شن الطيران الحربي الامريكي الليلة قبل الماضية وفجر امس الجمعة غارات جوية كثيفة استهدفت مواقع وتحصينات المسلحين في وسط وجنوب شرق الفلوجة حيث شوهدت سحب الدخان تغطي سماء المنطقة في الوقت الذي تجري عمليات محدودة لاعادة النازحين من المدينة الى ديارهم في اطار برنامج زمني ابتدأ منذ صباح الخميس. وأبلغ شهود عيان «ان مقاتلات حربية امريكية قصفت بعنف الليلة الماضية وفجر اليوم مواقع وتحصينات للمسلحين في احياء الجبيل والعسكري والشهداء والجعيفي حيث شوهدت سحب من الدخان تتصاعد في سماء المنطقة كما جرى تبادل لاطلاق النار بين المسلحين والجيش الامريكي». من جهة اخرى قام الجيش الامريكي صباح امس الجمعة بفتح منافذ جديدة لاستيعاب اكبر قدر ممكن من النازحين من العودة الى ديارهم في حي الاندلس وفق الجدول الذي اعدته الحكومة العراقية المؤقتة وشوهد المئات من الاهالي قرب هذه المنافذ التي تقع في منطقة الشجر شمال شرق الفلوجة واخر على الجسر القديم بالقرب من مستشفى الفلوجة العام الذي يسيطر عليه الجيش الامريكي منذ شهرين. وبحسب شهود عيان فإن الجيش الامريكي اطلق امس الجمعة 45 معتقلا من اهالي الفلوجة بينهم سوداني وآخر اردني اعتقلوا خلال اجتياح الجيش الامريكي للمدينة منذ شهرين. وبحسب شهود عيان فإن من عادوا حصلوا على بطاقات صفراء اللون تسمح لهم بالدخول الى منازلهم في حي الاندلس حصرا وعدم الذهاب الى اية مكان آخر في الفلوجة. وقال علاء محمد (40 عاما) احد النازحين الذين عادوا الى منازلهم لا اعتقد انني سأقضي ليلتي هنا انها مدينة موحشة والدمار يخيم عليها وانها ساحة حرب وليس مكان آمن للسكن». وقال ضابط في الحرس الوطني العراقي طلب عدم ذكر اسمه «المدينة ما زالت تشهد اعمال عنف والمسلحون بداخلها ومن الصعوبة توفير الأمن لمن يعود ». واضاف «لقد تم تطبيق حظرا للتجوال في المدينة من الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صباحا ». (5) فصائل تتحد على الصعيد نفسه وزع مسلحون الخميس منشورات على مخيمات النازحين من اهالي الفلوجة في مدن الصقلاوية والكرمة والازرقية اكدوا فيها عن اعلان الاتحاد بين الفصائل المسلحة التي تضم انصار السنة وكتائب ثورة العشرين والجيش الاسلامي السري وكتائب الغضب الاسلامي وجيش محمد تحت اسم واحد هو «مجاهدو الفلوجة » لمواصلة المقاومة ضد الجيش الامريكي. من جهتها، ذكرت الشرطة العراقية ومصادر طبية ان عراقيين احدهما طفل يبلغ من العمر ستة اعوام قتلا امس الجمعة واصيب 11 آخرون بجروح بينهم اثنان من عناصر الحرس الوطني في حوادث متفرقة وقعت في شمال بغداد. وأكد الرائد محمد جمعة من شرطة الضلوعية (70 كلم شمال بغداد) ان «عراقيا قتل واصيب أربعة آخرون بجروح خلال اشتباك وقع بين مسلحين مجهولين وعناصر من الحرس الوطني على الطريق المؤدي من الضلوعية الى بلد» 75 كلم شمال بغداد. وأشار الطبيب محمد جعفر الى ان المستشفى العام في بلد تسلم «جثة قتيل سقط بطلقات نارية»، كما نقل اليه «اربعة جرحى». وأوضح المقدم نبيل احمد من شرطة سامراء (125 كلم شمال بغداد) ان «طفلا قتل واصيب ثلاثة عراقيين بجروح عندما انفجرت عبوة ناسفة لدى مرور سيارة نقل على الطريق بين سامراء وتكريت» (180 كلم شمال بغداد). واكد الطبيب وعد جاسم التكريتي ان مستشفى تكريت العام استقبل «جثة طفل في السادسة من عمره وثلاثة جرحى مصابين بشظايا». كما