شكلت الدوريات الثقافية التي يصدرها النادي الأدبي الثقافي بجدة كتاباً معرفياً على مدى السنوات الماضية وأضحت مرجعاً هاماً لدراسة الحراك النقدي والابداعي والتراثي، واتسع افق هذه الدوريات لتتواصل مع جمهرة من المختصين عبر الكتابة فيها، ما ادى الى أهمية هذه الدوريات في الثقافة العربية وأهمية ما تتبناه من افكار وموضوعات. وقد اصدر النادي مؤخراً دورياته الثقافية الخمس (علامات في النقد، عبقر، الراوي، نوافذ، جذور) بأحجام جديدة واخراج متميز واسماء أكثر حضوراً، فقد جاءت ورشة "علامات في النقد" في جزءين منفصلين والتي يرأس تحريرها الدكتور عبدالمحسن القحطاني ضمت فعاليات ملتقى قراءة النص السابع الذي حمل عنوان "خطاب العواد الثقافي والانساني" حيث تناولت الدورية الأوراق المشاركة في الملتقى بدءاً بحفل الافتتاح ومروراً بالدراسات المعمقة والمستفيضة في تجربة العواد الشعرية والنقدية وانتهاءً بالجلسة الأخيرة التي شاركت فيها حفيدة العواد ابتهال مداح والاستاذ عبدالفتاح ابومدين والاستاذ احمد باديب وكلمة معالي وزير الثقافة الاستاذ اياد بن امين مدني. كما جاءت دورية "جذور" التي يرأسها الدكتور عاصم حمدان حاملة دراسات موسعة في التراث الأدبي والديني والتاريخي بأقلام كوكبة من الباحثين في التراث العربي وفي الجانب الابداعي صدرت دورية "الراوي" والتي تعنى بالسرديات العربية والابداع القصصي ويرأس تحريرها الدكتور حسن النعمي وقد حفلت بجمهرة من المقالات التي انصبت في دراسات القصة والرواية العربية الى جانب ثماني قصص قصيرة لبعض المبدعين السعوديين والعرب، وجاء الفصل الأخير من الراوي ايضاً حاملاً دراسات في التراث السردي العربي من خلال كتاب "بلاغات النساء لابن طيفور". اما دورية "نوافذ" التي تعنى بترجمة الادب العالمي ويرأس تحريرها الناقد والمترجم عبدالعزيز السبيل فقد ضمت جملة من المقالات النقدية المترجمة وقصائد شعرية سنغالية مترجمة اضافة الى القصص المترجمة عن لغات متعددة. اما الحدث الابرز في هذه الدوريات فهو صدور دورية "عبقر" التي تعنى بالشعر وقضاياه بعد توقف دام سنوات طويلة تقارب العشر السنوات، حيث انطوت على عدد من القضايا والمحاور والحوارات والنصوص والتجارب الجديدة ومن ابرز ما حملته "عبقر" استطلاع عن قصيدة النثر اعده الشاعران عبدالعزيز الشريف ومحمد خضر فيما قدمت الناقدة كوثر القاضي مقالاً عن (اشكالية المصطلح والحضور الغائب) وملفاً متكاملاً عن تجربة الشاعر على الدميني اعدته الشاعرة حليمة مظفر واودعته شهادات لبعض النقاد منهم عالي القرشي واحمد فقيهي وحامد بن عقيل وامل القثامي في حين جاء الحوار الآخر مع الشاعر العراقي سعدي يوسف ، كما شمل العدد جملة من الكتابات لمسفر الغامدي ومحمد العباس وابراهيم الحميد وكلاديس مطر انصبت حول مفهومهم للشعر اما النصوص الشعرية التي ضمها "عبقر" فقد جاءت متنوعة الاتجاهات بين الشعر الخليلي وشعر التفعيلة وقصيدة النثر وضمت اسماءً محلية وعربية من ابرزهم الشعراء: ابراهيم طالع، وابراهيم الوافي واحمد البوق وأشجان هندي وجاسم الححيح وحافظ المغربي وزينب غاصب وعبدالله السفر وسمير فراج وصالح الحربي وصالح الزهراني وعلي الحازمي وعبدالرزاق عبدالواحد وعبدالله الصيخان وعبدالعزيز بخيت وعبدالمحسن يوسف وعبدالهادي صالح وعلاء خالد وفاطمة ناعوت ومحمد يعقوب ومعتز مطينة وميادة زعزوع ويوسف العارف وهدى الغامدي وآخرون. فيما حملت الذاكرة الشعرية قصائد لأبي العلاء المعري وعبدالله البردوني وجاءت الورقة الأخيرة قصيدة حملت عنوان "وشاية الغربة" لرئيس تحرير "عبقر" الاستاذ احمد قران الزهراني.