أكدت ندوة اقتصادية شارك فيها معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن سليمان المنيع، عضو هيئة كبار العلماء. والدكتور محمد بن علي القري، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز أن المصرفية الإسلامية حققت سبقا وانتشارا ملموسا رغم تثبيط كثير من الناس، وأن كثيرا من البنوك التقليدية تحولت إلى المصرفية الإسلامية 100%، وأشارت إلى أن أول من نادى بإيجاد المصرفية الإسلامية هو الملك فيصل - رحمه الله - من خلال دعوته للتضامن الإسلامي الذي من أهم ركائزه الاقتصاد الإسلامي، وأوضح الشيخ المنيع جواز التعاملات المصرفية الإسلامية التي تتبع بنكا تقليدا لم يكن العميل شريكا فهذا كالبيع والشراء منهم، والصحابة كانوا يتبايعون مع الكفار بل توفي النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهون عند يهودي. من جانبه أكد الدكتور القري أن الاقتراض من البنوك بصورته التقليدية الربوية ظاهرة أوربية انتقلت إلينا، فصار المسلمون يبحثون عن البديل، وأضاف أول من قدم البديل كان محمد عزير الباكستاني حين قدم ورقة عمل عن نموذج بديل تقرض وتقترض بالفائدة بشرط المشاركة في الربح والخسارة وذلك عام 1951م. وثم بدأ الناس يتعاملون بهذه الطريقة ثم تحولت المداينة عام (1975م) إلى فكرة المرابحة، يشترى فيها بالنقد ويبيع بثمن مؤجل، ثم تطور المنتجات والوسائل وصار البنوك الإسلامية تبحث عن أسس جائزة تتعامل بها فانتهت إلى التورق الإسلامي بدل التورق القرضي الربوي. وذكر أن جميع البنوك التي يترأس الشيخ عبدالله المنيع رئاسة رقابتها الشرعية لا يبيعون إلا السلع المتوفرة الحاضرة التي يستطيع العميل أن يختارها وينظر إليها ويعرف حقيقتها في أي وقت شاء، وكذا حال التعامل مع الشركات الكبيرة، فكلها منضبطة بالضوابط الشرعية. وذكر أن هناك تقرير يبين أن البنوك الغربية بحاجة شديدة إلى أخصاء شرعيين للمصرفية الإسلامية، وتقع على عاتق الجامعة الإسلامية ثقل هذا الحمل الثقيل، ودعا الجامعة إلى تبني برامج متخصصة في المصرفية الإسلامية. جاء ذلك خلال ندوة نظمتها الجامعة الإسلامية ضمن برنامجها الثقافي وكانت بعنوان (المعاملات المصرفية الإسلامية في البنوك السعودية) وشارك فيها كل من معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن سليمان المنيع، عضو هيئة كبار العلماء. وفضيلة الدكتور محمد بن علي القري، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز. وأدارها الدكتور عمر زهير حافظ، الرئيس التنفيذي لشركة المجموعة المتحدة للتأمين التعاوني.