عندما يخطئ الكبار يكون ذلك الخطأ مكلفاً جداً!! وهذا باعتقادي هو المطب الكبير الذي وقع فيه مصرف الإنماء من خلال هويته الجديدة... في الحقيقة فوجئت وأصبت بصدمة عندما رأيت شعار المصرف وجل الوسائل الإعلامية والإعلانية تحتضن شعاره وهو في الحقيقة شعار مقتبس 100% ولا أستطيع أن أجزم بأن ذلك توارد أفكار لأن العقل لا يقبل بذلك.. سأدع لكم حرية التقييم.. أطلب من الجميع مقارنة شعار مصرف الإنماء بشعار القناة السعودية الأولى، أليس هذان الشعاران متطابقين؟ أقصد الشعار متطابق مع نفسه لأنه في الواقع هو نفسه تقريباً... والملفت للانتباه أن المقتبس هو شعار وسيلة إعلامية يشاهدها الملايين من الناس!! وهذا هو المثير فعلاً... بصراحة لا أعرف كيف تم تمرير هذا الخطأ الكبير على مؤسسة مالية كبرى بحجم مصرف الإنماء وهي في بداياتها... في الواقع معظم الجهات الكبرى يعاب عليها الاعتماد بشكل كبير على وكالات إعلانية دولية متخصصة في تقديم خدمات إعلانية متكاملة والبعض منها أيضاً متخصص فقط في بناء الهوية مقابل الملايين من الريالات بل البعض قد يدفع عشرات الملايين من اجل اختيار الهوية المناسبة ولكن دون مراقبة أو محاسبة لحفظ الحقوق؟ ولنا في ذلك مشاهد وأمثلة كثيرة وحتى لو كنت مؤمناً بأهمية بناء الهوية ولكن يجب أن يكون ذلك بشكل سليم وبالأخص في بداية المشروع حتى يكون الأساس هو البداية الصحيحة لتقديم المنشأة ومهما كان حجمها... أما عتبي على الأخوة في مصرف الإنماء هو في عدم ملاحظة هذا التطابق الكبير بين الشعارين، وحتى لو افترضنا بأن الموضوع قد مر مرور الكرام على جميع من يعمل في مجموعة التسويق بالبنك وكذلك كبار المديرين في البنك، وأنا اجلهم وأقدرهم فمنهم أساتذة لي، ولكن: ألم يظهر موظف واحد فطين ليقول بأن شعار بنكنا هو شعار القناة السعودية الأولى؟ لماذا لم يجرِ البنك أو تلك الوكالة التي عملت على إيجاد هذه الهوية وذلك الشعار البعض من الاختبارات لتقييم مدى قبول الناس لهذا الشعار على أقل تقدير؟ ألم يستثمر البنك الملايين من الريالات على شعار مقتبس ولم يقرر إدخال هذا الشعار تحت التجربة والاختبار لمعرفة مدى قبول الناس لهذه الهوية الجديدة لمصرف مهم وجديد؟ يبقى السؤال المهم: هل لدى مصرف الإنماء عقداً مع تلك الوكالة ليحمي فيها حقه تجاه ما حدث؟ لأن الخسائر ليست فقط في مبلغ ذلك الشعار مهما كان قدره ومبلغه وإنما أيضاً في تلك الملايين من الريالات التي صرفت لتدشين تلك الهوية المقتبسة؟ يضاف أيضاً الحق الأخلاقي الذي يجب أن يطالب به مصرف الإنماء كمثال يحتذى به للبنوك السعودية الناشئة تجاه تلك الشركة لأن فقدان الثقة من الوهلة الأولى أمام العملاء أصعب وأغلى من إنشاء مئات المصارف...