بعد شهر واحد فقط من ختام فعاليات "مسابقة أفلام من الإمارات" الأخيرة، تطل علينا فعالية سينمائية أخرى من الإمارات، وبمشاركة سعودية ضخمة كالعادة، تعبر عن شغف مطرد لا يقوضه أي حدود أو إمكانيات. فدولة لا تعرف السينما وتخلو تماماً من صالات العرض مثل السعودية تأتي كثاني أعلى مشاركة في الدورة الأولى لمهرجان الخليج السينمائي بنصيب عشرين فيلما، اثنان روائيان طويلان، وأربعة وثائقية، وأحد عشر فيلماً روائياً قصيراً، وثلاثة أفلام قصيرة للطلبة، وجميعها داخل أقسام المسابقة الرئيسية. في قسم مسابقة الأفلام الخليجية الطويلة، يدخل كل من مأمون البني بفيلم سعودي عنوانه "صباح الليل" للمؤلف والمنتج راشد الشمراني الذي يتكلم عن تجربة "أبو هلال" مع وقائع تاريخية مهمة في التراث العربي، وفيلم الرعب لعبدالله أبو طالب "القرية المنسية" أمام أربعة أفلام خليجية أخرى لنيل الجائزة الرئيسية الأولى البالغ قيمتها خمسين ألف درهم. بينما المنافسة ستكون حامية في قسم الأفلام القصيرة الروائية بفرعها العام. يأتي النصيب الأكبر من المشاركات السعودية في قسم مسابقة الأفلام القصيرة العامة، ضامة مخرجين واعدين وشباب يصنعون أفلامهم لأول مرة، وآخرين كانت لهم تجارب سابقة. ويشارك ممدوح سالم بفيلم "مهمة طفل" عن معاناة طفل ووالدته بعد تخلي الأب عنهما، وعبدالله آل عياف بفيلم "مطر" متحدثاً بلغة سينمائية أصيلة عن فكرة الضياع بشكل عام، وسمير عارف بفيلم "نسيج العنكبوت" الذي يتساءل فيه عن الجريمة والقوانين بطابع أفلام الإثارة. أما فيلم "ما بعد الرماد" لجاسم العقيلي فيتحدث عن متاعب الحياة وصراع ما بعد الموت، وفيلم فانتازيا الحياة "عصافير الفردوس" لمحمد الباشا، وفيلم "لا شيء" الذي يقتنص لحظة هامشية في حياة شخص ما، وفيلم محمد الباتلي "لو" عن شخص يقوم بثورته الخاصه في غرفة النوم، و"شيزوفرينيا" لمحمد آل حمود عن قصة مريض نفسي يبحث في الشوارع عن شخص ما، وفيلم "الباص" لعبدالمحسن الضبعان الذي يحكي معاناة طفل أثناء من المدرسة، ويستعرض عبدالجليل الناصر في فيلم "أفكار مشتتة" عن مستقبل شباب الخليج، وفيلم "وصول" لطلال عايل الحربي عن قصة مرارة شخص تأخر وصوله. ويشارك في قسم الطلبة للأفلام القصيرة، عبدالله الأحمد بفيلم "الهامس للقمر" عن الوحدة القاسية، وبدر الحمود بفيلمين الأول "أبيض وأبيض" عن ردود أفعال المجتمع عن بعض الشخصيات المهزوزة، وفيلم "بلا غمد" عن قصة شخص سجن لجريمة سابقة. وفي خانة الأفلام الوثائقية، تأتي المشاركات غنية هذه المرة، في نوع كان في السابق متجاهلاً نوعاً ما من قبل المخرجين السعوديين، فهذا العام نشهد مشاركة أربعة أفلام تسجيلية، يشارك نضال الدمشقي بفيلم "كبرياء" عن هواية صيد الطيور، وعن قصة إسلام شخص ما في فيلم "الحقيقة" لأسامة الخريجي، ويتكلم فهمي فرحات عن قضايا سعوديين في أمريكا بعد أحداث سبتمبر في "سعوديون في أمريكا"، وتأتي المشاركة النسائية الوحيدة نور الدباغ بفيلم عن مجموعة من خريجي هارفارد يناقشون قضايا المملكة في "ما وراء الرمال". وتعد هذه السنة أضخم سنة ولدت أفلام سعودية، فقبل أقل من شهر كان هناك ثمانية أفلام سعودية أخرى في مسابقة أفلام من الإمارات في أبو ظبي، والآن نشهد عشرين تجربة سينمائية متعددة ما بين التسجيلي إلى الروائي الطويل في مدينة دبي في الدورة الأولى لمهرجان الخليج السينمائي التي ستنعقد في الفترة ما بين 13إلى 18إبريل في مسرح دبي الإجتماعي ومركز الفنون في مول الإمارات.