لقد استمعت كما استمع أبناء وطنك الغالي إلى مضامين كلمتكم السامية في لقائكم السنوي لأعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى واسمح لي يا خادم الحرمين الشريفين أن أقف مع تلك الرؤى والآمال بعض الوقفات -حفظك الله ورعاك -. لقد جسدت في بداية "كلمتك -رعاك الله - وفاء الابن البار لأبيه ورددت الفضل في الأمن والاستقرار في هذه المملكة إلى الله سبحانه وتعالى ثم إلى من تأسست وتوحدت على يديه الجزيرة العربية ودعوت بلسان حالك ومواطنيك بالرحمة والمغفرة له ألا هو مؤسس هذه الدولة المملكة العربية السعودية الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته التي وضعها على مسار من العلم والورع والتقى ومن ثم تابع المسيرة المباركة من بعده أبناؤه البرر رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته، حتى آلت إليك مسؤوليتها فقدتها وولي عهدك الأمين وساعدك وعضيدك سمو ولي العهد إلى مشارف التقدم والرقي في إطار التنمية المتواصلة. يا خادم الحرمين الشريفين ان من أنصت لكلمتكم عرف دون البوح بها بأنها نابعة من القلب وتلاقها القلب لأنها كانت خالصة وصادقة وداعية لاصلاح حقيقي منطلقاً يا خادم الحرمين الشريفين من قول الله سبحانه وتعالى: (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب). فعلى كل الصعد كانت هناك لمسات وقفات تنمية شاملة اقتصاد متسارع تعمل على تطويره ورفع كفاءته مدن صناعية، منشآت عمرانية، مدن جامعية، وجامعات تعليم راق على كل المستويات وحراك ثقافي وابتكارات ومؤتمرات أخرجت المملكة من الدائرة الوطنية إلى الشهرة العالمية والدولية ولم يغب عنكم يا خادم الحرمين الشريفين ان الاستثمار الحقيقي للوطن يكمن في التنمية البشرية وبناء العقول فأكرمتم الموهوبين يسرتم الأمر للمبتعثين. وعلى الصعيد الخارجي جمعت الأشقاء وقاربتم بين الفرقاء - ومددت يد العطاء للمحتاجين. وأحطت الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة بعناية خاصة ورعاية وتوسعة شاملة سيسجلها التاريخ وتتذاكرها الأجيال تلو الأجيال. ثم انتقلت يا خادم الحرمين الشريفين إلى الحياة الاجتماعية والنفسية التي يعيشها الناس جميعاً وأنت تدرك بيقين المؤمن الصادق أن سلوك البشر وتصرفاتهم ليست كلها سواء فيهم من يخطئ ومن يصيب ومنهم المستضعف والقوي وهذه سنن الله سبحانه في خلقه منذ أن خلق الكون فقلت وهذا توجيه للمسؤول وغير المسؤول الذكر والأنثى حيث قلت أوصيكم أن لا يكون بيننا ظالم ومظلوم وحارم ومحروم وقوي ومستضعف والله لو دقق الجميع في تلك العبارات لساد الرخاء وازداد النماء وأظلنا الله ببركته ورحمته لأن بتلك المعاملة الحسنة بين الناس سيتحقق رضاء الله عن الجميع ثم عدت يا خادم الحرمين إلى نفسك التي بين جنبيك وحاسبتها في الدار الفانية لتريحها بعفو الله ورحمته في الدار الباقية إن شاء الله حين قلت وأشهدت عظيماً على ذلك ما ترددت يوماً في توجيه النقد الصادق لنفسي إلى حد القسوة المرهقة فجزاك الله عنا وعن أبنائك ومواطنيك وجميع المسلمين خير الجزاء. وأخيراً يا خادم الحرمين قد رسمت منهجاً واضحاً وحددت المسار والطريق في سياسة دولتك الداخلية والخارجية لتكون المملكة العربية السعودية في مصاف الشعوب والأمم رقياً ومكانة ومهابة ولتبقى كما قلت عزيزة متفوقة وأكدت على المسؤولين وحملتهم أمانة عظيمة أمام مواطنيكم والعالم أجمع ووضعت لهم برنامج عمل ومنهجاً ليرتقوا بهذا الوطن على المستوى الوطني والاقليمي والدولي. لقاؤكم السنوي هذا يا خادم الحرمين الشريفين لمثال حي على التواصل المستمر بين القيادة والشعب من أجل العمل البناء والاستمرار في الإصلاحات أدامكم الله وحفظكم وسدد على الخير خطاكم. @ الوزير المفوض ومدير حماية البيئة بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية