منذ طفولتي وأنا أدرك أن المجلات الفنية تتعمد إظهار النساء الجميلات على أغلفتها. ومع كل عدد جديد ومجلة جديدة نشاهد النجمة فلانة أو المجهولة فلانة وهي تبتسم وتتمايل بغنج في صورة الغلاف. أصحاب هذه المجلات يؤمنون بأن الوجه الجميل يبيع، ولا أظن أننا نخالفهم في هذه القناعة، ولنتخيل عدد الذين سيشترون مجلة زينت واجهتها بصورة مقربة لزكية زكريا بمكياجها الرقيق المعروف؟. ولنقارنه بعدد من سيتوقفون لصورة المطربة المهضومة فلانة وهي تقول (هذه مواصفات فارس أحلامي)!. لكن ما لا أدركه هو كيف تقع الصحف وخصوصاً المحترمة منها بوضع صور الحسناوات في الصفحة الأخيرة وبحجم لا تخطئه العين دون سبب مقنع! صورة للممثلة فلانة وهي تحيي الجمهور، المطربة الفلانية وهي غبية، والعارضة العلانية وهي تتنفس! هكذا وبدون أي خبر أو تقرير!. صورة يتبعها أربع كلمات فقط تخبر عن مكان التقاط الصورة. المضحك أن عدداً من هذه الصحف يشترك كثيراً في هذه الصورة فنراها في أربع أو خمس صفحات أخيرة وكأن هذه الصورة حدث مهم تتباشر به تلك الصحف. العين ترتاح للجمال، لكن العقل يرتاح للشيء المحترم. أرجو من الإخوة متخصصي نشر صور الحسناوات أن يطيلوا -على الأقل- في وصف الحدث أو الفعالية التي حضرتها ست الحسن والجمال، ولن يضر لو جربوا بين فترة وأخرى استبدالها بصورة للروائي الشهير وهو يوقع روايته الأخيرة مع ضماناتي الكاملة بأن الجمهور لن يمزق الصحيفة عندما يكتشف أن الصورة لرجل غير وسيم.