عندما نتحدث عن إدمان الإنترنت فإن الصورة التي تتبادر للذهن هي صورة شخص يمضي الساعات أمام الشاشة يمارس الألعاب أو يتفرج على مواقع الترفيه أو التجول في غرف (الشات). ولهذا السبب تلجأ الشركات إلى حجب هذه المواقع على شبكاتها لمنع العاملين من الدخول على مواقع لا علاقة لها بالعمل. المشكلة أن هناك أنواعا أخرى من مدمني الإنترنت أشخاص يمضون 5- 6ساعات يتجولون على مواقع الإنترنت أثناء ساعات العمل.. وتقول الدراسات إن شخصاً واحداً من كل 8أشخاص لديهم علامات على إدمان الإنترنت لكن كثيرين لا تتم ملاحظة إدمانهم أثناء العمل. وتقول الدراسات إن هؤلاء المدمنين غير الظاهرين يكلفون الشركات الكثير من ناحية الأموال والإنتاجية. إن حجب المواقع الخاصة بالترفيه والمغامرة والألعاب خطوة مهمة لكنها مجرد خطوة واحدة للحد من سوء استخدام الإنترنت من مواقع العمل. فالأمر يحتاج لعدة خطوات منها: - تعليم المديرين والموظفين دلائل استخدام الإنترنت. - وضع سياسات أفضل فيما يتعلق بما يتوقعه أصحاب العمل من استخدام موظفيهم للإنترنت. - إيجاد معالجات للموظفين الذين يثبت إدمانهم للإنترنت في أوقات العمل. ويقول الخبراء إن الشركات لم تفعل الكثير بشأن سوء استخدام الإنترنت فقد يوجد موظف يمضي 20- 30ساعة في الأسبوع يتجول عبر الشركة دون أي عقاب بينما يطرد موظف ضبط لمرة واحدة وهو يتفرج على موقع جنسي، والمفارقة هنا أن الموظف الأول هو الذي كلف الشركة أكثر من حيث الإنتاجية. وتقول بعض الدراسات إن نحو 30-40% من استخدامات الموظفين للإنترنت، لا علاقة لها بالعمل. واعترض عدد كبير كبير من الموظفين أنهم يراجعون معاملاتهم المصرفية ويضعون خطط السفر والتسوق ويبحثون عن الوظائف باستخدام الشبكة أثناء الدوام. وأشار تقرير نشر 2007م إلى أن متوسط استخدام الموظفين للكمبيوتر بالمكتب في نشاطات لا علاقة لها بالعمل الرسمي يقدر ب 75دقيقة وإذا كانت الساعة تكلف 20دولاراً فإن الخسارة من الإنتاجية للموظف الواحد تقدر ب 6.250دولارا سنوياً.