أصدرت مؤسسة الوقف ضمن جهودها في نشر الكتاب الإسلامي كتاباً جديداً بعنوان "التسامح والعدوانية بين الإسلام والغرب" لمعالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. وأعلن الدكتور محمد بن ناصر الكثيري المدير العام للمؤسسة أن الكتاب يتناول موضوعاً من أبرز الموضوعات وأهمها في الفكر المعاصر لارتباطه بالواقع من جهة، وبالتأصييل العلمي والتاريخي من جهة أخرى، مما يجعله محلاً لمنطلقات متعددة لمعظم الذين يتحدثون دفاعاً عن الإسلام وتوضيحاً لمنهجه وتجليه لحقائق غير ذائعة. ويؤكد الكتاب أن الإسلام انتشر طواعية بين الناس لما فيه من عقائد صافية، ومبادئ سامية، وقيم نبيلة، ومفاهيم سوية، ولذا أقبل الناس عليه لما وجدوا فيه من عدالة للجميع، واحترام للحقوق، وحفظ للعهود، وعمل بالمواثيق، ورحمة بالضعفاء، ونصرة للمظلومين. ويتابع المؤلف في بيانه لمنهج الإسلام وما اشتمل عليه من بمبادئ وقيم وقوانين وأحكام وتوجيهات، تؤكد حقيقة هذا الدين وتوضح أهدافه وغاياته، كل ذلك وفق تأصيل علمي، ورؤية واقعية، وأدلة نقلية، وبراهين عقلية، كما أوضح د. الكثيري أن الكتاب يحتوي على ثمانية فصول تضمنت مفهوم التسامح في الإسلام جذوراً وثماراً، أبان فيه أن التسامح وحسن الخلق أهم ما يميز الشخصية المسلمة في تعاملها مع من حولها من المسلمين وغيرهم، مشيراً إلى علاقة المسلم بالكون والطبيعة، وأنه منسجم معهم وفق قانون التسبيح العام، مؤكداً أن الإنسان إنما خلق لعبادة الله تعالى وعمارة الأرض، وأن الله قد سخر له ما في السماوات والأرض لتحقيق هذا المقصد، كما يشير الكتاب إلى أهم العقبات التي تقف في طريق فهم الغرب للإسلام. كما تناول المؤلف مفهوم الوسطية والاعتدال، وكيف كان للإسلام السبق في إلغاء الطبقية والتمييز العنصري وقبول التعددية الثقافية، منوهاً إلى أن علاقاته الدولية - على خلاف غيره من الديانات والنظريات - مبنية على قوانين وقواعد شرعية لا يمكن أن يتجاوزها لرغبات توسعية أو انتقامية. وأكد الكثيري أن إصدار هذا الكتاب يأتي ضمن جهود المؤسسة لرفد المكتبة العربية والإسلامية بالكتب العلمية والفكرية المؤصلة.