في مساء يوم الثلاثاء الماضي تم انعقاد الاجتماع الأول للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وبحضور اصحاب السمو الملكي وعدد من اصحاب المعالي الوزراء في الجهات ذات العلاقة وأمين عام اللجنة والوطنية لمكافحة المخدرات، وقد تحدث سمو الأمير نايف - يحفظه الله -، عن واحدة من اهم القضايا التي تشغل بال الكثير من قادة دول العالم وكذلك الشعوب والمجتمعات. لقد تحدث سموه عن قضية المخدرات.. بأسلوبه المميز.. وحنكته المعهودة.. ودبلوماسيته الرصينة.. وعباراته المختارة بدقة متناهية.. وبأبوته الحانية.. حول مدى خطورة المخدرات التي باتت تزداد تجارتها على المستوى الدولي وتتفشى أخطارها.. والأمراض الناتجة عنها.. والمآسي والويلات التي تسببها تلك الآفة لكثير من الافراد والأسر. وربط سموه هذه القضية بشبكات الإرهاب وغسيل الأموال والجريمة، حينما اشار الى ان وزارة الداخلية ضبطت مئات الملايين من الحبوب المخدرة وأطناناً من مادة الحشيش المخدر في عمليات استشهد على إثرها اكثر من (400) رجل من رجال مكافحة المخدرات. وقال ان كثيراً ممن قبض عليهم في العمليات الإرهابية كانوا يتعاطون المخدرات.. اضافة الى ان سموه اعتبر ان آفة المخدرات من اخطر الأشياء التي يواجهها المواطن والمجتمع والأسرة. واعتبر سموه ان المخدرات كارثة يجب ابرازها امام الناس ليستشعر المجتمع اننا امام خطر يجب مواجهته بكل حزم وقوة وتخطيط علمي مدروس اضافة الى اهمية اشراك الجانب الإعلامي فيها، حيث إن المخدرات من اخطر الأشياء وأخطر من الحروب والكوارث والزلازل لأنها محدودة، لكن المخدرات خطرها أكثر انتشار وأشدها فتكاً.. مما يتطلب الوضع الى مضاعفة الجهود وبالذات فيما بين الدول خصوصاً وأن هناك اتفاقيات دولية تم التوقيع عليها، واعتبر سموه ان قضية المخدرات قضية دولية تحتاج الى حشد الجهود للعمل على خفض العرض والطلب لمنع انتاجها وتصنيعها وتهريبها. وفي مجمل حديثه اشار سموه الى ان مكافحة المخدرات واجب ديني ووطني، والدولة حريصة على حماية أبناء الوطن ومقدراته من هذه الآفة، وأكد سموه ان لدينا مشكلة وأن نكون اكثر واقعية بالرغم من الجهود التي تبذل من قبل وزارة الداخلية ممثلة بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات وحرس الحدود والجمارك. وأوضح سموه للاعضاء انه أتى الان الدور الريادي للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات خصوصاً بعد صدور قرار مجلس الوزراء الموقر، وترشيح خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - لنا ولكم للعمل في هذه اللجنة ولم يأتي ذلك الا من ادراك خادم الحرمين وسمو ولي عهده - حفظهما الله - لهذه القضية وبذل أقصى الجهود في سبيل القضاء على هذه الآفة والحد من انتشارها بهدف حماية افراد المجتمع من اضرارها. وهناك نقطة مهمة اشار اليها سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - وهي ان بلادنا مستهدفة وهناك اغراء كبير لتجار المخدرات أولئك المفسدون وهم يستخدمون كل الأساليب والحيل لتسريب سمومهم الى البلاد.. ولذلك رأينا بعد ان صدرت العقوبات الشرعية بحق مهربي ومروجي المخدرات وصدور نظام مكافحة المخدرات قمنا برفع المستوى الإداري للإدارة العامة لمكافحة المخدرات الى مستوى قطاع مرتبط بسمو الأمير محمد بن نايف المساعد للشؤون الأمنية، ثم أتى بعد ذلك صدور قرار مجلس الوزراء بتفعيل دور اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات. وأشار سمو الأمير نايف اهتمامه في مكافحة المخدرات حينما قال.. نحن نضرب بيد من حديد لكل من يحاول او يهرب المخدرات، ولنا جهود مميزة في حربنا ضد المخدرات، وتم توقيع اتفاقيات ثنائية ودولية من اجل العمل للحد من مشكلة المخدرات وللمملكة دور فاعل ومؤثر في هذا المجال. بعد هذا الحديث لم ينس سموه دور الجهات الفاعلة في هذا المجال، حيث قال ان الفكر والثقافة والتوعية والوقاية لها الدور الأكبر في تحصين وحماية الأطفال والشباب والفتيات من اضرار المخدرات.. حيث اكد سموه على الدور الرئيس الذي تلعبه وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي باعتبار التربية والتعليم من اهم المجالات في تربية النشء وترسيخ القيم لدى الأطفال والمراهقين والشباب. وأوضح انه من المهم اختيار نوعية المعلمين والمعلمات وان يكونوا على مستوى الفهم والإدراك حتى يكونوا قدوة لطلابهم وطالباتهم. منوهاً سموه بكلماته الجوهرية الثمينة النابعة من قلب مخلص لوطنه بأن تكون هناك برامج علمية مدروسة تقدم في المدارس والكليات، كما حرص سموه على توجيه الاهتمام للدور الذي تلعبه الوسائل الإعلامية في مجال التوعية بأضرار المخدرات ويمكن تقديم رسائل وبرامج تثقيفية وتوعوية يمكنها ان تخدم هذه القضية باعتبار ان وسيلة التلفزيون والإذاعة والصحافة وكذلك الانترنت والهواتف المحمولة من الوسائل المهمة في توعية الأسر والأفراد ويمكن ان تكون من الوسائل الوقائية بعدم إيقاع الشباب في براثن المخدرات. وأشار سمو الأمير الى دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب والأندية الرياضية وأهميتها في هذا المضمار باعتبار ان رعاية الشباب هي احدى الجهات المسؤولة عن رعاية وتثقيف أبنائنا. وأكد سموه على اشراك جميع الجهات المعنية وخصوصاً أجهزة مكافحة المخدرات ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام تحت مظلة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وتنفيذ البرامج والمشاريع بشكل علمي مدروس وحسب ماهو مخطط لها بهدف توعية افراد المجتمع وتثقيفه وتعريفه بأخطار آفة المخدرات. كما اشار سموه بأن الأهم ان نستطيع دراسة وتسجيل النتائج التي قمنا بها في نهاية كل عام لنستطيع تقويم تلك البرامج والمشاريع وتطويرها، وبالتالي يمكننا ان نحقق اهدافنا التي نصبو اليها جميعاً بإذن الله وهو الحد من هذه المشكلة والقضاء عليها. لقد تحدث سموه بكلمات وتوجيهات ضافية وقيمة تحتاج من جميع المسؤولين في الوزارات والجهات المعنية استشعار المسؤولية والأمانة الموكلة اليهم والمشاركة والمساهمة الفاعلة في حماية هذا الوطن من خطر المخدرات، حفظ الله لنا سموه من كل شر، وحفظ هذا الوطن من كل مكروه، وكفانا شرور المخدرات ومصائبها. * مدير عام البرامج الوقائية والتأهيلية