قالت الدكتورة ميجورو يوريكو من جامعة صوفيا في طوكيو ل "الرياض" انه من خلال زيارتها الحالية للمملكة، وجدت أن المرأة تتحلى بالنشاط والتفاؤل وتعرف ما تريد، كما أن لقاءها بعدد كبير من الأكاديميات وسيدات الأعمال أعطاها فكرة عن كفاح المرأة في السعودية واصرارها على تحقيق ما تريده وتبحث عنه من نجاح واثبات الذات رغم أنها تفهم بأن شريحة السيدات اللاتي قابلتهن لا يمثلن كافة نساء المجتمع المحلي. وكانت السيدة ميجورو قد جاءت للمملكة مع كل من الدكتورة ناكانيشي هيسا من جامعة ناجويا المتخصصة بتاريخ منطقة الشرق الأوسط، والدكتورة كينجو ايكو من جامعة اسيا في زيارة خاصة لمنطقة الخليج لتقييم أوضاع المرأة الخليجية ضمن برنامج التبادل الثقافي بين اليابان ودول الخليج. وقد بدأن الزيارة في سلطنة عمان، ثم المملكة العربية السعودية تليها دولة قطر. وقمن بزيارات لكل من هيئة حقوق الانسان، والقسم النسائي في معهد الادارة العامة، والغرفة التجارية، بالاضافة الى الالتقاء بعدد من الشخصيات الأكاديمية النسائية في قسم الاجتماع بجامعة الملك سعود. وقدمت الأكاديميات محاضرة بعنوان "عمل المرأة في العالم اليوم" في مؤسسة الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية،وسط حضور نسائي كبير من مختلف القطاعات. حيث طرحت كل من المحاضرات تجربة النساء اليابانيات في العمل داخل المجتمع الياباني وأدوارهن داخل الأسرة . واستعرضن بعض الدراسات الاحصائية التي قمن بها عن التغيرات التي طرأت على عمل المرأة في اليابان منذ الستينيات وحتى يومنا هذا، والمشوار الطويل الذي قطعته المرأة اليابانية من أجل أن تلعب دورا أكبر في المجتمع وتطور من الاقتصاد رغم كل الصعوبات التي واجهتها. كما ناقشن مشاكل اخرى تعانيها المرأة اليابانية رغم كل ما حققته من اثبات الذات، فما تزال النساء يعملن في وظائف ذات دخل منخفض نسبيا، كما أن رواتب الرجال ماتزال أعلى من النساء رغم قوانين فرص العمل المتكافئة التي بدأ تطبيقها منذ عام 1986م . بالاضافة الى أن القطاعات الحكومية في اليابان ما تزال أقل تقديرا لجهود النساء العاملات فيها مقارنة بالشركات الأجنبية . وقارنت الدكتورة ناكانيشي المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط دورة حياة المرأة في اليابان بنظيرتها في الشرق الأوسط، فالمرأة اليابانية تتخرج من الجامعة وتعمل مباشرة في العشرينيات من عمرها، ثم تتزوج وتتفرغ لأبنائها في الثلاثينات، ثم تعاود العمل في الأربعينات، فيما أن المرأة في الشرق الأوسط تتزوج في العشرينات وتقرر العودة لمواصلة دراستها في سن متقدمة من عمرها وبعد الزواج وانجاب الأبناء لتبدأ مشوارها المهني في سن متأخرة نسبيا. وطرحت الحاضرات عددا من التساؤلات والاراء في مقارنة المجتمع الياباني والسعودي ووضع النساء في كلا المجتمعين باعتبارهما مجتمعين شرقيين متشابهين نوعا ما.