نشرت بعض الصحف المحلية يوم الجمعة الماضي 4أبريل 2008نقلا عن صحف أمريكية خبرًا حول دعم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا لأحد الباحثين الصينيين وهو الأستاذ كوي في جامعة ستانفورد الأميركية بمبلغ عشرة ملايين دولار. وذكر الخبر أنه سوف يستخدمها في توظيف طلبة ومساعدين، وشراء معدات وتوسعة المختبر الخاص به في جامعة ستانفورد، لمواصلة أبحاثه في تخزين الطاقة الكهرو- كيماوية. إن هذا الدعم من جامعة الملك عبدالله ومن غيرها من المؤسسات العلمية والبحثية مفيد للغاية في تطوير البحوث ودعمها واستثمار الكفاءات العلمية من أي مكان في العالم. ولعله من المفيد أن يكون السعودي شريكًا في الجانب العلمي وليس فقط في التمويل. ويمكن تحقيق هذه الشراكة عن طريق وضع شروط محددة للدعم المالي كما هي الحال في معظم الشركات والجهات الداعمة في الغرب، ومن أهم تلك الشروط أن يقوم المستفيد بتوظيف عدد من الباحثين السعوديين (من الجنسين) في المشروع الذي وضع الدعم المالي لأجله، مثلا: شخص واحد لكل مليون دولار، على أن يعطى الباحث الفرصة كاملة في البحث والمساعدة والمشاركة في استخلاص النتائج وتطبيقها حتى ينتهي المشروع في موقعه الأصلي. ويمكن تغطية النفقات الشخصية للسعوديين من الجهة الداعمة للمشروع. المهم هو حصول السعوديين على التدريب المباشر والاحتكاك مع الباحثين والتعامل مع الآلات والأجهزة وإتقان تشغيلها وإصلاحها. وربما تجد الجهة الداعمة أنه من المناسب تنويع مهام الباحثين المرسلين لتلقّي التدريب، فبعضهم يتخصص في المادة العلمية، وبعضهم في الأجهزة والتقنيات المستخدمة، وبعضهم في التطبيقات وغير ذلك من المهام التي تفيد الجهة الداعمة. ويمكن أن تفتح الجامعة الباب للترشيح للراغبين في الانضمام لمشروع محدد في جامعة عالمية معينة، وتختار منهم من تنطبق عليه الشروط التي تضعها. وهذا المشروع يتيح الفرصة لأعضاء هيئة التدريس ولطلاب الدراسات العليا في جامعاتنا لتطوير قدراتهم والاستفادة من الخبرات العالمية والمضي قدمًا في تحقيق منجزات علمية مفيدة للإنسانية. إن وجود باحثين سعوديين متخصصين ومؤهلين تأهيلا عاليًا في تخصصات معينة سوف يفيد البلد والمنطقة على المدى البعيد، ومن المؤمّل أن تقوم بهذا الدور جامعة عريقة ورائدة في بلادنا تحمل اسم قائد مسيرتنا الحضارية، وتحذو حذوها بقية الجامعات.