تحاول غير مؤسسة حكومية أن تمارس عملية الضبط، خصوصاً ما يرتبط بعملية الإفتاء..، رحمة بالمسلمين وفي الوقت ذاته ضبط العملية، بحيث لا نجد أنفسنا كمجتمع نخضع لرؤية ضيقة لا تستوعب المتغيرات مع وعي عقلي بثوابت الدين. الإشكال الخطير الذي أتصور أن مسؤوليته تقع على غير مؤسسة هو انتشار ظاهرة محاولة الإفتاء عند النساء، بل إن بعضهن للأسف تكون ثقافتها ومعلوماتها الدينية لا تشفع لها، ومع ذلك لا تبخل على الجميع بكل أشكال وأنواع الفتاوى..؟؟ نجد نساء يفتين وعملهن لا يتجاوز غسل الموتى..؟ إحداهن وفي ثقة أصرت على تصنيف الموتى وإلى أين تذهب كل سيدة، مؤكدة صدق رؤيتها من خلال رؤية إشراقة الوجه أو رائحة الجسد..؟ لا أريد الاسترسال ولكن من منا يملك شيئاً من غيب الرحمن..؟ أخرى أصرت على تأكيد فكرها وتحريمها للنمص لغير طالبة مؤكدة أن من تفعل ذلك لن تدخل الجنة..؟ وأخرى أصرت على الطالبات أن لا يشاهدن البرامج الفضائية على الإطلاق، إن أردن الجنة؛ لأن التلفاز الفضائي محرم على الإطلاق..؟؟ وفي كثير من الندوات الدينية نجد بعض الأخوات الداعيات يؤكدن دائماً تحريم كثير من معطيات العصر، مع الإصرار على جمع التبرعات..؟ لا أريد التشكيك في نوايا الأخوات بل إن أغلبهن يتميزن بعمل الخير ولكن الإشكال أن أولئك النساء يعملن خلف الأسوار وهذا ما يجعل الوصول إليهن صعباً ورصد اتجاهاتهن الدعوية أيضاً صعباً، ونحن نعلم أن رؤيتهن تلك ستنتقل إلى الرجل عن طريق المرأة التي هي في الأغلب أخت، أو أم، أو زوجة..؟ ونحن ككل نرفض الغلو الديني أياً كان مصدره وبصرف النظر عن ردائه..؟ ومطالبين جميعاً بالقضاء على منابع الغلو، وبعض هؤلاء الأخوات قد يشكلن - مع مرور الوقت - مصادر لتفجير براكين أصعب، وخطورتها أنها تتم خلف الأبواب الخاصة أي أبواب النساء التي يصعب دخولها. الخطورة في تلك الأفكار أن بعضها متغلغل في المدارس، ويزرع فكره المتطرف في وجدان أمهات المستقبل وهذا ما يجعل نار الغلو متقدة على مر السنوات..؟ ففيما وزارة الداخلية تقتلع رؤوس الإرهاب، نجد بعض المؤسسات التربوية تزرع فكر التطرف من خلال معلمات أو داعيات يرفضن في كثير من رؤاهن للحياة جميع المستجدات المعاصرة، ويصررن على الرفض إلى حد التحريم الدائم لكل شيء، بل وتكفير من يعتقد غير ذلك..؟؟ حين لا تستطيع المعلمة بصوت وفكر واضح رفض الإرهاب ولغة الإرهابيين فإنها تشارك في الغلو الفكري..، وحين تصر داعية على تكفير كل من تعمل في الطب أو الإعلام فإنها تزرع التطرف في وجدان الفتيات، مربيات الأجيال القادمة.. نحن نحتاج إلى جيل كبير من المثقفات دينياً، ولكن من دون غلو وليس إلى حد الإفتاء في كل شيء.