يبدو أن العبري وخاصة عبري وادي الدواسر يعد سيد الموقف هذه الأيام في السوق المحلية كضيف يتربع على ناصية العرض وعلى الطرقات. فالإنتاج يغزو السوق بشكل واضح بنوعيه مكتمل النضج والأقل نضجاً وكلها دون تمايز تشهد إقبالاً من قبل المستهلكين، بغض النظر عن مدى الحاجة وضرورتها لذلك المستهلك. فبعض المستهلكين يرى في حصوله على العبري وعينة منه أجمل هدية يقدمها لأولاده عند دخوله المنزل أو يتناولها أفراد اسرته في السيارة أثناء مروره على المعروضات على جانبي الطريق. ويتميز العبري في نوعيته هذه بكونه أكبر بكثير مما تعود عليه سكان المنطقة سواء في الرياض أو ما حولها حيث يتميز العبري المعتاد بحجمه الصغير ومذاقه الحلو ونواته الصغيرة. والعبري هو ما يسمى ب (النبق) وهي ثمرة تؤخذ من شجرة السدر، ويوجد النوع الصغير لكن يزاحمه النوع الأكبر باعتبار المارة في سياراتهم يقبلون على العبري ذي الحبة الكبيرة والتي تصل إلى حجم الرطب أو أكبر منه قليلا. كما يوجد النوع البري الصغير جدا، لكنه لا ينافس ولا يهتم منه المشترون. ولعل الباعة يجدون في تسويق هذه المنتجات أرباحاً كثيرة لكنها موسمية تنتهي بنهاية الموسم الذي يستمر لمدة شهر تقريبا حيث يحل محل هذا المحصول إنتاج آخر. ويعتمد الكثير من مسوقي هذه البضائع على التجول واتخاذ مواقف متنوعة يتم تبديلها بحسب الحاجة وبحسب وجود عملاء. ويقول أحد الباعة إنه يكسب من بضاعته ما يزيد على ألف وخمسمائة ريال يوميا وقد يزيد في بعض الأيام إلى ثلاثة آلاف لكنه يهبط إلى ما دون ثلاثمائة ريال والسبب أن السوق يعتمد على المتواجدين في الطرقات وأثناء تجوالهم حول المتنزهات أو الاستراحات وأماكن تجمع الناس، مما لا يعطي دخلاً يمكن الركون له أو احتساب ثباته بانتظام. ورغم العروض الكبيرة إلا أن أسعاره في تزايد مستمر فالكرتون الذي لا يزيد وزنه على خمسة كيلوجرامات يصل إلى سبعين ريالاً. علما بأن أغلب من يقوم بشرائه هم من الذين يرونه لأول مرة ويشترون كمية في حدود كيلو جرام واحد بقيمة 20ريالاً. إنه لشيء مفرح أن نجد إنتاج بلادنا مع شبابنا في أسواقنا ينافس غيره من المنتجات وينفرد بالساحة، كما يفرحنا تعاقب تلك المنتجات بتنوعها وبحسب مواسمها، إنها تعني أن وراءها إقبال على العمل الزراعي والإنتاج.