..كنت ابحث داخل مخيلتي واسترجع ذاكرتي قليلاً.. فوجدت أننا قد تحدثنا عن مجموعه من فراغات البيت من وجهة معمارية وتصميمية ومن هذه الفراغات كان: المطبخ وغرفة الطعام وكذلك غرف الأطفال، واخيرا مدخل البيت. قد تحدثنا بشيء من التفصيل، ولكن والحق يقال لم نوف حق كل فراغ، ذلك أنه في كل يوم نجد هناك الجديد والمزيد من الإضافات والتي ممكن أن تقلب الموازين على بعضها البعض.. ولا ننسى أن الذوق العام من شخص إلى آخر له دور فعال في تعدد الخيارات وتجدد المواضيع والمعلومات المتعلقة بالبيت.. في هذا العدد لعلنا نستعرض معكم فراغاً آخر من فراغات البيت.. وقد كتب عنه الكثير من عدة نواح.. ولعلي أسمح لنفسي بأن أتطرق إلى هذا العنوان من نظرة معمارية. مما لا شك فيه أن بيوتنا في الوقت الحالي أصبحت مزيجاً من حضارات مختلفة من كل بلاد العالم من ناحية التصميم الداخلي للبيت (مدخل بأثاث أمريكي، سجاد صيني وقماش هندي) وأصبحنا نفقد هويتنا العربية بالتدريج ألا توافقونني الرأي..!!! ماذا لو ادعينا محاولة إحياء هويتنا العربية التي تعبر عن أصالتنا وتاريخنا العريق؟ هل هناك مشكلة في هذا الادعاء ربما لست في مركز يخولني لأتقدم بهذه الدعوة ولكن هي محاولة مني لإظهار تلك الهوية دعونا نخرج من هذا الموضوع ونرجع إلى موضوعنا ولنتحدث عن غرفة المعيشة بالطراز العربي.. كان للبيت العربي القديم طرازه الفني الذي امتاز به عن سائر الحضارات حتى أننا نلمس هذا الطراز في كل نواحي البيت من خلال الأثاث وهوية البناء، "الأهم من ذلك أن أجدادنا كانوا يعتزون كثيراً بكل ذلك لأنها تعزز انتماءهم لدينهم". إن اختيارنا لغرفة المعيشة والنظر فيها من ناحية الطراز العربي.. لأنها غرفة لها أهميتها الخاصة لأفراد الأسرة، فهي الفراغ الوحيد الذي يبين مدى الترابط الاجتماعي للأسرة وترمز إلى الدفء الاجتماعي. إن البساطة والجمال والأصالة من خصائص الطراز العربي الإسلامي فببعض اللمسات البسيطة والعناصر المعمارية القليلة يمكننا تحويل غرفة المعيشة إلى طراز عربي جميل. من السهل علينا اختيار العناصر التصميمية والتي تساعدنا في إضفاء الطابع العربي على غرفة المعيشة، وذلك لتعدد مفردات هذا الطراز العربي والتي لها صلة وثيقة بتأثيث المنزل من مفروشات وستائر ومعلقات وأدوات إضاءة كالثريات والمشكاوات والشمعدانات والأواني النحاسية والخزفية وقطع الأثاث الخشبية كالصناديق والكراسي وبعض الموائد.