انتهت أمس الأحد في فرنسا فعاليات الدورة الثالثة عشرة لعيد الخبز. وهي تظاهرة سنوية تستمر أسبوعا ويسعى خلالها خبازو فرنسا إلى التفنن في صنع شتى أنواع الخبز وتقديمها إلى المستهلكين في مخابزهم وخلال معارض يومية تنظم في الأحياء. ومن خاصيات هذا العيد في دورته الأخيرة التي انتهت أمس إقدام وزارة التربية على إرسال متخصصين في التغذية إلى المخابز والأسواق لحث الزبائن على شراء الخبز الذي يصنع بشكل طبيعي والذي يحتوي على ألياف حفاظا على الصحة البشرية. ومن خاصيات الدورة كما نظمت في العاصمة الفرنسية إقبال شديد على مخبز يقع في الدائرة الثامنة عشرة يدير شاب من أصول تونسية يسمى أنيس بوعبسة ويبلغ الثامنة والعشرين من العمر. ويعزى هذا الإقبال أساسا إلى عدة أسباب منها أن هذا الشاب تمكن من خلال علاقاته مع الزبائن من إشعارهم بأنه هو الذي يأتيهم إلى منازلهم لتزويدهم بالخبز والحال أنهم يصرون يوميا على الذهاب إلى مخبزه حتى في الفترات التي لايحتاجون فيها إلى خبز. زد على ذلك أن هذا الشاب أصبح يفتخر به سكان الدائرة الثامنة عشرة كلهم لأنه حصل على مرتبة الشرف الأولى هذه السنة في الاختبار العسير الذي ينظم كل عام في باريس لاختيار أفضل خباز فيها مما جعل قصر الإليزيه يدعوه لتزويده بالخبز طوال سنة لمجازاته . والواقع أن نجاح أنيس بوعبسة في فرض نفسه هذه السنة كأفضل خباز في باريس لم يأت وليد الصدفة. بل إن هذا الشاب حرص منذ قرابة خمسة عشر عاما على قضاء ساعات طويلة كل يوم لمعرفة أسرار صنع الخبز الجيد. وتلقى دورات كثيرة وحصل على الدبلومات التي جعلته من أفضل خبازي العالم كما يقول بعض أصدقائه. وقد بدأ أنيس يحصد مازرعه من جهد ومثابرة وهو في سن الرابعة والعشرين. فقد اختير عام ألفين وأربعة ضمن أفضل عمال فرنسا . وجاء اسمه دوما خلال السنوات الثلاث الماضية ضمن الأسماء الخمسة الأولى في قائمة الفائزين في أعقاب الاختبار السنوي لاختيار أفضل خباز في باريس.