تعكس الأفلام العراقية المشاركة في مهرجان الخليج السينمائي تبعات الحرب التي يعيشها العراق والظروف القاسية التي خلفها الاحتلال على كافة الأصعدة من دون تطرق لمذاهب أو قوميات معينة، وقد تعددت القضايا والرؤى السينمائية لكن بقي العنوان واحد وهو "الحرب الدائرة في العراق". المشاركة جاءت بأربعة عشر فيلماً توزعت على كل فروع المسابقة، أبرزها الفيلم الروائي الطويل (أحلام) لمحمد الدراجي الذي شارك في المسابقة الرسمية وحقق الجائزة الأولى، ويحكي الفيلم قصة ثلاثة أشخاص يجمعهم مكان واحد وهو أنقاض مستشفى للأمراض النفسية كان قد دمرها القصف الأمريكي في عام 2003مستعرضاً مأساة كل واحد منهم، وقد دخل هذا الفيلم في منافسة مع خمسة أفلام أخرى من السعودية والكويت والبحرين على الجائزة التي تقدر بخمسين ألف درهم وفاز بها في حفل الختام الذي أقيم مساء الجمعة الماضي. في قسم الأفلام الوثائقية جاءت ثلاثة أعمال هي (ليالي هبوط الغجر) لهادي ماهود الذي يستعرض فيه حياة قرية غجرية في جنوب العراق وما تعرضت له بعد سقوط النظام السابق، وفيلم (يوم في سجن الكاظمية) لعدي صلاح الذي ينقلنا إلى واقع السجون في العراق، وتدور أحداث الفيلم في سجن خاص بالنساء، أما الفيلم الثالث فهو (www.gilgamesh.21) لطارق الهاشم والذي حاز جائزة لجنة التحكيم الخاصة وهو يحكي قصة صديقين عراقيين واحد في بغداد والآخر في الدانمارك وليس بمقدورهما التواصل إلا عن طريق الإنترنت. أما فيلما (دار دور) لأسعد علوان و(طريق الموت) لسنان نجم المشاركان في قسم الأفلام القصيرة فيصوران حالة الحرب وأصوات القنابل والطائرات كخلفية لأحداث ومشاهد فيلميهما، ففي الأول رصد لحالة الفقر قبل الحرب وكيف تفاقمت بعده بشدة، والثاني يستعرض المخاطر التي يتعرض لها سائق تاكسي شريف تؤدي في النهاية إلى اختطافه من قبل الإرهابيين. واقتصرت المنافسة في قسم الأفلام الوثائقية للطلبة بين الإمارات والعراق التي جاءت مشاركتها مكثفة بستة أفلام من أصل تسعة تتنافس على جوائز هذه الفئة، ويأتي فيلم (شمعة لمقهى الشهبندر) لعماد علي ليسلط الضوء على أحد أهم المقاهي والمعالم الثقافية في بغداد وقصة تدميره بسيارة مفخخة، وفيلم (غريب في وطنه) لحسنين الهاني الذي يناقش قضايا التهجير والعنف الطائفي بعد الاحتلال، وفيلم (دكتور نبيل) لأحمد جبار الذي يحكي قصة طبيب وأديب اسمه نبيل يصمم تحت محنة الحرب والعنف على ألا يخون شرف المهنة ويبقى في العراق ليساعد المرضى، وفيلم (الرحيل) لبهرام الزهيري الذي يوثق ألم الغربة والرحيل عن الوطن، وفيلم (البقاء) لمناف شاكر الذي يصور فيه حالة الذعر والخوف التي تعيشه الأسرة العراقية كل يوم وسط ظروف الحرب القاسية، أما فيلم (التفكير في الرحيل) للمخرجة هبة باسم فتكشف حالات التفكير والحيرة التي تعيشها أسرة تقطن في منطقة تسيطر عليها الميليشيات المسلحة. أما قسم الأفلام القصيرة للطلبة فقد شارك فيه فيلم (خوذة مثقوبة) لمصطفى هادي حمزة الذي يروي قصة طفل فقد أباه بعد إصابته برصاصات اخترقت خوذته، فيكبر الطفل ويكبر معه حقده ورغبته في الانتقام، وفيلم (تقويم شخصي) لبشير الماجد الذي ينفذ إلى عمق الأزمة الداخلية التي يعيشها العراق المحتل، ويقدم قراءة لوضع الشعب العراقي المنقسم على نفسه.