نادية بنت خالد الدوسري سيدة الأعمال في مجتمع المنطقة الشرقية تدرجت في عمل القطاع الخاص وخاضت تجارب دولية في مجال التسويق والتصنيع والتجارة، ومن ثم استقلت وقامت بتأسيس شركة "السيل الشرقية"، وتملك حاليا الخبرة والقدرة من خلال امتلاكها بالشراكة رخصة تجارية في تدوير الحديد وتركيب الموازين الثقيلة. أوضحت من خلال حوار مبسط مع "الرياض" أهم مطالب سيدات الأعمال قائلة أن المطلب الأساسي الذي نتمنى أن يتحقق على ارض الواقع هو إيجاد قوانين ومحاكم على مستوى عالمي يليق بمكانة المملكة اقتصاديا. وقالت الدوسري أن من ابرز المعوقات التي تواجه سيدات المال والأعمال بالإضافة إلى رجال الأعمال أيضا هي نفسها التي يواجهها رجال الأعمال وهو عدم وجود قوانين تجارية مكتوبة موثقة وغير خاضعة للأهواء الشخصية. وأضافت أن مع تنامي دور المرأة في المملكة وتشجيع خادم الحرمين لها في جميع المحافل أصبح هناك حتمية تاريخية ومصيرية لوجود المرأة ومشاركتها في جميع المجالات، ولأن سيدات الأعمال أيضا في تنام شديد مع وجود الدعم من جميع الأطراف الحكومية والمحلية فهناك أيضا حتمية لوجودها كعضو فعال في الغرف التجارية، وعن خوضها لتجربة جديدة في انتخابات غرفة الشرقية اكتفت بقولها "لكل حادث حديث". فإليكم المزيد من التفاصيل.... @ "الرياض": في البداية كيف بدأت سيدة الأعمال نادية الدوسري مشوارها في مجال المال والأعمال؟ - "نادية": كانت بداياتي في شركة تسويق في ظل إدارة أجنبية واستمر العمل بالإضافة إلى استفادتي لمدة خمس سنوات من خبرة عالمية في تركيا واليونان وبريطانيا وأمريكا وغيرها، كل هذا قبل مشاركتي في شركة السيل الشرقية للحديد لأنني مؤمنة أن التدريب العالمي مهم لمن يطمح للوصول للقمة، ولذلك فان دخولي العالم الصناعي والحديد بالذات ليس ألا عتبة جديدة في طموحي ولو عرض على شيء أعلى وأكثر تحديا من ذلك فلن أتردد. المسألة شخصية لا أكثر ولا اقل. @ "الرياض": هل هناك مشكلات تواجهينها مع البنوك المحلية، المجتمع، هيئة الاستثمار، الغرفة التجارية؟ - "نادية": اعتقد ان السؤال يجمع عدة محاور وسأحاول الرد عليها كل على حدة: أولا البنوك تعني لي شيئين الثقة والخدمة.. ونحن في شركة السيل نتعامل مع معظم البنوك المحلية والعالمية حسب مصلحتنا الاستثمارية واعتقد أن خدماتها متميزة جدا. المجتمع... كلمة مطاطة تحوي العديد... فهناك المجتمع الأسري وأنا بحكم كوني خليجية وسعودية فان عائلتي تمتد حول ذلك كله... وقد وجدت كل الدعم والتشجيع والفخر كونني من أوائل الصناعيات في الخليج وفي المملكة العربية السعودية بالذات... أما مجتمعي الثاني فهو محيط الصداقات الذي يمتد حول العالم كله.. واعتبر أن العالم ملك للجميع وليس هناك ملكية حقيقية لأي احد، وإنما مجرد تكليف وحراسة تاريخية تجود أحيانا وترتبك أحيانا.. واعتز بصداقات الفكر والروح وهي الأعلى والأسمى.. ومشاكل تلك الصداقات هي في متعة الاختلاف والتجديد اليومي. وهناك مجتمع العمل (الصناعة والتجارة) وهو مجتمع قائم على المصالح المشتركة وبالرغم من صعوبته ففيه الكثير من المتعة والتحدي خصوصا، وإنني اعتبر كل يوم هو لعبة شطرنج قد اخسر وقد اربح وفي كلا الأمرين هي متعة.. لا تهمني المعوقات فهي موجودة في كل مكان ونحن خلقنا لها ومن لا يستطيع ينسحب فالتجارة والصناعة ليست وظيفة أما الغرفة التجارية وبالذات في المنطقة الشرقية تطورت كثيرا منذ نشأتها وأنا اعتز كثيرا بالقسم النسائي وخصوصا الجديد بقيادة المتميزة هند الزاهد التي تركت بصمة مميزة بالرغم من صغر عمرها وتجربتها. @ "الرياض": هل هناك نية للترشيح للفترة المقبلة في الغرفة التجارية والصناعية؟ - "نادية": لكل حادث حديث... كوني أول مرشحة لانتخابات الغرفة التجارية في الفترة الماضية هو في حد ذاته تجربة لا تنسى وخبرة لا يمكن الاستهانة بها... ولكن الأهم هو تعاون رجال الغرفة أنفسهم فقد كان السبب في المرة السابقة هو تأخر دخول السيدات بعد اكتمال القوائم للكتل.. أما الآن فالأنظار معلقة ومصوبة لهم ونحن في أولها.. وتفاؤلي شديد بالشيخ عبدالرحمن الراشد رئيس مجلس غرفة الشرقية، كونه من هذه المنطقة ونشاطه غير محدود وتفاؤلي الأكبر والأهم بسمو أمير المنطقة حفظه الله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد ونظرته السباقة دائما في دعم المرأة. @ "الرياض": يفتقد مجلس الغرفة بالشرقية إلى وجود العنصر النسائي هل اثر ذلك على مطالبات سيدات الأعمال وحل بعض المعوقات التي تواجهن؟ - "نادية": مع تنامي دور المرأة في المملكة وتشجيع خادم الحرمين لها في جميع المحافل هناك حتمية تاريخية ومصيرية لوجود المرأة ومشاركتها في جميع المجالات... ولأن سيدات الأعمال أيضا في تنام شديد مع وجود الدعم من جميع الأطراف الحكومية والمحلية فهناك أيضا حتمية لوجودها كعضو فعال في الغرف التجارية خصوصا من تملك الخبرة والقدرة واليوم امتلك بالشراكة رخصة تجارية في تدوير الحديد وتركيب الموازين الثقيلة ورخصة صناعية للمصانع الجديدة التي بدأنا فيها. @ "الرياض": ما هي ابرز المعوقات التي تواجه سيدة الأعمال بالمنطقة الشرقية خاصة والمملكة بشكل عام؟ - "نادية": ابرز المعوقات هي نفسها التي يواجهها رجال الأعمال وهو عدم وجود قوانين تجارية مكتوبة موثقة وغير خاضعة للأهواء الشخصية. @ "الرياض": من وجهة نظركم ما هي الحلول السريعة والتي يمكن تطبيقها؟ - "نادية": هناك من يستهلك الكثير من وقت الدولة في حلول غير منطقية كون من يناقشها هو أصلا ليس من طبقة التجار والصناع ولكي ندفع بعجلة الاستثمار الجديدة من المنطقي جدا فصل المحاكم التجارية واستيراد قوانين دولية مطبقة في دولة صناعية متفوقة مثل اليابان وسنغافورا وغيرهم وتفصيلها حسب حاجات السوق والشرع أيضا... @ "الرياض": نلاحظ أن نادية الدوسري استثمرت في مجال بعيد جدا عن الطابع المعتاد من سيدات الأعمال لماذا؟ الحقيقة إنني عملت في شركة تسويق وإدارة أجنبية قبل مشاركتي في السيل الشرقية للحديد لأنني مؤمنة أن التدريب العالمي مهم لمن يطمح للوصول للقمة وقد استفدت ولمدة خمسة سنوات من خبرة عالمية في تركيا واليونان وبريطانيا وأمريكا... ولذلك فان دخولي العالم الصناعي والحديد بالذات ليس إلا عتبة جديدة في طموحي ولو عرض على شيء أعلى وأكثر تحديا من ذلك فلن أتردد. المسألة شخصية لا أكثر ولا اقل. @ "الرياض": تتميز المنطقة الشرقية بوجود المصانع والشركات المتخصصة في البتروكيماويات.. ولكن نلاحظ أن سيدات الأعمال يتجهن إلى قطاعات أخرى لماذا؟ - "نادية": الخوف من التجربة هو المعوق الأكبر للرجل والمرأة، فسيدات الأعمال لم يخضن تجارب في مثل هذه المجالات المتخصصة في البتروكيماويات من قبل، حتى يكون هناك تجربة من خلالها يمكن تفادي المشكلات والمعوقات. @ "الرياض": هل تواجهن مضايقات من رجال الأعمال والمستثمرين في قطاع البتروكيماويات؟ لم أواجه مضايقة من الرجال في أي مجال... الاحترام لا يطلب بل يفرض والرجل المحترم يقدر المرأة المحترمة في أي مجال... المشكلة بعض الأحيان وليس عندنا هنا فقط بل في العالم كله هو عدم النضج وخلط الأوراق.. وأنا مؤمنة بان من له هدف ويسعى وراؤه سوف يحصل عليه. @ "الرياض": هل تؤيدين دخول الشريك الأجنبي وخصوصا في مجال سيدات الأعمال؟ - "نادية": الاقتصاد الناجح هو دراسة ورؤية مستقبلية منفتحة وغير ذلك هو تخلف والعالم اليوم سياسة اقتصادية منبسطة مترابطة والشريك الأجنبي حتمي بل ومهم لأننا نحتاج للخبرات والتقنية والانفتاح @ "الرياض": تفتقد المنطقة الشرقية إلى المؤتمرات والمعارض المتخصصة في سيدات الأعمال لماذا؟ - "نادية": غير صحيح... فهناك العديد من المعارض والمؤتمرات وربما بعضها صغير ولكنه في التأثير كبير وهناك دعم كبير من أمير المنطقة حفظه الله محمد بن فهد عبر صندوقه المميز وكذلك دعم صندوق عبداللطيف جميل والمئوية ومؤسسات محلية وحتى دولية مثل المركز التجاري البريطاني السباق في خلق دورات مجانية للسيدات وطبعا الدور المميز للغرفة التجارية الصناعية في الشرقية. @ "الرياض": ما هو تقييمكم لوضع سيدات الأعمال في الفترة الحالية؟ - "نادية": مشجع جدا فالمرأة السعودية بالخصوص والخليجية بالعموم قوية وطموحة وقد كنت ولازلت اعتز بقصة أرويها للوفود التجارية النسائية الأجنبية أن المرأة العربية قوية وطموحة وكانت تسابق الخيالة في المعارك تحديا لشبابها بل إن بنت شيخ القبيلة تكون في قائمة الخيالة.. ونحن بنات هذا الوطن... قويات، طموحات، ملتزمات بديننا. @ "الرياض": أخيرا... مطلب أساسي تتمنى سيدة الأعمال بالمملكة تحقيقه؟ - "نادية": من ابرز المطالب الأساسية التي تتمنى أي سيدة أعمال على مستوى المملكة تحقيقها بالرغم من المعوقات التي تواجه المستثمرات في المملكة هي إيجاد قوانين ومحاكم على مستوى عالمي يليق بمكانة المملكة.