كشأن أي صغير لم يشب عن الطوق بعد، لم يجد فرخ البط هذا بأساً في إزعاج أمه وتكدير صفوها عندما بلغ من الإجهاد ما بلغ. ومن حسن حظه أن الأم كانت، كالعهد بها، على أهبة الاستعداد لحمله إلى العش. وهذا الفرخ - وهو من نوع البط المنشاري المنقار، لم يتجاوز عمره أسبوعين أو ثلاثة أسابيع - ظل يحجل ويثب بهمة ونشاط وحيوية فوق ظهر أمه الذي اتخذ منه متكأ فجلس عليه آمناً مطمئناً. وقد لحق به أشقاؤه وشقيقاته الذين استهوتهم فكرة خدمات التاكسي الأمومي. وقام المصور البريطاني نك ليسلي بالتقاط هذه الصور المذهلة على شاطئ نهر ريفر دارت في ديفون. وقد تحدث عنها قائلاً: "عندما مررت بجموع البط، حاولت التقاط مشاهد منها ولكن الإضاءة لم تكن جيدة وسرب البط سرعان ما تسرب من أمام ناظريّ؛ فاقتفيت أثره على طول شاطئ النهر لمسافة ميل. وكان رائعاً أن ترى صغار البط وهي تسرع بجهد وعناء ثم يعيدها التيار. وعندما تعبت تسلقت جميعها ظهر أمها". يشار إلى أن هذا البط الصغير المنقط وأمه ذات الريش المتميز من أكبر فصائل البط في بريطانيا. وللإناث منها عرف أو ذؤابة من الريش في مؤخرة الرأس في حين أن للذكور ذؤابة من الريش الأخضر والأسود والأبيض الأخاذ. وهذه الفصيلة التي تقتات على السمك تم استجلابها إلى البلاد في عام 1871م وهي توجد حالياً في البحيرات وأحواض المياه باسكتلندا إلى الجنوب من انجلترا.