تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بدأت أمس اجتماعات الدورة الثلاثين للجمعية العمومية للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 20الى 24ربيع الاخر الجاري بفندق الانتركونتننتال في الرياض. وقد بدأت الاجتماعات التحضيرية بالقرآن الكريم ثم كلمة لرئيس الدورة السابقة على مستوى الخبراء والفنيين رئيس وفد جمهورية مصر العربية الدكتور فوزي نعيم قدم خلالها شكره لخادم الحرمين الشريفين على ما تحظى به هذه الاجتماعات من اهتمام كبير. وأشار إلى بعض الأمور التي كان لها أثر سلبي على التكامل والأمن الغذائي العربي ما سبق مناقشتها في اجتماعات القاهرة، منها بناء قواعد معلومات عن المشروعات الزراعية وفرص الاستثمار الزراعي التي تساعد على جذب الاستثمار الوطني والعربي والاجنبي، مع ملاحظة عدم ملاءمة العديد من التشريعات ذات الاثر المباشر على قطاع الاستثمار، الامر الذي يحد من جاذبية الاسثمار المستهدف، التي يجب أن نوليها الاهتمام المناسب، كما اشار الى عدم وجود قاعدة تفصيلية من المعلومات اللازمة للمستثمرين ورجال الاعمال لتحديد تدفق الاستثمار إلى القطاعات الزراعية. وأضاف الدكتور فوزي أن على المنظمة العربية القيام بدور المنسق لكافة الجهود التي تعنى بكل أو بعض الشأن الزراعي العربي وذلك بتعزيز قدرات المنظمة المادية والبشرية والمعلوماتية والمعرفية والقيام بالترويج للمشاريع الاستثمارية المشتركة خصوصا في مجال سد العجز في المحاصيل الغذائية الاستراتيجية التي تهدد العالم بمجاعة بعد رفع اسعارها والذي سيستمر بلا حدود خصوصا عند استخدامها في انتاج الوقود الحيوي، وأن تضع هذه الدورة أمامها تلك المتغيرات الدولية والارتفاع في اسعار الغذاء لتضع استراتيجية يسهل تطبيقها مدعمة من الحكومات العربية. عقب ذلك تم تسليم المملكة رئاسة أجتماعات الجمعية العمومية في دورتها الثلاثين للخبراء والفنيين، حيث تسلمها وكيل وزارة الزراعة لشؤون الأبحاث والتنمية الزراعية الدكتور عبدالله العبيد والقى كلمة بهذه المناسبة رحب فيها بالحضور، وأشار إلى ما يشهده العالم من ارتفاع في أسعار السلع الغذائية، متأملا بأن يوفق الجميع في هذه الأجتماعات لاتخاذ قرارات اقليمية تنصب في مصلحة الشعوب العربية. ثم القى المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية الدكتور سالم اللوزي كلمة بدأها بتهنئة الدكتور عبدالله العبيد على تسلمه رئاسة الدورة الثلاثين على مستوى الخبراء والفنيين متمنياً له التوفيق والنجاح في إدارته لهذه الإجتماعات بما عرف عنه من حكمة ودراية كبيرين. كما تقدم بالشكر للدكتور فوزي نعيم ممثل جمهورية مصر العربية، رئيس الدورة السابقة للمنظمة مقدراً ما قدمته جمهورية مصر العربية إلى المنظمة خلال الدورة السابقة ممثله بمعالي وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الاستاذ أمين اباظة، ورحب بجميع ممثلي الدول الأعضاء إلى هذه الإجتماعات على مستوى الخبراء والفنيين الذي تشرف برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. بعدها القى ممثل الأمانه العامة لجامعة الدول العربية خليل أبوعفيفة كلمة أكد فيها بما توليه المنظمة من أهمية كبيرة لهذا الاجتماع خاصة الأمن الغذائي والبحث عن مشاريع جديدة في الوطن العربي تعود بالفائدة على الشعوب العربية، لافتا إلى ما يشهده العالم من أرتفاع أسعار السلع الغذائية والتي ستستمر لسنوات قادمة. عقب ذلك بدأت جلسات العمل للجنة الشؤون المالية والإدارية واللجنة الفنية على مستوى وكلاء وزارات الزراعة والخبراء والفنيين برئاسة المملكة لهذه الاجتماعات، حيث تم تقديم ومناقشة تقرير المدير العام للمنظمة عن الدورة السابقة شمل أهم الانجازات التي تحققت بين دورتي الجمعية العمومية، ضمن خطة عمل المنظمة لعام 2006م التي تضمنت ستة برامج رئيسية حول الأمن الغذائي، تنمية الموارد الطبيعية وحماية البيئة ومكافحة التصحر، التطوير التقني الزراعي، التكامل الزراعي وزيادة التنافسية الدولية للمنتجات الزراعية، المعلومات والإحصاءات الزراعية بالاضافة إلى البرنامج الرئيسي للتعاون الفني والعلمي. وفي عام 2007تم إضافة البرنامج الرئيسي لتنمية الثروة السمكية وتربية الأحياء المائية للبرامج الستة المضمنة في خطة عمل المنظمة، لتعمل المنظمة عام 2007في سبعة برامج رئيسية. هذا وقد بلغ متوسط نسب التنفيذ الفني للمشروعات والأنشطة القومية المدرجة بتلك البرامج لعام 2006م نحو 97.8%، كما بلغت نسبة التنفيذ الفني للمشروعات التنفيذية القطرية نحو 100%، ليبلغ المتوسط العام لمستوى التنفيذ الفني للبرامج والأنشطة القومية والقطرية المدرجة في خطة عمل المنظمة لعام 2006، بنحو 98.3%. أما في عام 2007فقد حققت نسبة التنفيذ الفني للبرامج والأنشطة القومية والمشتركة المدرجة بالبرامج الرئيسية لخطة عمل المنظمة، متوسط عام قدر بنحو 93%. وأشار تقرير المدير العام للمنظمة أنه تم خلال عامي 2006و2007م وفي إطار البرامج الرئيسية بخطة عمل المنظمة، تنفيذ عدد (19) دراسة قومية ودليل استرشادي عالجت العديد من مجالات العمل الزراعي وتنميته في البلدان العربية. كما ناقش المجتمعون التقريرٍ الفني الذي قدمته المنظمة حول تطورات التنمية الزراعية العربية بين عامي 2004- 2006حيث أشارت المؤشرات الاقتصادية والتقنية في هذا التقرير إلى ارتفاع قيمة الناتج الزراعي العربي من حوالي 66.7مليار دولار عام 2004، إلى حوالي 80.4مليار دولار عام 2006، وبزيادة تقدر بنحو 20.6% وهي زيادة تعكسها الارتفاعات المستمرة في أسعار السلع والمنتجات في الأسواق العالمية. وفي المقابل ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للوطن العربي بحوالي 42.7%، حيث ارتفعت قيمته من حوالي 898مليار دولار عام 2004إلى حوالي 1282مليار دولار عام 2006.وبرغم الارتفاع في قيمة الناتج الزراعي بين عامي 2004- 2006إلا أن مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي قد تراجعت من حوالي 7.4% عام 2004إلى حوالي 6.3% عام 2006.وبينت المؤشرات الاقتصادية والتقنية لتطورات التنمية الزراعية العربية بين عامي 2004- 2006ارتفاع الرقم القياسي لقيمة الإنتاج الزراعي العربي خلال الفترة المعنية، وارتفاع إنتاجية العامل الزراعي العربي خلال نفس الفترة بنسبة تقدر بنحو 10%. أما المؤشرات الموردية الأرضية والمائية فقد أوضحت ارتفاع المساحة المزروعة خلال تلك الفترة، وقد نتج ذلك نتيجة للارتفاع الملحوظ في مساحة الأراضي المطرية، فيما تراجعت مساحة الأراضي المروية. ومن ناحية أخرى، ارتفعت مساحة المحاصيل المستدامة بنسبة تقدر بنحو 5.7%، ويقابل ذلك ارتفاعاً في مساحة المحاصيل الموسمية بمعدل تغير أقل لا يزيد على 4.5%، كما شهدت مساحة محاصيل الحبوب ارتفاعاً يقدر بنحو 16.7%. من جانب آخر فقد تناول التقرير أوضاع التنمية الزراعية والريفية المستدامة في الوطن العربي، حيث أوضحت نتائج التحليل أن الزراعة العربية تواجه العديد من التحديات التي تتمثل ليس فقط في محدودية ما تملكه الدول العربية من موارد زراعية، إنما في القدرة على استغلالها بفعالية، وتنميتها قياساً