على الرغم من محاولته طمس تاريخه في حقبة هوس التغيير التي اجتاحته في الفترة من عام 1991م حتى 1994م، لم يستطع المغني الأمريكي "برينس روجرز نيلسون" الشهير ب "برينس"، تجاوز كون "المطر الأرجواني" توقيعاً لتاريخه الذي حققه منذ بدايته في عام 1978م بألبوم "من أجلك"، لذا لم يلبث حتى عاد بها في حفلاته الحية، ليمتع عدداً كبيراً من الجمهور، لم يعرفه إلا عن طريق هذه الأغنية. الأغنية ذات الشعبية الطاغية كانت ضمن ألبوم موسيقى تصويرية، يحمل نفس عنوان الأغنية، لفيلم يحمل نفس العنوان أيضاً، أنتجته شركة "وارنر بروذرز" عام 1984م من إخراج ألبرت ماغنولي، أظنه حقق فقط كنوع من الاستفادة التجارية البحتة من شهرة "برينس" في ذلك الوقت، لذا لم يكن حظه حسناً سواء من قبل الجمهور فضلاً عن النقاد. تبتدئ الأغنية بعزف منفرد على الجيتار، تؤديه ويندي ميلفوين في أول ظهور لها، حيث تستمر في شراكة طويلة مع "برينس" في مشروعه "الثورة"، ثم تدخل في شراكة أخرى مع زميلتها ليزا تشولودينكو ما زالت مستمرة حتى الآن، يتبع ذلك العزف المنفرد، قرع حي على الطبول والأرغون، شيء شبيه بأساليب عزف الموسيقى الكنسية التي قاربها "برينس" دون إفراط، من أجل تحقيق التكثيف العاطفي لكلمات الأغنية التي ألغي منها مقطع يتعلق بالمال، من أجل السبب السابق أيضاً، وهو ما اعتبر خطوة صحيحة فيما بعد. تمتزج ثلاثة أنواع من الأسلوب الغنائي في هذه الأغنية الروك والبوب والكنسي الديني، لكن سيطرة الروك واضحة أكثر من غيرها، حيث تنتهي الأغنية بعزف منفرد على الجيتار، يأخذ أكثر من نصف وقتها، رأى فيه العديد من الجمهور شبهاً شديداً بينه وبين العزف المنفرد لأغنية "مخلص" رائعة فرقة "جورني" عام 1983م، وإن كان كثير من النقاد يؤكد أن هذا الاقتباس، هو من النوع الذي يطلق عليه علماء اللغة العرب "وقع الحافر على الحافر". يمكن استقراء كلمات الأغنية بتفسيرات متعددة، فهي من الظاهر تبدو قصة رجل يعتذر من امرأة، يكن لها مشاعر عاطفية معقدة، في وقت كانت ترتبط فيه برجل آخر غيره، لكن أحداث الفيلم وتركيبة الألبوم بشكل عام، تأخذ منحى رمزية روحانية، حيث تجعل من المطر الأرجواني الذي يتردد كثيراً، نوعاً من المجاز عن العالم الآخر، تغذيه شهادات امرأة فقدت روحها في غرفة العمليات، حيث تبصر مطراً أرجوانياً يتساقط عليها. تم إعادة توزيع الأغنية وتسجيلها، من قبل العديد من المغنين والفرق، مثل "توري آموس"، "لي آن رايمس" وغيرهم، كما أنها معروفة بأنها أحد أكثر الأغاني تقديراً لدى الجيتاريست الأسطوري "إريك كلابتون"، وهي مصنفة ضمن قوائم أفضل الأغاني في التاريخ، وعلى رأسها قائمة الرولينغ ستون الشهيرة.