اصيب اربعة عراقيين هم مدنيان وعنصران من الحرس الوطني بجروح في اشتباك وقع في وسط سامراء بين مسلحين مجهولين وعناصر من الحرس الوطني وفق المقدم محمود حمود. وقرب بعقوبة قال شهود ان مسلحين هاجموا مركزين للشرطة امس الجمعة حول بعقوبة الواقعة شمال شرقي بغداد حيث تتزايد المقاومة للقوات الامريكية. وما زال القتال مستمرا في مركز شرطة المفرق الواقع على اطراف بعقوبة. وتعرض مركز شرطة آخر قيد البناء جنوب البلدة لهجوم. وقال مسؤولو مستشفيات انهم لم يستقبلوا أي مصابين جراء هذا القتال الذي شمل القوات الامريكية التي تؤمن المركزين بعربات مدرعة. وقال شهود ان المسلحين استخدموا قذائف صاروخية ومورتر لمهاجمة المركزين. ولم ترد انباء فورية عن وقوع اصابات. وقال الشهود إن القوات الأمريكية شوهدت تقاتل قرب مركز المفرق. اختطاف ثلاثة أكراد على صعيد آخر، اختطف مجهولون مسلحون امس الجمعة ثلاثة أكراد من الاتحاد الوطني الكردستاني وأصابوا رابعا بجروح في سلمان بك (80 كلم جنوب كركوك) كما اكد مسؤول في الحزب الذي يتزعمه جلال طالباني. يأتي هذا الحادث بعد مقتل خمسة اكراد في حادثين منفصلين خلال اربعة ايام قرب كركوك (250 كلم شمال بغداد). وقال رمضان رشيد المسؤول الثاني في الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك «اقدم ارهابيون مجهولون يرتدون زي الحرس الوطني على اختطاف ثلاثة حزبيين من موظفي وزارة الاشغال في كركوك وعلى اصابة آخر بجروح». وأضاف «نصب هؤلاء حاجز تفتيش قرب سلمان بك وعندما وصلت السيارة التي تقل الاكراد الاربعة قادمة من بغداد فتحوا النار عليها فأصابوا محمد عبد الله بجروح». وقال «اختطفوا المهندسون رضا ازاد وفرهاد كاميران وسرداد محمود الى جهة مجهولة». اشتباكات في بهز وفي مدينة بهز اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات امريكية تحاول بناء قاعدة لها في مدخل المدينة ومسلحين مجهولين. وذكرت قناة الجزيرة الفضائية أمس الجمعة انه لم يعرف بعد ما اذا كانت الاشتباكات المتواصلة ادت الى وقوع خسائر أم لا. إطلاق سراح أردني وفي عمان، ذكرت الصحف الاردنية امس الجمعة ان سائقا اردنيا كانت تعتقله القوات الاميركية في العراق، عاد الى الاردن بينما ما زال اربعة زملاء له في العراق في الاعتقال. وقالت الصحف ان السائق الاردني فرحان عدنان حجازي من منطقة الرمثا (شمال) عاد الى بلدته مساء الخميس بعد ان افرجت عنه القوات الاميركية اثر احتجازه مع اربعة سائقين آخرين في احدى القواعد الاميركية بتهمة حيازة اسلحة. ونقلت صحيفة «الرأي» عن حجازي قوله ان «الحرس الوطني العراقي في بغداد اعتقلنا وسلمنا في اليوم الثاني الى القوات الاميركية التي قامت بتغطية عيوننا ونقلنا الى مكان ثان». واضاف ان القوات الاميركية «اطلقت سراحي فقط وبقي زملائي في السجن»، موضحا ان «قوات الحرس الوطني احتجزت السيارات وجوازات السفر عند الاعتقال». من جهتها، نقلت صحيفة «الدستور» عن السائق انه «استعاد شاحنته بعد مفاوضات مع الحرس الوطني الذي سلبها منه وعاد ودفع ثمنها مجددا». واضاف ان «شاحنات زملائه الاربعة لا تزال محتجزة». من جانبها، قالت المتحدثة الرسمية باسم الحكومة الاردنية اسمى خضر «رسميا لم يتم الافراج عنهم حتى الآن»، مضيفة ان «المساعي قائمة بالتنسيق مع القائم بالاعمال في السفارة الاردنية في العراق للافراج عنهم».