هذا تساؤل كبير يجول في معظم عقول الناس والمختصين وبحاجة إلى إجابة؟... نكاد نسمع كل يوم تقريباً عن أهمية الاستثمار في عقول البشر وتنمية مهاراتهم وقدراتهم وتأهيلهم أو بإعادة تأهيل غير الصالح منهم ومهما تعددت المسميات والأوصاف...الخ ولكن يبقى السؤال: أين الخطط والاستراتيجيات وتلك المشاريع "الورقية" التي تتحدث عن إعادة تأهيل المواطن السعودي الذي يرغب في المساهمة باقتصاد هذا الوطن الغالي على قلوب الجميع من الناس؟ فقبل السنوات القليلة الماضية أطل علينا معالي رئيس المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ليتحدث مخاطباً أفراد الشعب السعودي ولولاة الأمر في أكثر من مناسبة عن خطط المؤسسة المستقبلية ومنها إعادة مفهوم تأهيل المواطن السعودي من شخص يحب أن يكون "مديراً" فقط، إلى أن يكون شخصاً يقبل بالعمل في أي وظيفة مهنية حتى لو كهربائي أو ميكانيكي سيارات؟ وبغض النظر عن رؤية "معاليه" التي أرى أنها غير قابلة للتحقيق بشكلها "المطلق" على جميع المواطنين إن صح التعبير وحتى إن اتفقت أو لم اتفق معها، ولكن المثير فعلاً أن المؤسسة تطرقت سابقاً وحتى الآن على لسان معالي وزير العمل عن أرقام فلكية تتحدث عن إنشاء مئات المعاهد والكليات التقنية وكذلك عن عشرات الآلاف من الطلاب الذين ستقبلهم للانخراط في مجال الأعمال المهنية التي تقدمها المؤسسة ضمن برامجها وبناء على ذلك حصلت على المليارات من الريالات لبناء تلك المعاهد والكليات التي لم نر منها سوى القليل حتى الآن...! الأمر الآخر.. وهو الشيء "البسيط" مما نحن بحاجة إليه الآن بالإضافة إلى تلك الأرقام "الفلكية" التي ذكرتها هو في إعادة النظر فعلياً في جميع مراكز التدريب العاملة في المملكة من خلال وضع قوانين صارمة تحد من دخول بعض المستثمرين الذين لا يلهثون إلا وراء الكسب المادي وهم بعيدون كل البعد عن مجالات التدريب! بل إن البعض منهم لا يحمل شهادة علمية تؤهله لدخول هذا المجال المؤثر والهام، ومع ذلك تم منح هؤلاء رخصة تدريب...؟ هنالك أيضاً الكثير من مراكز التدريب الحالية التي تتحايل على الناس وتمنحهم شهادات "كرتونية" غير فاعلة لاتسمن ولا تغني من جوع ويرفضها سوق العمل لأن الشهادة على ورق تختلف جذرياً عن الشهادة التي تحمل اسم مؤسسة تدريبية وتعليمية "محترمة" تؤثر في عقول الناس ليتمكنوا من تحقيق طموحاتهم، إن دعمت...!