بعد الزوبعة التي أحدثها معرض باريس للكتاب الذي استضاف (إسرائيل) ضيف "شرف" على المعرض الذي غابت فيه أجنحة الدول العربية التي دأبت على الحضور فيه. يأتي معرض لندن للكتاب ليستضيف ويحتفي منتصف الشهر الحالي بجميع الدول العربية. المعرض الذي ينظمه المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع معرض لندن للكتاب سيقيم برنامجاً ثقافياً ضمن فعاليات المعرض وذلك بحضور أكثر من أربعين مشاركاً من كبار الكُتَّاب والنقاد والمتخصصين في صناعة الكتب والنشر، والذين سيحيون فعاليات ثقافية تسلط الضوء على الأدب العربي وما يزخر به من قوة وتنوع. ويشارك في البرنامج الثقافي مجموعة مهمة من الأدباء والنقاد والشعراء من بينهم بهاء طاهر، وعلاء الأسواني، سعد البازعي، وجلال أمين، يوسف المحيميد، وهشام مطر، ورجاء الصانع، وجين سعيد المقدسي، وأمجد ناصر وعباس بيضون. وذلك عبر سلسلة من الندوات والنقاشات والمناظرات الهادفة إلى تدعيم العلاقات الثقافية مع العالم العربي، وإفساح المجال لعقد لقاءات وحوارات بناءة بين عدد كبير من الكُتَّاب والناشرين والمترجمين والقراء من أنحاء مختلفة من العالم. وفي هذا السياق، تؤكد ليلى حوراني المديرة الإقليمية للتبادل الإبداعي، على أهمية بناء جسور متبادلة بين المبدعين في المملكة المتحدة ونظرائهم في البلدان العربية بقولها "قبل ثلاث سنوات، عندما أطلق المجلس الثقافي البريطاني برنامج الأدب والكتابة الجديدة في المنطقة العربية، كانت علاقة الكُتَّاب والناشرين العرب بنظرائهم البريطانيين تقتصر على قلة محدودة من الطرفين. وكان الاعتقاد السائد لدى الجانب العربي حينئذ هو أن "الغرب ليس مهتماً بكتاباتنا"، أما السائد لدى الجانب البريطاني فكان "قد نكون مهتمين، لكن العالم العربي شديد التعقيد لدرجة أنه يتعذر فهمه والوصول إليه". أما اليوم، فإن أكثر من أربعين كاتباً وعشرات دور النشر العربية سيشاركون في فعاليات معرض لندن للكتاب وسيتواصلون بشكل مباشر مع نظرائهم من بريطانيا والعالم على المستويين الإبداعي والعملي. وتقول سوزان نيكلين مديرة قسم الآداب في المجلس الثقافي البريطاني في لندن: "إن الدافع الرئيسي لتنظيم برنامج ندوات العالم العربي هو تحسين العلاقات الثقافية، في الوقت الذي يسهم معرض لندن للكتاب بتوفير الفرص لبناء علاقات مميزة بين المشاركين من الدول المختلفة. وتضيف إيما هاوس مديرة التنمية الدولية لمعرض لندن للكتاب: "في كل عام، ينتظر زوار معرض لندن للكتاب بحماس الفعاليات الثقافية لبرنامج البلد المستضاف. وفي العام الحالي حشد المجلس الثقافي البريطاني جهوداً وموارد كبيرة لتذليل الصعوبات وجعل الفعاليات الثقافية والمشاركين فيها الأكثر إثارة للاهتمام منذ نشوء البرنامج. ونحن نثمن المشاركة العربية المميزة في البرنامج الثقافي لهذا العام وننتظر الترحيب بضيوفنا من المشاركين العرب في المعرض قريباً". الجدير بالذكر أن المجلس الثقافي البريطاني يعتزم إطلاق موقع إلكتروني يستهدف دور النشر في المملكة المتحدة ليكون بمثابة واجهة لترويج الأدب العربي المعاصر. وسيشتمل الموقع الذي ما زال تحت الإعداد، معلومات حول مئة عنوان عربي مقترحة للترجمة. ويقدم الموقع صورة لغلاف كل كتاب وموجز قصير لمحتواه وتفاصيل الاتصال بمالك حقوق الطبع والنشر لكل عمل أدبي، وعنوان الموقع هو: www.britishcouncil.org/newarabicbooks.