تابع متذوقو الفن الظهور الأخير لمحمد عبده مساء أول أمس الجمعة في البرنامج الحواري "العراب" مع نيشان الذي قدم برنامجه من مدينة دبي الإماراتية وذلك بسبب الحروب والوضع غير الآمن في العاصمة اللبنانية بيروت. قبل هذا اللقاء بيوم واحد فقط كان هناك ظهور آخر لمحمد عبده في برنامج ليلة خميس مساء الأربعاء الماضي. وظهور محمد عبده في حوارين متتابعين ولا يفصلهما عن بعض سوى يوم واحد أمر غريب فعلاً، فهل يحتاج محمد عبده بوهجه وبقيمته الفنية لأن يظهر في أكثر من حوار يهاجم ويمدح وينتقد وهو يرتشف قهوة المساء بكل ثقة أمام ملايين البشر من المحيط إلى الخليج؟. وعلى غير العادة شعرت بأن المذيع نيشان يملك من الثقافة الفنية عن محمد عبده الشيء الكثير بالرغم من اهتزازه أمام أكثر من نجم في العالم العربي وخصوصاً أمام جورج وسوف وكاظم وميادة وعبدالله الرويشد ونجوم كثر. في ليلته مع العرّاب دخل محمد عبده إلى مناطق محظورة وبدأ ينظر فيها ويتكلم بثقة بدون خوف، وقد تحدث أكثر مما غنى، وعندما غنى ألبومه الأخير كان عادياً بلا أحاسيس الهوى الغائب ولا مذاق فني ربما يشدنا قليلاً، ولم نر أمجاد محمد عبده إلا من خلال حديثه الذي استمر ثلاث ساعات، وكنا نرغب أن نرى تلك الأمجاد مجسدة في غنائه لا حديثه فقط. ما أعجبني في الحلقة هو حديثه عن كاظم الساهر وبأنه فنان لا يبتكر في ألحانه وإنما يؤلفها على مقامات متفرقة وهلم جرى. وهذا بالفعل ما كان يفعله كاظم الساهر منذ زمن طويل بعيداً عن الأجواء الطربية. محمد عبده كشف كاظم الساهر بل عراه أمام الجميع عندما قال: صوته جميل بس لو كان أحلى مما هو عليه الآن. وصوت كاظم الساهر فعلاً ليس بالصوت الجميل وهو مجرد فنان يغني النوتة الغنائية بشكل جيد وحنجرة مثقفة لكنها ليست مطربة فالطرب شي آخر مختلف عما يقدمه كاظم الساهر في أعماله الفنية وخصوصاً ما قدمه مؤخراً من لعب واضح على الجمهور مرتكزاً في ما يقدم على حزنه في الحديث واستسلامه للجراح التي يمر بها الشعب العراقي وهي الأسطوانة المشروخة التي مازال يرددها منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وانتهجها بعده ماجد المهندس وأتقنها أكثر مما أتقنها عرابه. هذا التصريح من قبل فنان العرب محمد عبده ضد (فنان كل العرب) كاظم الساهر سيشعل نار الفتنة من جديد وستستيقظ البراكين مجدداً وتعود للثوران خصوصاً من محبي كاظم الساهر ومن حاولوا جاهدين سحب لقب فنان العرب منه والذي أصبح من حقه بعد سنوات من النجاح والجد والاجتهاد، وربما هذا التصريح المثير للجدل والذي سيعيد الخلاف إلى أشده هو متعمد من قبل محمد عبده الذي عشق طوال حياته أجواء الإثارة و(حركشة) الساحة الفنية بالتصريحات اللاذعة ضد الفنانين ومحاولة سحبهم إلى ساحة محمد عبده ليعود التنافس من جديد بينه وبينهم لاسيما وأنه افتقد التنافس بعد رحيل طلال مداح. محمد عبده خرج من هذا الحوار الناري بعداوات كثيرة مع نوال الكويتية الذي مازال مصراً على أنها جامدة على خشبة المسرح وأضاف أنها تفتقد صحة مخارج الحروف وكذلك مع عبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد حيث وصفهما بأنهما فنانان خليجيان وليسا سعوديين، ومديحه وثناؤه على صوت أصالة وهي الفنانة التي تستفز أحلام بقربها الدائم من محمد عبده وغنائها معه عياناً بياناً أمام الجميع في حفل فني ساهر، وكذلك موقفه من كاظم الساهر وخالد عبدالرحمن.. ستشعل الساحة من جديد بتصريحات فنان العرب الذي أصاب في أغلبها وأخطأ في القليل منها.