الاضطرابات النفسية تزداد عند المرضى الذين يُعانون من أمراض السرطان بجميع أنواعه، ولذلك فهؤلاء المرضى بحاجة إلى دعم وإرشاد نفسي على يد أشخاص مُتخصصين في هذا المجال- إنه لشيء جميل أن تدخل قلوب الناس، وتُدخل على قلوبهم البهجة والسرور، الأجمل من ذلك كله ان تدخل قلوبهم بنية المساعدة وخاصة وقت الأزمات، وأن تكون ليناً سهلاً تتعامل معهم بكل رقة ورأفة، كما قال تعالى: "فبما رحمةٍ من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك"، إن الرحمة مطلوبة في من يعمل في مثل هذه الاختصاصات التي تتعامل مع أكثر المرضى هشاشة نفسية و أكثرهم ضغوطاً نفسية. إن الأزمات كثيرة، وأقساها على النفس هي الأزمات الصحية. ماذا يحصل للمريض نفسياً عند سماعه أن جسمه يحتوي على خلايا سرطانية؟ من خبرتي مع مثل هؤلاء المرضى، فإنهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: 1- منهم من يصبر ويحتسب الأجر عند الله. 2- منهم من يقنط ويرد القضاء و يعترض على الله!. 3- منهم من يفقد صبره ولا يرد القضاء. من الناس من يعترض على قضاء الله، ومنهم من يرفض العلاج، و منهم من يرفض لقاء الآخرين. ترجع الأسباب لهذه السلوكيات إلى عدة أسباب: 1- ضعف النفس البشرية و الخوف من المستقبل . 2- ضعف الإيمان وذلك لقلة الوعي والعلم الشرعي. 3- الخوف لما سوف يحدث بعد الموت!، إما لأن المريض كان مُقصّراً في بعض الطاعات أوغارقا في بعض المعاصي ويخشى الله و يعتقد بأن الله لن يقبل منه التوبة. 4- إعتقاد الشخص بأن أشغاله لم تنته بعد، و أن لديه أطفالاً صِغاراً بحاجة إليه وليس لهم من يرعاهم. 5- بعض المرضى يطول علاجه، وإذا طال العلاج جزع من رحمة الله. 6- بعض المرضى لا تتقبل أجسامهم العلاج وذلك لاكتشاف المرض مُتأخراً، فتقدم المرض واستشرى المرض الخبيث في جسده، وبذلك تمكّن منه المرض و أصبح علاجه صعباً لأنه في مراحل مُتأخرة لا تستجيب للعلاج، ولكن ربما بعضهم له علاج وبعضهم ليس له علاج. تقبّل الأشخاص للعلاج ثلاثة أقسام: 1- أماّ من يأخذ العلاج دون رقية 2- بعضهم يترك العلاج ويلجأ للرقية 3- ومنهم من يفعل الإثنان معاً. و بصفتي مُرشدا للمرضى في أحد مستشفيات الرياض في قسم الأورام (قسم السرطان) فقد رأيت العلاج والرقية هما الأفضل وذلك لأنهما مطلب شرعي. والترتيب عندنا هو ان الإخصائيات وعددهن كثر وينتشرن في كل الأقسام ويقمن بإستدعاء المرشد فهي تعلم حالة مريضها و إحتياجاته. ماذا يجب على المرشد فعله: 1- أن يكون حسن المظهر وطيب الرائحة. 2- ألا يقول إلا الشيء المناسب. 3- حسن القراءة. 4- يترفع عما في أيدي الناس ولا يقبل منهم شيئاً. 5- لا يُطيل الزيارة فإن الرقية كالدواء. 6- معرفة قوة مناعة عند المريض وضعفها. 7- السبب الذي طُلب لأجله "ماهو المطلوب". 8- إن كان المريض أنثى لا بد من وجود محرم. 9- لا يتكلم إلا في الشيء المهم. 10- إن لا يزور المريض مرةً اخرى إلا إذا طُلب منه ذلك. 11- الإخلاص في النية والعمل. 12- التركيز على أن الشافي هو الله سبحانه وتعالى وما الأدوية والأطباء إلا وسيلة، وأفضل الرقُية سبب وأفضل من يرقي المريض هو شخصياً بأن يقرأ على نفسه. 13- الكلام في الصبر والاحتساب وأن هذا المرض بلاء واختبار من الله سبحانه وتعالى، والصحة والمرض بيد الله تعالى-وقد يكون الخير للمريض في هذا المرض. @ أخصائي إرشاد نفسي مستشفى الملك فيصل التخصصي