قال ممثلو المسلمين الاميركيين انهم دعوا البابا بنديكتوس السادس عشر خلال اجتماع معه أمس الأول الخميس الى المساعدة على اقامة حوار دائم بين المسلمين والكاثوليك. وقال الامام حسن القزيوني مدير المركز الاسلامي الاميركي في مؤتمر صحافي عقب لقاء البابا مع ممثلين من خمس معتقدات "لقد قلت للبابا "لقد التقيتك قبل عامين في الفاتيكان وطلبت منك في ذلك الوقت ان تقود جهودا لإقامة حوار دائم مع المسلمين". وأضاف "وقد جددت دعوتي اليوم. ان المسلمين والكاثوليك يمثلون 50بالمئة من سكان العالم، ونحن بحاجة ماسة الى حوار". ومن جهته قال مزمل صديقي رئيس مجلس الشريعة لأميركا الشمالية انه دعا كذلك الى مزيد من الحوار مع الكنيسة وحث البابا على استخدام نفوذه "لاحلال الاستقرار في لبنان". وأضاف ان البابا ابلغه انه "سيبذل كل جهده" لتحقيق ذلك. والتقى البابا زعماء الطوائف البوذية والهندوسية والجينية والديانة اليهودية والاسلامية في لقاء للديانات في مركز جون بول الثاني للحضارات في واشنطن. قال البابا مخاطبا زعماء كافة الطوائف "اليوم وفي غرف الصف في المدارس في كافة انحاء البلاد يجلس شبان مسيحيون ويهود وهندوس وبوذيون واطفال من كافة الاديان جنبا الى جنب يتعلمون مع بعضهم ومن بعضهم". وأضاف "ارجو ان يستفيد آخرون من تجربتكم ويدركوا ان المجتمع الموحد يمكن ان ينشأ عن توحد عدة شعوب بشرط ان تعترف جميعا بحرية الاديان بصفتها احدى الحقوق المدنية الاساسية". وبدأ البابا اول جولة له في الولاياتالمتحدة الثلاثاء. واصبح البابا بنديكتوس اول بابا يزور البيت الابيض منذ 30عاما حيث التقى الرئيس الاميركي جورج بوش وبحثا العديد من القضايا من بينها المشاكل التي يعاني منها المسيحيون في العراق. وفي بيان مشترك اصدره البيت الابيض اعرب الزعيمان عن "قلقهما المشترك بشأن الوضع في العراق خاصة الخطر الذي تتعرض له الطوائف المسيحية في العراق وغيرها من دول المنطقة". وكان البابا اعرب قبل شهرين عن قلقه بسبب "المؤشرات المستمرة على التوتر في لبنان" بسبب الازمة السياسة. على صعيد آخر تخلى بابا الفاتيكان عن التقاليد المعروفة في الكنيسة الكاثوليكية، والتقى مجموعة صغيرة من الضحايا الذين تعرضوا للتحرش الجنسي من قبل قساوسة في العاصمة الأمريكية، وذلك في لقاء ظل طي الكتمان حتى نهايته. وقال الفاتيكان في بيان "إنه (البابا) التقى مع مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين تعرضوا للتحرش الجنسي من قبل عدد من القساوسة التابعين للكنيسة"، حيث استمع لرواياتهم. وصرح المتحدث باسم الفاتيكان فريدريكو لومباردي للصحفيين بأن البابا شجع خلال اللقاء الذي استمر 25دقيقة خمسة أو ستة بالغين، ممن تعرضوا للتحرش خلال طفولتهم، وأن بعضا منهم بكى، قبل أن يصلوا معا داخل كنيسة سفارة الفاتيكان في واشنطن. وذكرت صحيفتا ناشيونال كاثوليك ريبورتر وبوسطن جلوب أن الضحايا كافة كانوا من بوسطن حيث تم الكشف عن معظم عمليات التحرش التي لطخت سمعة الكنيسة بمختلف أنحاء العالم منذ التسعينيات. ورافق الكاردينال شون أومالي كبير أساقفة بوسطن الضحايا في الاجتماع بالبابا.