قال شهود عيان إن مصادمات وقعت أمس الأحد بين قوات الأمن المصرية ومئات المتظاهرين بمدينة المحلة الكبرى شمالي القاهرة وإن هناك مصابين من الجانبين. وقال شاهد إن الشرطة أطلقت أعيرة مطاطية وقنابل مسيلة للدموع لتفريق مئات العمال المتظاهرين مما حدا بالعمال إلى الرد بإلقاء الحجارة على القوات كما اشعلوا النار في إطارات السيارات. وأضاف أن عمالا أشعلوا النار فيما يبدو في عدد من المتاجر وحطموا واجهاتها. وقال الشهود إن مصر نشرت أمس أعدادا كبيرة من قوات الأمن في ميادين وشوارع بالقاهرة وعدد من المدن الأخرى لإحباط إضراب عام دعت إليه حركات وأحزاب سياسية وعمال شركة كبرى للغزل والنسيج. وقالت مصادر أمنية إن قوات وزارة الداخلية ألقت القبض على حوالي 200من الداعين للإضراب والمشاركين فيه والمشاركين في مظاهرات احتجاج دعي إليها بمناسبة الدعوة للإضراب. وقالت وزارة الداخلية في بيان أصدرته السبت إنها "تحذر من أن أجهزتها ستقوم باتخاذ ما يلزم من إجراءات فورية وحازمة إزاء أي محاولة للتظاهر أو تعطيل حركة المرور أو إعاقة العمل بالمرافق العامة أو التحريض على أي من هذه الأفعال". وقالت المصادر الأمنية إن عدد المحتجزين في مدينة الإسكندرية الساحلية يصل إلى 30بينما ألقي القبض على 18في مدينة كفر الدوار الصناعية القريبة منها. وقالت المصادر الأمنية في مدينة المحلة الكبرى حيث بدأت الدعوة للإضراب العام إن القوات ألقت القبض على 12بينهم خمسة من القيادات العمالية قبل وقوع المصادمات. وقال كريم البحيري وهو احد العاملين في شركة مصر للغزل والنسيج بمدينة المحلة الكبرى التي تبعد حوالي 100كيلومتر شمالي القاهرة إن قوات الأمن حالت دون تنظيم الإضراب. وأضاف "عمال كثيرون لم يتمكنوا من الوصول إلى المصانع من الأصل بسبب الحصار الأمني." وكانت مجموعة من العمال في الشركة دعت العمال في مصر للإضراب تضامنا مع مطالب لهم بزيادة الأجور في مواجهة الزيادات في الأسعار. وتبنت الدعوة للإضراب جماعات وأحزاب صغيرة مناوئة للحكومة. ويقول نشطون في الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) وحزب العمل المجمد بسبب نزاعات على القيادة بين أعضائه وحزب الكرامة العربية تحت التأسيس إن الإضراب يهدف لأن يكون بداية حملة عصيان مدني هدفها حمل الحكومة على تغيير سياساتها. وأيدت جماعة "الإخوان" المسلمين الدعوة الى الإضراب ضمنيا. وبحلول صباح أمس الأحد بلغ عدد من أيدوا الإضراب على الموقع الاجتماعي فيسبوك على الإنترنت أكثر من 60ألف شخص. وتردد أن السلطات ألقت القبض على النشطين الذين يتولون الحملة على الموقع. وقال شاهد في مدينة الإسكندرية إن الوجود الأمني كثيف في مختلف الميادين بالمدينة وفي عدد من الشوارع التي توجد بها مكاتب حكومية مهمة أو قنصليات أو مراكز ثقافية لدول أجنبية. وأضاف أن أسر تلاميذ عدد كبير من المدارس منعوا أبناءهم من الانتظام في اليوم الدراسي خوفا عليهم من حدوث صدامات بين الشرطة ونشطين دعوا إلى مظاهرة في المدينة إلى جانب الدعوة للإضراب. ويحتج النشطون على غلاء الأسعار وضعف أجور العاملين في الحكومة وشركات القطاع العام وما يقولون إنها انتهاكات لحقوق الإنسان. وقال شاهد في وسط القاهرة إن الوجود الأمني "كثيف جدا." وأضاف أن قوات أمن كبيرة العدد انتشرت في الأماكن التي اعتاد المعارضون تنظيم احتجاجات فيها وهي ميدان التحرير وميدان طلعت حرب وخارج نقابتي المحامين والصحفيين. وقال عبد الوهاب المسيري المنسق العام لحركة كفاية "حاولنا أن نتظاهر في ميدان التحرير لكنهم تعقبونا وألقوا القبض على البعض منا." وأضاف "لذلك قررنا إلغاءها (المظاهرة) لأننا لا نريد ضحايا." وألغى منظمون إضرابين ومظاهرتي احتجاج في مدينتي كفر الدوار وشبين الكوم شمالي القاهرة. وطلبت بعض المدارس الخاصة في القاهرة من التلاميذ عدم الحضور خوفا من حدوث اضطرابات في الشوارع. الى ذلك تعرضت مصر أمس الأحد الى موجة من الطقس السيء وسوء الأحوال الجوية صاحبها رياح مثيرة للرمال والأتربة غير أنها لم تؤثر على حركة الملاحة في المطارات والموانئ المصرية. وأكد مصدر مسؤول بالمراقبة الجوية بمطار القاهرة الدولي ان حركة اقلاع وهبوط الطائرات بمطار القاهرة لم تتأثر بسبب سوء الاحوال الجوية التي شهدتها البلاد وادت الى انخفاض معدل الرؤية فوق منطقة المطار بسبب رياح جنوبية ومنخفض صحراوي.