اختتمت الاسبوع الماضي جلسات منتدى النقل البحري بمطالبات الأكاديميين وأصحاب الأعمال بالعمل على تطوير الموانئ العربية وربطها بدول العالم في ظل التنامي السريع الذي تشهده المنطقة وقد كانت هناك مقترحات في أوراق العمل التي دعت لتسليط الضوء على هذا القطاع وايقاظه من السبات وتخليصه من الروتين الاجرائي في موانئه حتى يعود بالنفع الكبير على اقتصاديات دول المنطقة وقد كان للرياض حضور في ظل هذه المطالبات. رؤى مستقبلية للموانئ ودعوة للاستثمار يقول صالح التركي رئيس الغرفة التجارية بجدة: ان المنتدى كان ناجحا بكل المقاييس وقد ناقش قضايا جدا مهمة فتوفر السيولة الضخمة والطفرة التي تشهدها المملكة يدعونا اليوم لبناء اسطول بحري كبير فعامل الوقت وعوامل المنافسة وتواجد الفرص الاستثمارية الكبيرة التي تدعم القطاع الخاص بآلية معنية اما بدعم حكومي او بدعم شركات كبرى يدعونا لأهمية البدء ببناء اسطول بحري كبير في المملكة على غرار الاساطيل البحرية الكبرى المعروفة والموجودة في سنغافورة وغيرها واكد ان الظروف اظهرت ان الشركات العربية الكبرى في هذا القطاع هي التي تقف معنا لتطوير قطاع النقل البحري في المملكة فقطاع النقل البحري على مستوى عال من التطور في منطقة الخليج العربي والبحر الابيض المتوسط وقد وصلوا لمستوى جيد وعال جدا من التقدم وهم على وعي كبير باهمية هذا القطاع البحري الحيوي ولكننا نجد ان المستوى يتضاءل في موانئ البحر الاحمر فهذا القطاع مهمل ونحن في هذا المنتدى تقصدنا التركيز على ميناء جدة الاسلامي والموانئ الأخرى على البحر كميناء ضبا وجيزان لانهما ميناءان ضخمان وميناء جدة بدأ بالفعل مرحلة التطوير والتوسع في الأنظمة والقوانين كي يساعد ويشجع على جذب رؤوس الاموال الأجنبية وتحفيز الاستثمار فيها بدون وجود اي معوقات وعقبات في هذا القطاع والباب مفتوح لرجال الأعمال وعليهم استغلال الفرص المتاحة والمعروضة خصوصا وان هذا القطاع يشهد نموا وازدهارا كبيرا جدا فالموانئ البحرية السعودية ذات مرافق وخدمات جيدة بكثير مقارنة بالمطارات السعودية فميناء ضبا وجدة من الناحية العمرانية يحتوي على صالة ركاب افضل بكثير من صالة الركاب في مطار جدة واستطيع ان اؤكد ان الموانئ السعودية خاضت تجربة مميزة وناجحة منذ ان وضعت السعودية في السبعينات خطة محكمة لتواجه الطاقة الاستيعابية العالية في الموانئ. أهمية الفصل الجمركي مضاوي الحسون عضو في غرفة جدة وعضوة في قطاع النقل البحري: علينا العمل على تطبيق المنهجيات الجديدة التي ستنتج عن منتدى الموانىء بايجاد مراكز للتعليم وتسهيل خدمات الجمارك وايجاد الحل المناسب في تطوير تقنية الموانئ المحلية بالاستفادة من التقنيات الحديثة والعمل على توفير مركز للجمارك يساعد العملاء في سهولة تخليص بضائعهم وانا ادعو السيدات للاستثمار في قطاع النقلق البحري لانه قطاع يعطي فرصا جيدة لرأس المال العمل كما ان أوراق العمل التي طرحت جيدة واعطتنا رؤية واضحة عن طبيعة مناطق المملكة والخطط المستقبلية التي ترغب في تنفيذها. التقنية تخدم التوسع وعلينا زيادة استقطاب العمال أما حسين الهرميل مستشار وزير النقل المصري فيرى: لقد كان مستوى المنتدى ناجح وهادف لدرجة مشرفة وسنعمل على مثل هذه المنتديات في مصر لأن هناك تنافساً