بعد خسارة مدوية في بلدية لندن وخسارة اخرى لمرشح حزب العمال البريطاني لمنصب عمدة لندن وازدياد شعبية حزب المحافظين البريطاني وحزب الليبراليين الديمقراطيين في الآونة الأخيرة، تراكمت الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني غوردان براون مما ترك الحزب في حالة يرثى لها. وتشير اوساط المراقبين الى ان التدني الناجم في سياسة سلفه توني بلير ساهم وبشكل أساس في التدهور الحاصل مما جعله يتنحى عن منصبه. ويميل المتابعون للوضع السياسي الراهن في بريطانيا بأن التوازنات السياسية الراهنة قد تغيرت عن سابقاتها حيث بات جليا بزوغ حزب الليبراليين الديمقراطيين في الآونة الأخيرة واحتلاله مراكز متقدمة بحسب استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا والى الانتخابات المحلية التي تجرى الآن.حيث احتل الحزب المركز الثاني بعد حزب المحافظين. ويعتبر هذا التدني هو الأسوأ لحزب العمال منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي. ويؤكد مراقبون للشأن السياسي البريطاني بأن الظهور القوي لحزب المحافظين في الآونة الأخيرة وهزيمة حزب العمال في معقله ضربة موجعة للحزب مما قد يساهم في خسارة الانتخابات المقبلة. ويأتي بزوغ نجم حزب المحافظين من جديد هذا العام الى النهج السياسي المتبع حالياً وأيضا الى رئيسه ديفيد كاميرون الذي يصنفه المتابعون بأنه الأجدر لاستلام منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا، بالاضافة الى ان اسلافه لم يتمتعوا بالكاريزما السياسية التي يتمتع بها. ويتزامن هذا التدني الملحوظ مع ازدياد الضغوط على حكومة براون للاستعجال بإجراء الاستفتاء الشعبي المقرر اجراؤه بعد عامين في اسكتلندا لاستقلال الاقليم. ومن ناحيتها اكدت رئيسة حزب العمال الاسكتلندي ويندي الكسندر الذي يصنف من اكبر حزبين اسكوتلنديين ضرورة الاستعجال بإجراء الاستفتاء الشعبي واجراؤه في العام المقبل. وتشير بعض المصادر إلى أنه بات أمراً حتمياً لاستقلال الاقليم عام 2010اذا تحالف الحزب مع الحزب الوطني الاسكتلندي والذي بات شبه مؤكد.