طالب عدد من الخبراء النفطيين دول منظمة الدول المنتجة للنفط أوبك بضرورة التوسع في تقنية تسييل الغاز الطبيعي وزيادة استثماراته للمحافظة على مركز الصدارة في توفير مصادر الطاقة للعالم والعمل على رفد مصادرها الطاقوية الأمر الذي يمكنها من تمديد العمر الافتراضي للنفط والتفوق في المنافسة العالمية وإعطاء ثرواتها الطبيعية قيمة مضافة تحقق لها الفائدة الكبيرة. وقال الخبراء الذين استطلعت آرائهم الرياض أن تقنية تحويل الغاز الطبيعي إلى سوائل تستخدم كوقود آمن للبيئة قطعت شوطا كبيرا وأضحت تنافس النفط وتحقق تقدما في أسواق الطاقة ما جعل الدول المتقدمة تهتم بهذه التقنية وتدعمها بقوة لتكون بديلا عن النفط ، وأشاروا إلى أن الدول المنتجة لديها إمكانيات تتمثل في الاحتياطيات الغازية الكثيرة كما أنها تمتلك كل المكونات الضرورية التي تجعلها تتفوق في المنافسة العالمية. وقد ساهم ارتفاع أسعار البترول في دفع الشركات التي تعنى بهذه التقنية إلى التوسع في استثماراتها بهذا المجال نظرا لوصول عمليات التحويل إلى الربحية الاقتصادية إذا ما أخذنا بالاعتبار ان تكلفة الانتاج تتراوح ما بين - 3020دولارا لكل برميل وتحاول الشركات المتخصصة إلى تخفيض التكلفة إلى ما بين -12 5دولارا وبما أن أسعار النفط تتخطى حاليا 100دولار للبرميل فإننا ندرك حجم الربحية الكبيرة التي ستجنيها الشركات من تحويل الغاز الطبيعي إلى سوائل. تحديات تواجه صناعة الغاز تواجه صناعة الغاز عدداً من التحديات التي ربما تعيق من التوسع في تجارته ومن هذه المعوقات أن معظم احتياطات الغاز الطبيعي تقع في المناطق النائية سواء في المحيطات أو البحار أو في الصحارى قاسية المناخ والتضاريس والتي تفتقر إلى البنية التحتية ما يجعل العمل بها يتطلب نفقات كبيرة وامكانيات لا تتوفر الا لدى الشركات الكبرى والتي عادة ما تتجه إلى الاستثمار في النفط، ناهيك أن نقل الغاز يحتاج إلى مد خطوط أنابيب مكلفة والى إنشاء مصانع للتسييل ، كما ان من المعوقات التي تواجه صناعة الغاز الطبيعي ارتفاع تكلفة عمليات الاستكشاف والإنتاج نظرا إلى ارتفاع الآليات المستخدمة في العمليات فعلى سبيل المثال تضاعفت أسعار الحفارات ثلاث مرات خلال الشهور الثمانية عشر الماضية، كما ارتفعت أسعار المواسير الصلب 65% وأسعار الشبكات والمواسير؛ التي يتم تركيبها تحت سطح البحر بنسبة50%، وهذه التكاليف بلا شك تضاف إلى الكلفة الأساسية للإنتاج غير أن إنتاج الغاز وتسييله يظل في وضع مربح. تقنية تسييل الغاز الطبيعي تعرف تقنية تحويل الغاز إلى سائل بعملية "فيشر-تروبش" والتي تعتمد على حشد تقنيات متعددة في مصنع واحد يهدف إلى تحويل الغاز إلى سائل وتتألف من وحدة تصنيع الغاز وحدة إنتاج الغاز التخليقي ووحدة تحسين المنتج ومرافق إنتاج البخار، وتعتبر منتجات تحويل الغاز إلى سوائل نظيفة جدا ولا تشتمل على ملوثات ما يجعلها مناسبة بيئيا ، كما يمكن توجيهها بما يتناسب وحاجة الأسواق وذلك من خلال تغيير القيم التشغيلية للعملية. وتتألف منتجات تحويل الغاز إلى سوائل من النافثا والكيروسين ووقود النفاثات ووقود الديزل والشمع المستخدم بعد المعالجة في إنتاج زيوت الأساس. الطلب العالمي على الغاز يشير المختصون إلى أنه من المتوقع أن ترتفع حصة الغاز الطبيعي من إجمالي الطاقة العالمية لتصبح 28في المئة في العام 2030مقابل 23.5في المئة في العام 2005.بزيادة نسبتها 4.5في المئة والتقديرات السنوية لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن الغاز الطبيعي يسهم بنسبة 23.5في المئة من إجمالي حجم الاستهلاك العالمي للطاقة، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 26.32في المئة في العام 2030.وسوف تزداد استخدامات الغاز الطبيعي في منطقة الشرق الأوسط زيادة تفوق الضعف فيما بين العامين 2003و 2030.وعمدت الدول المصدرة للنفط في المنطقة إلى التوسع في استخدام الغاز الطبيعي المحلي من أجل توفير المزيد من الصادرات النفطية ورفد مصادر ثرواتها الطبيعية. وتوضح تقارير صدرت حديثا أن استهلاك الغاز الطبيعي سوف يرتفع بنسبة 70% بحلول عام 2020وبحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية فإن العالم يستهلك حوالي 404مليار قدم مكعب يوميا مرتفعا من 258مليار قدم مكعب يوميا عام 2005م. وجاء جل الطلب من الدول النامية مثل الهند والصين ودول شرق أوروبا ذات الاقتصاديات المتنامية. ويختزن العالم كميات كبيرة من احتياطيات الغاز الطبيعي بلغت حوالي 6012تريليون قدم مكعب قياسي. 75% من هذه الاحتياطات العالمية موجودة في الشرق الأوسط ودول الاتحاد السوفيتي السابق.