كبيراً بين شركات النقل البحري فهذا القطاع داعم جيد للاقتصاد ويدر الاموال على الحكومات كما ان يوفر فرص عمل كبيرة للكثير من الكوادر البشرية ويستوعب طاقات هائلة فعلينا ان نسعى لاستقطاب الأيادي العاملة ذات الكفاءة لقد استخدمنا عددا كبيرا من المستشارين في العالم وادخلوا تقنيات حديثة من الأجهزة فعلينا ان نعي اهمية تقديم الخدمات فدخول الحاسوب وتقنية المعلوماتية كان لهذا الاثر في التغيير الجذري الذي تشهده موانئ المنطقة مما زاد من الانتاجية كما اننا سنسعى لتغيير القوانين لتسهل العمل على المستثمرين كما علينا حل مشكلة رفع العلم وعلينا تطوير موانئ البحر الأحمر لتصل لمستوى موانئ البحر المتوسط. قلة الكوادر يزيد من حجم الفجوة اما حمود العجلان مدير عام الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري: انني اتوجه بالشكر لجميع الجهات التي عملت على اقامة المنتدى البحري ومدى احتياجنا الشديد لمناقشة قضاياه فمشكلة نقص الكوادر ليست عربية بل هي مشكلة عالمية فالصين والهند والفلبين حاليا هي اكثر تلك الدول المنتجة للكوادر البحرية واسباب لدينا فيها يعود لعدم وجود جهات تعليمية تخرج قباطنة ومهندسين بحريين فهم يرون ان اقامة مثل هذه المراكز يحتاج لتكاليف عالية من حيث احضار محاضرين ومدربين بحريين لارتفاع كلفتهم، كما ان التكيف من قبل المتدربين على ظهر السفن يتطلب قوى جبارة فغالبيتهم يتركون العمل بعد فترة ويتجهون لوظائف أخرى فهناك نقص كبير في الكوادر يتزايد بتوسع الموانئ فنحن بحاجة الى 270ملاحا بحريا في حين ان المتوفر حاليا 182ملاحا فهناك نقص كبير وسيتزايد عدد الناقلات 150ناقلة كما ان خروج بعض السفن من الخدمة وارتقاء بعض الاكاديميين لرتبة ضباط يزيد من حجم الفجوة.. ان حصولنا على السفن يستغرق اياما في حين ان حصولنا على الكوادر البشرية يحتاج لسنوات فلنتحرك سريعا لتغطية الفجوة. اقتصاديات النقل البحري الى أين؟ أيمن النحرواي مستشار اقتصادي بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا وعلوم البحار: النقل البحري يعيش أزهى عصوره في الخليج العربي بالنسبة لموانئ دبي وصلالة اما فيما يخص البحر المتوسط فيوجد ميناء بورسعيد بمصر والموانئ الأوروبية والتركية واليونانية وميناء طبنجة الجديد بالمغرب فالتوسع الرأسي للموانئ بالمنطقة يزيد من طاقتها الاستيعابية ويلعب دورا هاما في نظام الادارة فهو يلقي بدور هام على تلك المشاكل التي نواجهها لذلك ندعو لخصخصة الموانئ التي ستحقق قدرا كبيرا من التطور والتنافس المحلي والاقليمي كما انه علينا الا ننسى ميناء جدة وينبع وضبا وجيزان ومالهم من مرود كبير على المنطقة كما السعي للشراكة مع الدول الأجنبدية لتطوير البنى التحتية للموانئ ومشاركة منظومة الموانئ الخضراء لحماية البيئة وتوفير العنصر البشري المناسب لكونه المحور الرئيس في القطاع فدعم الخصخصة ليست غاية بل وسيلة تتماشى مع ظروف الموانئ فالتحرر من الروتين الحكومي يهدف لرفع معدلات الخدمة والتوجه نحو السوق ذلك التوجه الذي يقلل من التكاليف ويحدد تعرفة الاسعار واتساع مجال الخدمات كما علينا تطبيق النظام اللوجستي الذي يعمل على تجميع الأنشطة بتدفق السلع والخدمات التي يرغبونها في التوقيت والمكان المحدد بالجودة المطلوبة.