وصل وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد صباح امس الجمعة إلى الموصل (370 كلم شمال بغداد) في زيارة مفاجئة للقوات الاميركية المتمركزة في العراق عشية عيد الميلاد. وقال رامسفيلد للصحافيين الذين رافقوه في الطائرة ان «الهدف من هذه الزيارة هو بالتأكيد توجيه الشكر للجنود وتهنئتهم بعيد الميلاد». وتوجه رامسفيلد في الساعة.5,3 بالتوقيت المحلي إلى مستشفى عسكريا يبعد نحو كيلومترين عن الخيمة التي قتل فيها 22 شخصا بينهم 14 عسكريا اميركيا وجرح سبعون آخرون في اعتداء انتحاري الثلاثاء. ومنذ ذلك الحين، نقل معظم الجرحى إلى مستشفى اميركي في المانيا او عادوا إلى وحداتهم. واشاد رامسفيلد بالعاملين في المستشفى وتبادل معهم التهاني بعيد الميلاد ثم تناول وجبة الافطار مع الجنود. ولاسباب امنية، لم يعلن مسبقا عن هذه الزيارة التي اكد رامسفيلد انها مقررة منذ اسابيع. وبعد ذلك، توجه رامسفيلد إلى مقر قيادة اللواء الاول للفرقة الخامسة والعشرين لمشاة الجيش الاميركي في احد قصور الرئيس السابق صدام حسين، حيث القى كلمة امام حوالي240 جنديا ووافق على الرد على اسئلتهم التي تناولت خصوصا مدة خدمتهم. وطرح احدهم سؤالا عن طريقة «كسب الحرب على جبهة وسائل الاعلام». وردا على هذا السؤال اثار رامسفيلد ضحكا في القاعة بقوله «يبدو ان هذا السؤال لم يسربه صحافيون»، في اشارة إلى سؤال طرحه جندي بعد ان اعده له صحافي، خلال زيارته الاخيرة إلى الكويت. وعبر وزير الدفاع الاميركي عن اسفه لان وسائل الاعلام تنقل بشكل رئيسي الانباء السيئة من العراق، لكنه شدد على مزايا الاعلام الحر. وانتقد بشدة «بعض وسائل الاعلام في المنطقة التي تنقل بشكل منهجي انباء غير دقيقة بسوء نية»، موضحا ان ذلك يضر بجهودنا في الحصول على دعم الدول المجاورة. كما أكد رامسفيلد انه على الرغم من أن الوضع في العراق في ظل الهجوم الاخير على مدينة الموصل يبدوا كئيبا الا أنه على ثقه بأن القوات الامريكية ستتغلب على المقاتلين العراقيين، «على حد قوله». ونقلت شبكة (بي بي سي) الاخبارية البريطانية امس الجمعة عن رامسفيلد قوله للجنود في الموصل انه يتعين على الجنود الامريكيين أن يدركوا أنهم يقومون بعمل بالغ الاهمية. وأضافت الشبكة أن زيارة رامسفيلد المفاجئة للعراق تأتي في وقت تتصاعد فيه المخاوف بشأن أمن القوات الامريكية في مدينة الموصل ... موضحة طابع الهجمات التي ينفذها المسلحون والتي يتنكرون فيها بزي قوات الامن والشرطة العراقية جعلت الجيش الامريكي لا يستطيع تمييز اعداءه من اصدقائه «على حد وصف الشبكة». وأشارت الشبكة إلى أن التحقيقات التي اجريت بشأن الهجوم الاخير على الموصل أكدت ان الانتحاري الذي نفذه كان يرتدي بزة عسكرية عراقية.