منح برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الاممالمتحدة الانمائية(اجفند) جائزته للمشروعات التنموية الرائدة في عامها التاسع والمخصصة لموضوع مكافحة الاتجار بالبشر لثلاث مشروعات في كل من نيبال والهند وبنغلاديش واقيمت في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس امس الاول الثلاثاء احتفالية بهذه المناسبة برعاية رئيسة جمهورية الارجنتين كرستينا فردناندز وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس (أجفند)، وفي كلمة ألقاها الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز، نيابة عن رئيس(أجفند)، أعرب عن تفاؤله بالتطورات المهمة التي تشهدها قارة أمريكا الجنوبية، وتوقع أن تفتح آفاقاً رحبة من التعاون مع العالم العربي. وقال: إن الخطوات الواسعة التي قطعتها القارة في التحول السلمي نحو الديمقراطية من شأنها أن تعزز التقارب بين المجموعتين. وفي غضون ذلك أكد سموه المعايير الإنسانية للعمل التنموي الذي يقوده عبر (أجفند)، وقال إن المجهود التنموي لهذه المنظمة - المصنفة ضمن أنشط المنظمات الإقليمية - سيظل يركز على "نبذ التمييز بين الشعوب على أساس العرق، أوالدين، أو الهوية الثقافية، أو العقيدة السياسية". ووصف الأمير طلال الجائزة العالمية التي يمنحها (أجفند) سنوياً للمشروعات التنموية الرائدة بأنها "تأصيل لمفهوم محورية الإنسانية في التنمية". وأكد أن إسهام الجائزة في مكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر هي تعزيز لقيم الفضيلة، والسلام والتعايش. و قال سموه إن استراتيجية (أجفند)، منذ تأسيسه في ثمانينيات القرن الماضي تتمحور حول إعلاء شأن إرادة التغيير المستمر بما يضمن ترسيخ المفاهيم والقيم الإيجابية وما يستلزم من انفتاح متبصر على التجارب الإنسانية. ومؤكداً أن الإنسان هو منطلق التنمية ومنتهاها، أوضح الأمير طلال منظوره للتنمية بقوله "إن المفهوم الواقعي والعصري للتنمية ليس مجرد أرقام وإحصاءات صماء عن معدلات الإنتاج، ودخل الفرد، والناتج القومي، بل عملية حضارية شاملة لمختلف أوجه الحياة بمكوناتها الاقتصادية والاجتماعي والثقافية، لتحقيق قدرة مستمرة ومتجددة لتأمين آفاق أفضل لرفاهية الإنسان وسعادته". ومشيراً إلى أن موضوعات الجائزة هذا العام 2008خصصت للمشروعات المميزة في مكافحة الإعاقة البصرية، أوضح سموه أن دور جائزة أجفند لا يتوقف عند مجرد لفت الانتباه إلى المشروعات الرائدة . بل دورها أساسي في ما وصفه ب "الاستنبات التنموي"، الذي يتم عن طريق دعم وتنفيذ مشروعات جديدة تحاكي المشروعات الفائزة، أو تطوير مشروعات قائمة، أو الاستفادة من الأفكار المبدعة التي تكشفها آلية الجائزة، لتأسيس شراكة تقوم عليها مشروعات أكبر من حيث الشرائح المستفيدة، وأعمق تأثيراً من حيث البعد التنموي. وأشاد الأمير طلال في كلمته بالتحولات التي تشهدها أمريكا الجنوبية، ووصف ذلك بأنه مما يبعث على التفاؤل ".. خاصة في التحول نحو الديمقراطية، وأن بلدان القارة تأخذ موقعها في الحراك العالمي، بعد تقلص ظل الحكم الديكتاتوري فيها، وانحسار ثقافة الانقلابات العسكرية الدموية". وقال إن الوطن العربي عانى من تلك الآفة ولا تزال تداعياتها تعصف بالثابت والمتغير حضاريا وثقافيا . ومهنئاً الشعب الأرجنتيني بالانتخابات الديمقراطية، قال سموه إن العالم يراقب التطورات في بلدكم، ونتائج تطبيق المبادئ والشعارات الطموحة التي ترفعها الرئيسة كرستينا لتوسيع الخيارات أمام شرائح المجتمع، ومكافحة الفقر والحرمان، والمضي بثبات وحزم في معالجة مضاعفات الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي حلت بالبلاد عام 2001، وأثرت بعمق في المجتمع الأرجنتيني. وقال الأمير طلال إن "قطاف الخطوات التي يتطلع إليها الشعب الأرجنتيني بأمل عريض مرهون بتعزيز الديمقراطية، ومواصلة السياسات التي أطلقت النمو الاقتصادي، وأبرزت سجلات الأرجنتين في مجالات تنمية المرأة، وتعظيم دور المجتمع المدني، وبرامج الطفولة، ومكافحة التهميش الاجتماعي، والأيدز". واستشرف الأمير طلال تعاوناً تنموياً ناجحاً بين الأرجنتين وبرنامج الخليج العربي مشيراً إلى "أن القواسم المشتركة بين توجه الأرجنتين ورؤانا التنموية في (أجفند) تجعلنا نتطلع إلى تعاون أكبر في رهان الرفاه والتنمية، وتحقيق العدالة الاجتماعية بمفهوم مؤسسي، ومواجهة مضاعفات العولمة". وقال إن هذا التعاون المأمول يجد أرضيته المهيأة في انفتاح شعب الأرجنتين على الآخر، الذي تجلى في التعامل الحضاري مع الحضور العربي، والحفاوة بالهجرات العربية التي أوجدت جالية نشطة اندمجت في المجتمع الأرجنتيني وانصهرت فيه، وأسهمت في نهضته.