بالمستويات التي حققتها العديد من دول العالم. ومن أهم التحديات التي تواجه الزراعة العربية : زيادة القدرة على تنمية الموارد وبخاصة المياه، المواءمة مع المتغيرات الدولية والإقليمية، اللحاق بالتطورات التكنولوجية المتسارعة، تحقيق التوازن بين المنظورين القومي والقطري في تخطيط وتنفيذ السياسات الاقتصادية والزراعية، زيادة فاعلية مؤسسات المزارعين وبخاصة صغارهم في تدعيم أنشطة الإنتاج والتسويق وتوفير الغذاء، زيادة جاذبية الاستثمار الزراعي العربي في البيئات الملائمة، تحسين الأحوال المعيشية لسكان الريف، وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية العربية في الأسواق الدولية. كما حدد التقرير أهم المشاكل والمعوقات التي تواجه القطاع الزراعي في الدول العربية، حيث أجملها في التغيرات المناخية غير الملائمة، محدودية الأراضي الزراعية وموارد المياه، ملوحة الأراضي الزراعية، تدني مستويات الإنتاجية في الأراضي البعلية، صغر الحيازات وتفتتها، ضعف التكامل النباتي الحيواني، نقص الأعلاف الحيوانية، وصعوبات التمويل والتسويق لصغار المزارعين. وتناول التقرير ايضا الاستراتيجيات والسياسات الوطنية للتنمية الزراعية المستدامة في الدول العربية، موضحاً أن تلك الدول قد حددت العديد من الأهداف والبرامج في إطار استراتيجياتها الوطنية، وهي تتسق مع إستراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة للعقدين القادمين، مما يشكل مناخاً ملائماً لتنفيذ تلك الاستراتيجية، التي شرعت المنظمة العربية للتنمية الزراعية في وضعها موضع التنفيذ، بالتعاون مع شركاء التنفيذ الذين حددتهم الإستراتيجية، ومن بينهم كافة المؤسسات المعنية بالقطاع الزراعي في الدول العربية. الجدير بالذكر أنه تعقب اجتماعات الجمعية العمومية على مستوى وكلاء وزارات الزراعة والخبراء والفنيين، اجتماعات الجمعية العمومية على مستوى أصحاب المعالي وزراء الزراعة في الدول العربية، أعضاء الجمعية العمومية الموقرة، وذلك خلال يومي 23- 24ربيع الثاني 1429ه الموافق 29- 30أبريل (نيسان) 2008.ومن أهم الموضوعات التي ستبحثها هذه الدورة، وتحظى بأولوية واهتمام كبيرين من أصحاب المعالي الوزراء - قادة العمل الزراعي العربي المشترك - تلك الموضوعات المتعلقة بتطورات التنمية الزراعية العربية لعام 2007، مستقبل الأمن الغذائي العربي والعالمي واستخدام المنتجات الزراعية لإنتاج الوقود الحيوي، موجهات عمل المنظمة في إطار استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة للعقدين القادمين، وخطتها الإطارية متوسطة الأجل للفترة 2009- 2014، إضافة لمناقشة وبحث عدد من القضايا الزراعية الراهنة، مثل الارتفاع غير المسبوق في أسعار السلع الغذائية وبخاصة محاصيل الحبوب، وموضوع تغير المناخ. كما سيتم خلال هذه الدورة استعراض المشروعات التي سوف تقدم إلى القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، المزمع عقدها بداية عام 2009بالكويت، بجانب عدد من الموضوعات ذات الأثر المباشر على مستقبل الزراعة العربية، والأمن الغذائي في المنطقة العربية، والتي سوف تستعرضها الإدارة العامة للمنظمة في بيانها الذي سيقدم في الجلسة الأولى للاجتماعات على مستوى أصحاب المعالي الوزراء. وتحظى هذه الدورة للجمعية العمومية بحضور فاعل من أصحاب المعالي وزراء الزراعة العرب- أعضاء الجمعية العمومية لذا فإنه من المتوقع أن تخرج بقرارات وتوصيات مهمة ذات تأثير مباشر في تعزيز مسيرة العمل الزراعي العربي المشترك والتنمية الزراعية بالوطن العربي.