شاعر المليون ظاهرة ثقافية جديدة ذات وجهين الوجه الأول ايجابي وثقافي يتبارى فيه الشعراء لحمل البيرق ويتحملون كل المشقات لنيل الشرف الوهمي من وراء هذا البيرق. والوجه الثاني سلبي لما يحمله من نعرات جاهلية ونزعات قبلية وقد ذكرت تلك السلبيات في مقال بعد نهاية الدورة الأولى من هذا البرنامج نشر بجريدة الرياض بعنوان "شاعر المليون وفزعة القبيلة" بتاريخ 7ربيع الأول 1428ه الموافق 26مارس 2007م. الا ان ما حدث يوم الثلاثاء الماضي بتاريخ 2008/4/3م كان بحق انتكاسة كبرى لهذا البرنامج الذي وجد فيه المشاهد الخليجي متعة زائفة انتهت بظلم واضح لفارس الشعر ناصر الفراعنة. وكلامي هذا يؤكده نتيجة لجنة الحكم وكذلك الجمهور المتواجد بمسرح شاطئ الراحة من خلال التصويت الالكتروني وعبرت عنه جلياً المذيعة دارين عندما قالت "أنا ماني مصدقة" نعم يا أخت دارين لست الوحيدة التي لم تصدق هذا فالجمهور الذي حضر تلك الأمسية عندما سألته قبل فتح المظروف قال ناصر وكرر ذلك مراراً الا ان هناك خلف الكواليس أصابع خفية لسان حالها يقول لا للسعوديين مؤكدين بذلك انه لا يزال يوجد في عالمنا العربي عقدة النقص حتى في البرامج الترفيهية فهل يعقل ان تجتمع شعوب او أصوات او اشخاص ليظلموا شخصاً مبدعاً ردد أطفالهم قبل كبارهم أشعاره وقصائده وانا في هذا المقال أوجه أربع رسائل. الأولى لسمو الشيخ محمد بن زايد وأقول له لقد شوه من يقف خلف الكواليس برنامجك فانتبه لهذا اذا أردت النجاح والاستمرارية لهذا البرنامج. الثانية للجنة التحكيم وأقول لهم كان الأجدر بأن تكون أصوات الجمهور لا تتجاوز 25% لكي تحافظوا على نزاهتكم وقراركم الذي يعتمد على الخبرة وليس للجمهور الذي يحكم عواطفه قبل ضميره الا اذا أردتم زيادة الدخل لقناة أبوظبي من خلال التصويت. الثالثة للشعراء السعوديين بعدم المشاركة في هذا البرنامج في دورته القادمة لكي لا يتعرضوا لما حصل لناصر الفراعنة. الرابعة للشاعر ناصر الفراعنة وأقول له لقد خسرت اللقب ظلماً وكسبت القلوب عدلاً وأنا اعتبر هذا الظلم هو الانطلاقة الكبرى لشاعر العصر ناصر الفراعنة لأن المعاناة تزيد الشاعر العادي نضوجاً وتألقا فما بالك بشاعر بمقام وخبرة ناصر الفراعنة. واخيراً اذكر الجميع بقول الله (وقفوهم إنهم مسؤولون). @ استشاري اول طب وجراحة العيون رئيس قسم التنسيق الطبي وأهلية العلاج مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون