على رغم من حالة الإحباط التي يعيشها شباب تخرجوا أخير من مخرجات التعليم المختلفة، إلا أن التفاؤل كان سيد الموقف مساء أول من أمس، إذ شاهد نحو 250شابا إضافة لشخصيات دينية واجتماعية، حضروا لمقر جمعية القطيف الخيرية عشرات الشركات والمؤسسات الخاصة التي بعثت مندوبيها ورؤساء أقسامها كي توظف وتدرب القدر الأكبر من خلال "ملتقى التوظيف الثاني" الذي تنظمه عشر جمعيات خيرية في محافظة القطيف. والملتقى الذي وظف العام الماضي نحو 450طالبا للعمل حضرته ثماني شركات، بينها شركات وطنية عالمية وثماني مؤسسات تعرض المئات من الوظائف، ورجح مسؤولو لجان التوظيف في الجمعيات زيادة عدد الشركات، وبخاصة أن الملتقى يتلقى طلبات التوظيف بدءا من (الثلاثاء) ويستمر لمدة يومين آخرين. وشدد المتناوبون على منصة الإلقاء على أن باب الأمل مفتوح أمام طالبي العمل، وبخاصة أن سوق العمل السعودي يعمل به نحو 8ملايين أجنبي، وفقا لأمين الغرفة التجارية عدنان النعيم، وأضاف في كلمته "إننا في الغرفة ندعم السعودة أكثر من أي وقت مضى"، مشيرا لفوز الغرفة بجائزة السعودة التي ستكرم بسببها الأسبوع المقبل من قبل وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز. ورأى النعيم أن الفرد السعودي عامل فاعل ويمكن أن يحتل المناصب الإدارية في الشركات العالمية، معللا ذلك ب"الكفاءة العالية التي يتمتع بها الفنيون والعمال والإداريون السعوديون"، مستدركا "لابد أن نعرف أن ما يعانيه الشباب من بطالة يعود لمخرجات التعليم، وليس لعدم توفر فرص وظيفية لأن سوق العمل يعمل به نحو 8ملايين أجنبي، فأين هي البطالة في الوظائف"، مشددا على ضرورة تطوير التعليم الفني الذي يخدم من خلاله سوق العمل في الشركات التي تريد شبانا مؤهلين. وأبدى تأسفه لعدم رعاية الغرفة للملتقى، وقال: "إن مشاركتنا ستكون فاعلة عبر تدريب أي شاب مجانا يتقدم لنا في الغرفة"، وزاد "إن التوظيف يمثل جزءا هاما من اهتمام الغرفة التجارية، إذ يعتبر مسؤولية الجميع وليس الدولة فقط"، مشيدا بدخول الجمعيات الخيرية على المعادلة، وقال: "إن جمعيات القطيف الخيرية تؤسس لعمل خيري جديد، وهي تسهم في حل البطالة عمليا". وعن نشاط الغرفة التجارية ومدى انعكاسه على طالبي العمل في القطيف قال النعيم: "نبدي اهتماما واسعا بالمحافظة فهي مهمة وكبيرة وعدد سكانها في ازدياد"، مضيفا ل"الرياض" "سنعمل عبر فرعنا على توسعة شاملة فيها، منها ما هو صناعي، تجاري، اجتماعي وثقافي، وما يتعلق بالموارد البشرية". ورأى أن على رجال الأعمال في القطيف التواصل مع فرع الغرفة، "إذ لا بد أن يأتوا ويشرحوا لنا أفكارهم، ويزودونا بنوعية المشاريع التي تخدم مجال السعودة في المحافظة"، مشيرا إلى أن اللجان الدائمة في الغرفة التجارية هي التي توصل صوت رجال الأعمال إلى الدولة لخدمة المشاريع التطويرية، خاتما برسالة "أينما يكون فيه عمل يوجد فرع للغرفة ويجب أن يفعل". من جانبه شدد مدير إدارة التربية الخاصة التابعة لإدارة التعليم (بنين) في المنطقة الشرقية مبارك الدوسري على أهمية عقد مثل هذه اللقاءات التي تحد في شكل عملي من أرقام البطالة، مشيرا إلى أن حضوره جاء بهدف إيجاد فرص وظيفية مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة في الشركات التي تتلقى طلبات التوظيف. وعبر غير مشارك في الحفل الذي رعاه محافظ القطيف سعد العثمان عن تفاؤلهم الكبير بنجاح ملتقى التوظيف الثاني، وقال رئيس الملتقى حسين الربيعة: "نسمع كثيرا بالسعودة، بيد أن المشكلة تكمن في عدم وجود تنسيق بين طالبي العمل والقطاع الخاص"، مشيرا إلى أن أهداف الملتقى تشدد على رفع هذه الفجوة كي يساهم الجميع بشكل عملي في السعودة، وعن الملتقى قال: "إن مسؤولي الجمعيات لديهم رؤية واضحة تحمل أهدافا استراتيجية من الممكن أن تسد احتياجات الشركات، مشيرا إلى أن رسالة الملتقى تكمن في إيجاد وظائف لطالبي العمل".