تنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خلال الفترة من 1- 6مايو 2008، ولأول مرة في العاصمة الإماراتية، مهرجان "أنغام من الشرق" الذي يتضمن بشكل رئيس ست ليالٍ متواصلة من روائع الموسيقى العربية، والتراث الموسيقي العربي الأصيل. وستخصص الأمسية الأولى لعُمر خيرت، والثانية لكورال الفيحاء، والثالثة لفرات قدوري وطارق وجوليا بنزي، والرابعة لجاهدة وهبي، والخامسة لفرقة رضا للفنون الشعبية ونادية مصطفى، أما الأمسية الختامية فستحييها فريدة سيدة المقام العراقي. وتعرض الهيئة خلال فعاليات المهرجان عدداً من الأفلام الوثائقية الحائزة على جوائز ذات صلة بالموسيقى العربية والموسيقيين العرب. وتلقي هذه الأفلام الضوء على الأثر الاجتماعي والثقافي للموسيقى، والقوة والشجاعة، والأمل، والإلهام التي يمكن للموسيقى أن تضفيها على حياة الناس. وهذه الأفلام هي: أصوات مقدسة (2000): إخراج: كارمن كيرفي فيلم وثائقي يستكشف الفكرة وراء الموسيقى الدينية وكيف أنها تستعمل كوسيلة مخاطبة وشكر للخالق، بطريقة تكاد تكون مشتركة بين جميع الثقافات والديانات في العالم. وبفضل العروض الموسيقية الديناميكية واللقاءات مع الفنانين والشخصيات الدينية، نجحت المخرجة كارمن كيرفي بكسر الحواجز الثقافية والسياسية والدينية لتقديم صورة واضحة عن معنى الإيمان عبر الموسيقى. تدور أحداث الفيلم في قرية مغربية تاريخية ملتفة الأزقة وملأى بالبازارت، وتظهر فيه الطرابيش والمساجد ذات البلاط اللامع والقصور المتداعية. الأسواق مكتظة والبضائع محملة، وفي الخلفية يتعالى صوت الأذان ويتدفق ليضفي تجربة حسية وباطنية في قلب المغرب. أحببنا بعضنا كثيراً (2003): إخراج: جاك جانسن يصور الفيلم حب البيروتيين من مختلف مشاربهم لفيروز. وعبر موسيقى فيروز والهالات الأسطورية التي رسموها حولها، يروي البيروتيون قصصهم، ويستعيدون تاريخ مدينتهم المأساوي والمثير. ذكرياتهم إضافة إلى أغاني فيروز وسيرتها، تشهد على تاريخ لبنان الصاخب، وعلى آثار الدمار الذي ما زال بادياً في وجه المدينة ومبانيها المعلَّمة بالرصاص. فيروز اليوم ظاهرة ثقافية تجاوزت أصداؤها حدود العالم العربي بكثير، ويكشف الفيلم لمشاهديه عن تفاصيل حياة فيروز وعن مكانتها في تاريخ لبنان وثقافته بصورة آسرة. "أحببنا بعضنا كثيراً" يظهر كيف يمكن للموسيقى والمشاعر التي تحركها أن تتجاوز الخلافات السياسية والطائفية. ارتجال (2005): إخراج: رائد اندوني يتناول هذا الفيلم سيرة الفرقة الموسيقية الفلسطينية الشهيرة "الثلاثي جبران". تنقل الأخوة الثلاثة بين رام الله والناصرة وباريس، وتجاوزوا كل الصعوبات على حواجز التفتيش، عملوا، ضحكوا، بكوا وتشاحنوا. كانت موسيقاهم مرتجلة - كحياتهم - ومن يوم لآخر، كانوا يتبادلون الحديث حول شخصياتهم وهويتهم الجمعية فيما كان أهلهم يرقبونهم بفخر لكن بحذر حول مستقبل أبنائهم. وفي الحقيقة، لم يكن سهلاً على الأهل أن يعبروا بدورهم عن رغباتهم ومشاريعهم المستقبلية، في أسرة لا يتردد أي من أفرادها في التعبير عما يجول في خاطره. الفيلم دراسة حية وحساسة لحياة عائلة فلسطينية، تتجاوز التنميط ولا تختزل الشخصيات ولا تسطحها في دور الضحية، بل ترسم صورة للعلاقات العائلية تحفظ لكل شخصية خصوصيتها.