على عكس ما يحاول بعض المتشنجين وأصحاب الأجندات الخاصة الترويج له في الغرب وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية على وجه الخصوص، فقد كشفت دراسة أمريكية جديدة سيتم نشرها لاحقاً هذا العام، أعدها ثلاثة باحثين اجتماعيين أمريكيين مرموقين، النقاب عن أداء فريضة الحج عند المسلمين وما لها من انعكاسات ايجابية على من يؤدونها. الباحثون الأمريكيون الثلاثة قالوا في دراستهم ان أداء المسلمين لفريضة الحج يؤدي إلى تعميق الاعتدال والتسامح لديهم إزاء الكثير من القضايا الدينية والعرقية والسياسية، بل والاجتماعية والتعايش بين الأديان السماوية المختلفة. وتم إجراء الدراسة التي ستنشر في كتاب في شهر أكتوبر القادم على (1600) مسلم باكستاني أدى نصفهم تقريبا فريضة الحج في العام 2006م. وأكدت الدراسة، أن الحجاج المسلمين يعودون إلى أوطانهم بمشاعر ومعتقدات تشجع على تقبل الآخرين من المسلمين أو من غير المسلمين، وعلى احترام أكثر للمرأة وتفهم أكبر للقضايا. وكشف الباحثون وهم: ديفيد كلينغينغسميث من جامعة كيس ويسترن وعاصم خواجا ومايكل كريمر من جامعة هارفارد، في دراستهم التي بدأت الأوساط البحثية والأكاديمية والسياسية في الولاياتالمتحدة بتداولها في الأيام القليلة الماضية، أن أداء فريضة الحج يؤدي بالمسلمين الذين يؤدونها إلى اتباع هذه الفريضة، في طائفة من القضايا الدينية وغير الدينية، وهو ما قد يشير إلى أن الحج قد يكون إحدى الوسائل التي يمكن أن تؤدي إلى القضاء على التطرف في العالم الإسلامي". وقام أصحاب الدراسة الأمريكية بتتبع (1600) من المواطنين الباكستانيين الذين تقدموا بطلبات تأشيرات للقيام بفريضة الحج في المملكة في العام 2006، حصل نصفهم تقريباً على تلك التأشيرات نتيجة لقوانين الحصص التي تتبعها المملكة. وتبين للباحثين الأمريكيين أن أداء فريضة الحج بصورة عامة أدى إلى "تزويد الحجاج من هؤلاء الباكستانيين بمشاعر جديدة تتسم بقدر أكبر من التسامح". ويقول معدو الدراسة ان الحجاج المسلمين، الأفارقة والآسيويين والعرب بل والأمريكيين منهم والأوروبيين، يحتكون ببعضهم البعض أثناء أداء هذه الفريضة في الأماكن المقدسة وهو ما بدا وكأنه يدفع الحجاج إلى تبني قدر أكبر من التسامح بينهم تجاه المسلمين الآخرين وغير المسلمين. وتقارن الدراسة بين من لم يؤدوا فريضة الحج من الباكستانيين إذ تجد أن لديهم مشاعر إيجابية تجاه المسلمين وغير المسلمين، ولكن نسبة هذه المشاعر قفزت إلى (70%) في أوساط أولئك الباكستانيين الذين أدوا فريضة الحج. وكشفت الدراسة الأمريكية أن المسلمين الذين أدوا فريضة الحج كانوا أكثر تقبلاً لفكرة التعايش مع اثنيات إسلامية أخرى، بل ان الدراسة وجدت أن الحجاج مستعدون لتقبل فكرة العيش المشترك بوئام وسلام حتى مع أتباع الديانات الأخرى، وذلك بنسبة كبيرة من المسلمين الذين لم يؤدوا الحج. وكذلك وجدت الدراسة - التي ستحدث صدى واسعاً عند صدورها في شهر أكتوبر المقبل، وحصلت عليها "الرياض" أن الحجاج عموماً هم الأقل تقبلاً للممارسات المتطرفة كالعمليات الانتحارية أو الهجمات على المدنيين أو الخروج عن الأعراف في التعامل مع غير المسلمين. وأشارت الدراسة الأمريكية عن التهذيب الروحاني الذي تؤديه فريضة الحج لدى المسلمين أن أداء هذه الفريضة يساهم في إيجابية النظر إلى المرأة وقضاياها وبأن هذه الفريضة المقدسة تجعل من المسلمين المحملين بأفكار سلبية تجاه قضايا كثيرة في الحياة يعودون إلى بلدانهم بأفكار إيجابية ويعملون على تغيير أفكار الغير مِن مَنء لم يحظوا بعد بهذه المكرمة.