومن منهم على شاكلتي وجزى الله المحسنين خير الجزاء. والله من وراء القصد،،، صلاح سعيد الزهراني الرياض